"ياسر ثابت" يشارك بـ"أفضل شركائي في الجريمة" بمعرض القاهرة للكتاب 2024
يشارك الكاتب والناقد والباحث دكتور ياسر ثابت، بأحدث أعماله في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2024، من خلال كتابه الذي جاء بعنوان "أفضل شركائي في الجريمة"، الصادر حديثًا عن دار زين.
ويقول الدكتور ياسر ثابت: لم يكن أبطال هذا الكتاب جزءًا من أيامي، بل كلها وأكثر!.. أسماؤهم الجليلة هي عناوين لغرف القلب، وزوايا العقل وحنايا الروح. تجري في عروقهم قطرات من دمي، لنقل إنهم رفاق الزمن، الذين جعلوا لهذه الحياة معنى.كلُ واحدٍ منهم هو ذاك الذي يُفتَقَدُ في كُلِّ شيء لهم قلوبٌ كرغوة النهر، تُبادِلك كل صباحٍ نخبَ الشوق والشروق ما من تاريخٍ إلا تاريخ الروح.
ويضيف عن كتابه الجديد: في كتاب الكون، صادفتُ بشرًا أقرب إلى السحرة، وآخرين ارتضوا السُخرة، من هؤلاء تعلَّمتُ الكثير، وأدركتُ أن هناك من احتكر المحبة ومحلها القلب، الكتابة عن هؤلاء نوعٌ من الوعي بالنفوس والأفكار والفنون، وإقرارٌ بتجاعيد الزمن.
كما يشير إلى أن: كل إنسان مرَّ بحياتنا هو في حد ذاته فكرةٌ وتفاعلٌ وتجربة وجودية شكّلتنا بدرجةٍ ما، ولأن الأمل مثل الخوف، عنصران أساسيان في تركيبة العالم، فقد كتبتُ عن هذين الحدين عبر السطور التي بين أيديكم الآن. لا تغلق الحكاية أقواسها، ولكنها تترك تأثيرًا قويًا، كما لو أنها صورة نادرة للألم، وأخطاء الفقد لا تُصحّح ولا تُجبَر.. مثل كسور القلب.
كتاب "أفضل شركائي في الجريمة"
ويكمل الكاتب: بحروف هذا الكتاب، أحاولُ تعويض الأنفاس التي سقطتْ مني أثناء مسيرة أيامي. ذلك أنني كلما تقدّمتُ في العمر اكتشفتُ أن حياتي حلمٌ أفتحَ عينيّ بعده لأجد شوارع خاوية ومدينة غافية تحت قدميّ.
وإذا كان لابدَّ للمرء أن يموت حاملًا معه بعض الأسرار، فقد ارتأيتُ أن البوح ببعض ما عرفت عمن عرفت هو نوعٌ من تقاسم الكنوز مع قارئ نبيل، ومداواة روحي من ألم الحنين أو لوعة الفراق.
وعن الكتابة يؤكد الكاتب: هكذا نكتب، حتى لا يقتلنا الصمت، ونخطُ متنًا أبديًا يتحرَّرُ من اليأس ويعيدُ خَلْقَ العالم، نكتب، كي نتفادى تَحنيط الحِداد. نكتب، كي نعثر على صبّارة لم تستقرْ بعد على قبرٍ وحيد. نكتب، في محاولة يائسة لإبطاء الإحساس بالمتعة والألم.
في الكتابة، تسافرُ الأشواق بعيدًا، إلى مدائن الحنين. بالحبر الواهي والحرف الساهي، تزورُ الراحلين، وتلتقي الغائبين، وتُربِّتُ على أكتاف المهاجرين. وكلّما ازدادت كثافة الضّباب والغموض، شبّ الحنينُ على أطراف أصابعه، وقبَّلَ الوحشة المعلَّقة في الفراغ.
وعن الذين كتب عنهم يصف: بعض الذين حكيتُ عنهم هم الآن أرواحٌ تجهشُ في الفلواتِ، وأطيافٌ تجتاز الغيوم في صعودها إلى السماء، داسوا على حجر الموت، فخطفهم الضَّوْء والصَّقيعِ والزمن، بعضهم الآخر سفينةٌ راسية على ضفة شاطئ يغص بحطام الغرق، فريقٌ ثالث يشبه مُوشَّحًا للوصلِ والشجنِ القديم يورثك الأمل.