"بيت الدمية".. جوهرة عقد أعمال أبو المسرح النرويجي هنريك إبسن
تحل دولة النرويج ضيف شرف الدورة الـ55 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب.
ومن أبرز كُتّاب النرويج وأشهرهم لدي القارئ العربي والمصري خاصة، الكاتب المسرحي هنريك إبسن، الذي يلقب بـ“أبو المسرح النرويجي”.
مَن هو هنريك إبسن وأشهر أعماله؟
يعد هنريك إبسن، في المركز التالي بعد وليام شكسبير الكاتب البريطاني شهرة في الثقافة الأوروبية ولد “إبسن” في 20 مارس 1828 في مدنية شين بالنرويج ألف ونشر ما يربو علي 26 عمل مسرحي من بينها:“عدو الشعب” “الأشباح”، “شيخ البنائين”، “هيدا جابلر”، “كوميديا الحب”، "ليلة شارع جون"، "الفايكنج في أرض هيلجا"، "ملك الجليل"، "البطة البرية"، "سيدة من البحر"، "عندما نستيقظ نحن الموتي" وغير ذلك العديد.
وكانت أولي مسرحياته “عربة المحارب”، والتي قدمته للحركة الأدبية والثقافية، ليترك عمله كمساعد صيدلي ويتفرغ للكتابة المسرحية، حيث عين كاتبا ومديرا رسميا للمسرح القومي الجديد في مدينة "بيرجن" النرويجية. ليترك مدينته بعد قليل ويسافر إلي مدينة "كريستيانا"، العاصمة النرويجية حاليا أوسلو ــ وهناك يشغل منصب مدير المسرح النرويجي.
"بيت الدمية" جوهرة عقد أعمال هنريك إبسن
وعلى كثرة الأعمال المسرحية التي قدمها هنريك إبسن، إلي أن مسرحيته “بيت الدمية” 1879، تعد من أبرز أعماله المسرحية، وهي التي جلبت له الشهرة العالمية وليس في بلده النرويج فحسب.
وترجع أسباب شهرة مسرحية هنريك إبسن، بيت الدمية، بحسب الناقد المسرحي “عبد الحكيم البشلاوي”، إلي أن: آخر ما يسمع علي خشبة المسرح، هو صوت الباب الخارجي الذي تصفقه مسز “نورا هيلمر” خلفها وهي تغادر بيت الزوجية، بعد أن أيقنت أنه لم يكن سوي “بيت الدمية” وأنها لم تكن فيه سوي “دمية” يقتنيها ويملكها زوجها تورفالد هيلمر.
يضيف البشلاوي عندما تتخيل الباب وهو يصفق علي المسرح، عليك أن تتذكر أن هذا الصفق الذي دوي علي المسرح في عام 1879، عندما مثلت هذه المسرحية لأول مرة في كوبنهاجن عاصمة الدنمارك، إنما هو صفق تردد صداه في جميع أنحاء أوروبا، وكان له أثر ورد فعل بالغان.
أسباب هجوم النقاد علي مسرحية هنريك إبسن بيت الدمية
ويلفت إلي أن: لم تكن بيت الدمية أولي مسرحيات هنريك إبسن، ولكنها كانت المسرحية التي جلبت له الشهرة والصيت البعيد، والتي جعلت منه كاتبا مسرحيا عالميا. فقد اشتد حولها الجدل الذي ثار حولها، وتهافتت الفرق المسرحية علي أدائها. وكان معظم الجدل الذي ثار حولها منطويا علي الهجوم علي هنريك إبسن.
لقد ثار الناقد علي ذلك الكاتب المسرحي الذي قدم لهم، في شخص “نورا”، زوجة تكافح في سبيل استقلالها وحريتها ومساواتها بالرجل، ولكي ندرك مدي ما كان في شخصية “نورا” من تمرد علي التقاليد وخروج علي سيطرة الزوج ينبغي أن نفكر بعقلية عام 1879.
ويشدد “البشلاوي” علي: ثار النقاد علي هنريك إبسن، كيف يقدم لهم شخصية كهذه؟ وكيف يجرؤ علي أن يجعلها تبيح لنفسها حق المشاركة في تحمل عبء المتاعب المالية للحياة الزوجية، فتستدين وتتورط في الدين، وتزور إمضاء أبيها؟ وكيف، وهو الأدهي والأمر في نظرهم، تغادر بيت الزوجية في نهاية الأمر غاضبة ثائرة وتصفق خلفها الباب؟
هنريك إبسن يذعن لرغبة النقاد والجمهور
ويختتم "البشلاوي"، إلى لم تعجبهم مسرحية هنريك إبسن بيت الدمية إذن، فراح كل واحد يتناولها بالمسخ والتعديل، كل حسب مزاجه في مختلف بلاد أوروبا. ومن هنا تراءي لــ هنريك إبسن أن يحاول إرضاء الثائرين، فعدل خاتمة المسرحية وجعل “نورا”، بعد أن صفقت خلفها الباب، تعود إلي البيت لترعي أولادها. وكان هدف إبسن من ذلك أن يقنع النقاد والمخرجون بهذا التعديل ويكتفوا به. فيخرجوا مسرحيته كما هي بدون المزيد من التعديل.