أسباب الصعود الحزين للمنتخب.. ولا عزاء لصلاح والشناوى!
بصعوبة بالغة.. صعد منتخبنا الوطني إلى دور الـ16 لكأس الأمم الإفريقية في كوت ديفوار.. ورغم الصعود فإن الجمهور المصري حزين، ويري أن هذا الصعود مهين ولا يليق بتاريخ الكرة المصرية، ولا يليق بإمكانيات لاعبي هذا الجيل، بعد التعادل في المباريات الثلاث بالمجموعة أمام موزمبيق وغانا والرأس الأخضر بنتيجة واحدة 2/2.
من حق الجماهير أن تغضب لأنهم يطمعون في المنافسة علي البطولة والعودة من كوت ديفوار بالكاس.. ولكن الحلم يتهاوى، والفريق المرشح فشل في تحقيق أي فوز في الدور الأول واهتزت شباكنا بـ6 أهداف، فكيف نحقق الانتصارات في الأدوار النهائية الأصعب؟!
من حق جمهور مصر أن يغضب لسوء الأداء، ولكن ليس من حق الجمهور توجيه السباب لبعض اللاعبين وتوجيه الاتهامات إلي محمد صلاح ومحمد الشناوي بادعاء الإصابة للهروب من المباريات، وتوجيه السباب لهما والتهكم علي ألقاب التي كانوا ينادون عليهما بها «صلاح فخر العرب» و»الشناوي في حتة تانية» بعدما استقبلت شباكه 6 أهداف.. وللأسف أن الجماهير أعطت ألقاب مهينة للنجمين الكبيرين.
من حق الجمهور أن يغضب، ولكن ليس من حقه الإساءة للمدرب البرتغالي فيتوريا، والإساءة إلي أعضاء مجلس إدارة اتحاد الكرة..
من حق الجمهور أن يغضب، ولكن من العيب أن يتمني البعض هزيمة المنتخب من أجل الشماتة في الخروج من البطولة.
ليست هذه أخلاق وشهامة المصريين يا سادة..
من حق الجمهور أن يكتب ما يشاء علي صفحات السوشيال ميديا، وله كامل الحرية فيما يعبر عن رأيه، ولكن دون إهانة اللاعبين والمدرب، خاصة أن اللاعبين والجهاز الفني يتابعون السوشيال، وشاهدوا حملات التقطيع والإساءة لصلاح والشناوي ولبعض اللاعبين وللمدرب، بدليل أن مصطفي محمد رفع تيشرت صلاح بعد هدفه في مرمي الرأس الأخضر..
لا بد أن يعلم الجمهور أن صوته أصبح يصل للاعبين والمدربين، ولا بد أن يكون النقد بناء من أجل الإصلاح وليس الهدم والشماتة.
للأسف أصبحت السوشيال ميديا إرهابًا للاعبين والمدربين.. ولا أطالب بمنع الجمهور أن يعبر عن آرائه، ولا أحد يستطيع أن يمنع الجمهور من التعبير عن غضبه، ولكن أرفض الإساءة والسباب والشماتة.. أرفض حملات بعض جماهير الأهلي والزمالك ضد صلاح والشناوي وإمام عاشور وزيزو وغيرهم، بطريقة أصبحت مصدر إحباط وهدم للاعبين وللمنتخب..
من المفترض أن يكون الجمهور هو الداعم الأول للمنتخب ومصدر التحفيز للاعبين وللجهاز.
أرفض الحملة الوهمية ضد الأسطورة محمد صلاح، نعم إنه الأسطورة الحقيقية للكرة المصرية، وسيبقي صاحب البصمة العربية العالمية، ويكفي أنه ينافس علي لقب الأفضل عالميًا ضمن أفضل 3 لاعبين في العالم.. ولا ننكر إنجازات صلاح مع الأندية الأوروبية، إنه فخر للعرب وسيبقي.. ومسيرته سيتدارسها الإنجاز، لأنه سيبقي الأفضل مسيرة في تاريخ الكرة المصرية لمدة 100 عام قادمة، وقد يتخطي عام 2100، ولم يأت لاعب مصري يصل لهذه المكانة.
باختصار صلاح غير مذنب نهائيًا، والجمهور ظلمه بشدة، خاصة أنه أصيب في مباراة غانا، وأعلن الجهاز الطبي عن أنه لن يلحق بمباراتي مصر القادمتين، ومن الطبيعي أن يعود للعلاج في إنجلترا، لأن صلاح محترف ولديه منظومة عالمية محترفة تديره ولا تعرف العواطف، وللأسف من يهاجم صلاح هو شخص عاطفي ولا يعرف طرق النقد السليمة اللائقة.. وهذا يجعلنا نعود بالذاكرة إلي أزمة وضع صورة صلاح علي طائرة المنتخب، ووقتها صنعوا أزمة بدون لزمة وهاجموا اللاعب بشراسة، وفي النهاية تم رفع صورة صلاح من علي الطائرة، لأنه مرتبط بعقود احترافية عالمية.
يا سادة صلاح ثروة قومية تعود علي الاقتصاد الوطني والسياحة بمكاسب لا حصر لها، بجانب أنه قدوة للأجيال، ولا بد أن نحافظ علي هذه الثروة ونقدرها ونحترمها.. اللي بيحصل علي السوشيال مع صلاح عيب!!
وبالنسبة إلي فيتوريا هو مدرب مثل أي مدرب يخطئ ويصيب، ويبدو أنه تأثر بحملات الجماهير ضده علي السوشيال، وجاءت اختياراته للتشكيل عشوائية.. وفشل في توظيف اللاعبين، وأصبح فيتوريا يفعل ما يرضي الجماهير مما جعله يقدم «عك كروي» وفقد مصداقيته أمام لاعبي الفريق.. وهذه كارثة تستدعي إقالته وتوفير مرتبه الشهري الـ200 ألف يورو.. المدرب الخواف الذي يتأثر بالجماهير لا يستحق البقاء في منصبه، وبالمرة نوفر الـ10 ملايين جنيه مرتبه كل شهر.
وبالنسبة للاعبي المنتخب للأسف معظمهم يلعب من أجل نفسه ومن أجل الاستعراض، وافتقد المنتخب أداءه الجماعى، وهذا سبب سوء مستوي الفريق وتذبذب النتائج.
وليس من حق الجمهور اختيار التشكيل والمطالبة بمشاركة لاعبين بأعينهم في كل مباراة أمثال زيزو ومصطفي فتحي ومرموش وتريزيجيه وغيرهم، ويردد الجمهور بأن «فلان أحسن من فلان» باعتبارهم هم الأفضل والأحق بالبدء في التشكيل.. هذا الكلام خاطئ، لأن المدرب هو المسئول عن اختيار اللاعب الجاهز فنيًا وبدنيًا، ومن يستطيع أن ينفذ طريقة الأداء المطلوبة وينفذ الواجبات الدفاعية والهجومية المطلوبة في كل مباراة حسب إمكانيات وقدرات نجوم الفريق المنافس.. لكن للأسف انتقادات الجمهور جعلت فيتوريا يلعب كل مباراة بتشكيل مختلف، والتغييرات حسب مطالب الجماهير مما يفقد الفريق انسجامه.. باختصار يا سادة لا يوجد لاعب يستحق أن يحجز مكانًا ثابتًا في تشكيل المنتخب، وأن الـ27 لاعبًا المنضمين في القائمة كلهم شبه بعض، الشناوى زي أبوجبل وصبحي وأحمد الشناوي كلهم نفس المستوي، ولهم أخطاء هم.. ولا داعي للغضب من محمد الشناوي، لأنه حارس يخطئ ويتألق مثل أي حارس، ولا تصدقوا أنه في «حتة تانية»، بصراحة تدليل اللاعبين الزائد هو سبب سوء النتائج، وسبب صدمات الجماهير..
لكن البطولة كشفت عن أن مصطفي محمد وتريزيجيه هما الأفضل، ولا غني عنهما في التشكيل الأساسي في كل مباراة.
أما صلاح فهو حالة خاصة، نجم استثنائى، ويجوز أن يجلس علي الدكة احتياطيًا كورقة رابحة، خاصة أن أي فريق منافس يضع خطته علي رقابة صلاح وتحجيم دوره.
في النهاية منتخبنا صعد بالحظ وبأقدام الآخرين، وكل الشكر لأبناء موزمبيق المخلصين.
منتخبنا لديه أخطاء فادحة سواء في الدفاع أو الهجوم وكل المراكز.. ولاعبونا يؤدون بطريقة فردية استعراضية، والمطلوب سرعة علاج الأخطاء، لأن مواجهات الأدوار النهائية صعبة وقوية ولن تتحمل تتكرار مثل هذه الأخطاء..
منتخبنا يملك مقومات الفوز بالبطولة، ولكن بشرط أن يعدل فيتوريا واللاعبون من أخطائهم في المباراة القادمة.
وأطالب الجماهير بمساندة المنتخب في المباريات القادمة الصعبة، أو علي الأقل بتخفيف حملاتهم علي السوشيال ضد المدرب واللاعبين، وعدم السباب لأنهم يتابعون هذه الحملات ويتأثرون بها سلبيًا.
كل التوفيق لمنتخبنا الوطني.. وإن شاء الله يعود بالكأس.
«قادر ويعملها» بشرط أن نعالج الأخطاء ونوقف حملات التقطيع.. ويكون الحساب بعد البطولة.