دراسة حديثة: الرجال المصابون بـ"التثدي" أكثر عرضة للوفاة قبل سن الـ60
نشر موقع “ديلي ميل” البريطانية، بحث علمي جديد كشف أن الرجال الذين يعانون من تضخم في أنسجة الثدي فيما يُعرف طبيا باسم “التثدي”، يكونون أكثر عرضة للوفاة قبل سن الـ 60.
وتشير البيانات إلى أن الأشخاص الذين لديهم عامل خطر موجود مسبقًا، مثل السرطان أو اضطرابات القلب والأوعية الدموية أو الرئة أو الأمعاء قبل التشخيص، هم الأكثر عرضة للخطر.
وعادة ما يحدث تضخم أنسجة الثدي لدى الرجال بسبب خلل هرموني ويؤثر على ما يقرب من ثلث إلى ثلثي الرجال، حسب العمر، وهو منفصل عما يشار إليه عادة بإسم "تثدي الرجل الكاذب"، والذي يرتبط عادة بزيادة الوزن أو السمنة.
وقد لاحظ الباحثون أن تطور “التثدي” يمكن أن يحدث في أي عمر ولكن له ثلاث قمم متميزة على مدار الحياة، مدفوعة بالتغيرات الواضحة في مستويات الهرمونات الجنسية في فترة حديثي الولادة، وأثناء البلوغ، وفي الأعمار الأكبر.
ومع ذلك، فهو أكثر شيوعًا في الأعمار الأكبر، حيث تنخفض مستويات هرمون التستوستيرون وغالبًا ما يكون مصحوبًا بزيادة في الوزن، مما قد يؤدي بدوره إلى تفاقم الأمر.
وأشارت الأبحاث المنشورة سابقًا إلى وجود صلة بين الحالة وزيادة خطر اعتلال الصحة في الماضي والمستقبل. ولكن ليس من الواضح ما إذا كان التثدي يرتبط بالمثل بزيادة خطر الوفاة.
ولمحاولة معرفة ذلك، اعتمد الباحثون على بيانات من سجلات الصحة والسكان الوطنية البريطانية: تم تشخيص إصابة 23429 رجلًا بالتثدي بين 1 يناير 1995 و30 عام 2021. وكان ما يزيد قليلًا عن 44% منهم تتراوح أعمارهم بين 19 و40 عامًا عند التشخيص.
وتمت مطابقة كل منهم حسب العمر وتاريخ التشخيص مع 5 رجال تم اختيارهم عشوائيًا بدون هذه الحالة (117،145؛ المجموعة المرجعية)، مما يصل إلى إجمالي 140،574.
تم تقسيم الرجال الذين يعانون من التثدي إلى مجموعتين: أولئك الذين يعانون من التثدي مجهول السبب (16253)؛ وأولئك الذين يعانون من حالة معروفة مسبقًا أو يتناولون أدوية مرتبطة بالتثدي (7،176).
وتمت مراقبتهم جميعًا منذ تاريخ دخول الدراسة حتى الوفاة أو نهاية يونيو 2023، وإجمالًا، توفي 12676 رجلًا اي 9 ٪ خلال فترة الرصد.
ومن بين أولئك الذين يعانون من التثدي، توفي 1093 شخصًا يعانون من حالة غير معروفة السبب و1501 من أولئك الذين لديهم عامل خطر موجود مسبقًا، مقارنة بـ 10532 حالة وفاة بين الرجال الذين لا يعانون من التثدي.
وهذا يعادل ارتفاع خطر الوفاة المبكرة لأي سبب بنسبة 37% بين المصابين بالتثدي مقارنةً بأولئك الذين لا يعانون من هذه الحالة.
ولكن عند التقسيم الطبقي حسب المجموعة، كان خطر الوفاة أعلى لدى أولئك الذين لديهم حالة معروفة موجودة مسبقًا والذين كانت الاحتمالات بينهم أعلى بنسبة 75% من أولئك الذين يعانون من التثدي لسبب غير معروف والذين كانت الاحتمالات بينهم أعلى بنسبة 5%.
وارتبطت أمراض السرطان الموجودة مسبقًا 74 ٪ بزيادة المخاطر، وسرطان الدورة الدموية 61 ٪ بزيادة المخاطر، والرئة (مضاعفة المخاطر)، وأمراض الأمعاء ارتفاع المخاطر بمقدار 5 أضعاف، بأكبر المخاطر. لكن الأمراض العصبية ارتبطت بانخفاض خطر الإصابة بها بنسبة 29%.
ومن بين أنواع السرطان الفردية، ارتبطت سرطانات الجهاز الهضمي 39 ٪ بزيادة المخاطر، والأعضاء التناسلية خطر أكبر بثلاثة أضعاف، والجهاز الليمفاوي تضاعف الخطر بأكبر المخاطر.
ومن بين فئات أمراض الأمعاء، ارتبطت أمراض الكبد ارتفاع المخاطر بمقدار 12 ضعفًا، واضطرابات المرارة والقناة الصفراوية والبنكرياس ارتفاع المخاطر بمقدار 14 ضعفًا بأكبر المخاطر.
لم يكن الرجال الذين يعانون من التثدي مجهول السبب بشكل عام أكثر عرضة لخطر الوفاة المبكرة مقارنة بالرجال في المجموعة المرجعية، باستثناء زيادة خطر الوفاة بسبب أمراض الكبد بمقدار ضعفين.
هذه دراسة رصدية، وعلى هذا النحو، لا يمكنها تحديد العوامل السببية، ويقر الباحثون بأنهم لم يتمكنوا من حساب العوامل المؤثرة المحتملة، مثل السمنة، والتعرض للمواد الكيميائية المسببة لاضطرابات الغدد الصماء، واستخدام الستيرويد.
ومن أجل تفسير النتائج التي توصلوا إليها، يشير الباحثون إلى أن التثدي يرتبط بقوة بالمخاطر الصحية اللاحقة، ومن المحتمل جدًا، الأدوية المستخدمة لعلاجها.
وخلص الباحثون إلى أن "الذكور الذين تم تشخيص إصابتهم بالتثدي هم أكثر عرضة للوفاة بنسبة 37%، ويتم ملاحظة ذلك بشكل رئيسي في الذكور الذين لديهم عامل خطر معروف للتثدي وليس في الذكور الذين يعانون من التثدي مجهول السبب". ولذلك يجب أن تؤدي هذه النتائج إلى إجراء فحص سريري شامل لتحديد عوامل الخطر الأساسية.