عضو «صناعة الحبوب»: نصدر 200 ألف طن مكرونة سنويًا ومتوسط الاستهلاك 700 ألف طن
- كريم أبوغالى: انتقد قرار تسعير إردب القمح بـ1600 جنيه قبل الموسم خوفًا من عزوف المزارعين
- مصر فى المرتبة الثالثة من حيث تصدير المكرونة.. وسعر الدولار أثّر سلبيًا على القطاع
- إفريقيا تستحوذ على 80% من صادراتنا ونستورد 95% من مدخلات الإنتاج
كشف كريم أبوغالى، عضو غرفة صناعة الحبوب باتحاد الصناعات المصرية رئيس شركة «روجينا» للمكرونة، عن سبب ارتفاع الكيلو من ١٥ إلى ٣٠ جنيهًا، مؤكدًا أن القطاع تأثر كثيرًا بارتفاع سعر الدولار، خاصة أن مكونات الإنتاج مستوردة من الخارج. وقال «أبوغالى»، فى حواره لـ«الدستور»، إنه رغم ارتفاع الأسعار فإن هناك إقبالًا على الشراء بسبب ارتفاع سعر الأرز، لذا يضطر المواطن لشراء المكرونة لأنها لا تزال الأرخص، مشيرًا إلى أن متوسط استهلاك المصريين للمنتج يبلغ ٧٠٠ ألف طن، والإنتاج المحلى يغطى الاستهلاك. وأضاف أن مصر تصدر ٢٠٠ ألف طن سنويًا لدول شرق وغرب إفريقيا والكوميسا، والرقم مرشح ليصبح ربع مليون طن سنويًا.
■ هل أثر الصراع فى البحر الأحمر على استيراد الحبوب؟
- على المدى القريب، أستبعد أن يؤثر الصراع المسلح فى البحر الأحمر على استيراد الحبوب وخصوصًا القمح، لأنه يأتى عن طريق البحر الأسود والبحر الأبيض، ودول أوروبا، وبالتالى الاستيراد لن يتأثر بهذا الصراع.
ولكن الهجمات تؤثر على المنتجات التى تأتى من خلال باب المندب وقناة السويس لمصر أو تعبر من قناة السويس، مثل منتجات شركتنا «روجينا»، فاستمرار الصراع على المدى الطويل يؤثر على الاقتصاد فى مصر وحركة الملاحة البحرية.
■ بشكل عام.. كيف يؤثر الصراع على التجارة؟
- الأهم من تأثير الصراع فى البحر الأحمر على الحركة التجارية البينية هو تأذى الاقتصاد الكلى بالتأثير على إيرادات قناة السويس الدولارية.
■ هل تتمتع الشركات بالمرونة الكافية والمطلوبة للتعامل مع مثل هذه المواقف؟
- طبيعة عملنا توجب الاتفاق مع العميل، فى أى دولة يتم التصدير إليها، على الحصول على جزء مقدم نحو ٣٠٪ إلى ٤٠٪، والمبلغ المتبقى يتم تحصيله بمجرد الشحن، ونرسل صورة من المستندات ليتم إرسال باقى المبالغ، لكن مع أى عميل جديد نتابع الموضوع بحذر.
عندما بدأ الصراع فى البحر الأحمر تعاملت الشركة مع الموقف بإيقاف شحن جميع البضائع، وفى حالة عدم رضا العميل يتم شحن منتجات إليه بالقيمة التى دفعها، ثم إعادة تعبئتها وإرجاعها لمصر، وهذه إجراءات عاجلة تم اتخاذها للتعامل مع ما يحدث فى البحر الأحمر.
■ حدثنا عن استيراد القمح من الخارج وأبرز الدول التى تتعاملون معها؟
- روسيا لها الحصة الأكبر من استيراد القمح وكذلك أوكرانيا، وذلك بنسبة ٨٠٪، والحرب الدائرة بين الطرفين لم تؤثر على نسب الاستيراد، لأن لديهما كميات كبيرة من القمح وسعره فى انخفاض بشكل كبير، إذ كان وقت الحرب بـ٣٥٠ دولارًا، واليوم سعره ٢٦٠ دولارًا.
والقمح الذى يستخدم بشكل عام فى صناعة المكرونة يستورد من الخارج، فنحن نعتمد بشكل رئيسى على القمح الروسى والأوكرانى، لتلبية احتياجات التموين والسوق.
■ ماذا عن وضع الصناعة فى السوق المحلية وأزمة العملة الآن؟
- الوضع صعب للغاية بسبب ارتفاع سعر العملة وصعوبة توفيرها إضافة إلى نسب التضخم، فأسعار القمح والدقيق تزيد بسرعة هستيرية.
البنوك تسعى لتدبير العملة للاستيراد وتسمح للشركات باستيراد البضائع التى تريدها وتضع عليها نسبة ٢٠٪ من خارج البنك، بالتالى يقف سعر العملة على المواطن مرتفعًا جدًا، وهو ما أدى إلى رفع الأسعار.
■ ما أكثر الدول التى تصدر مصر لها المكرونة؟
- نصدر لدول شرق وغرب إفريقيا ودول الكوميسا، ونتحدث عن أكثر من ٢٠٠ ألف طن سنويًا من المكرونة تصدرها مصر، وقد يصل الرقم إلى ربع مليون طن سنويًا.
■ ما ترتيب مصر بين دول العالم فى هذا القطاع؟
- تعد مصر رابع أو ثالث دولة على مستوى العالم فيما يتعلق بتصدير المكرونة، ومن الدول التى تأتى فى المراتب الأولى إيطاليا وتركيا واليونان، وتستحوذ إفريقيا على نسبة ٨٠٪ من الصادرات، لكن هذه النسبة لا تقارن بباقى المواد الغذائية، لأن المكرونة أرخص سلعة، وقد شهد تصدير المواد الغذائية للسودان نموًا بلغ ٣٠٠٪ خلال ٢٠٢٣، ومن ثم تزايد الإقبال على المكرونة والدقيق فى أول ٣ أشهر من الحرب، ثم توقف الأمر منذ ذلك الحين.
■ ما رأيك فى تحديد سعر إردب القمح بـ١٦٠٠ جنيه هذا العام؟
- ياريت كل الناس تزرع القمح والدولة تأخذ ما تريد، وكذلك يحصل القطاع الخاص على ما يحتاج، وقد أعلن وزير الزراعة عن أن ٣ ملايين فدان تنتج ١٠ ملايين طن، لكن واقعيًا فإنه فى آخر ٤ سنوات لم تحصل الحكومة تقريبًا إلا على ٤ ملايين طن قمح أو يزيد قليلًا.
وأتوقع تراجع هذا الرقم بسبب الإعلان المبكر عن سعر التوريد، وقد كان من الأفضل عدم الإعلان عن هذه السعر أو الإعلان عن التوريد بسعر مُغر، فحينها سيتجه المزارعون لزراعة المحصول، وقرار تحديد السعر بـ١٦٠٠ «غير سليم»، خاصة مع خسارة الجنيه ٤٠٪ من قيمته.
■ كيف استعدت الشركة لشهر رمضان؟.. هل تشاركون فى المعارض؟
- توجد مبادرات عديدة بمناسبة معارض «أهلًا رمضان» مثل مبادرة «ولادك فى ظهرك يا مصر»، حيث تعرض كميات كبيرة من البضائع بأسعار زمان، والعام الماضى كان سعر كيلو المكرونة ١٥ جنيهًا، وهذا العام وصل إلى ٣٠ جنيهًا، ويمكن أن نخفض السعر فى معرض «أهلًا رمضان».
بالنسبة للأماكن، سنبدأ من القاهرة ونتجه إلى باقى المحافظات، وسيتم الإعلان عن الأسعار قبل ١٠ أيام من الشهر الكريم.
■ أخيرًا.. حدثنا عن أبرز التحديات التى تواجه صناعة المكرونة.
- مثلها مثل أى صناعة أخرى، وهى سعر العملة وتدبيرها، لأن الماكينات وقطع الغيار جميعها مستوردة من الخارج وبالنسبة للخامات معظمها مستوردة بنسبة ٩٥٪، وهناك شىء مهم وهو أن إقبال المواطنين على شراء المكرونة يأتى بسبب ارتفاع أسعار الأرز، فما زالت هى الأرخص، ومتوسط الاستهلاك قد يصل إلى ٧٠٠ ألف طن، والإنتاج يغطى الاستهلاك المحلى.