بعد انسحاب الفرقة 36.. هل تقترب نهاية "الجيش الذي لا يُقهر" ؟
منذ سنوات طويلة، كان حلم العرب هو رؤية أرض فلسطين مُحررة من قبضة الاحتلال الإسرائيلي، وقطاع غزة يمثل جزءًا مهمًا من هذا الحلم، فمنذ اللحظة التي تم الإعلان فيها عن انسحاب الفرقة 36 من داخل مدن ومحافظات قطاع غزة، دار تساؤل متلهف إلى الإجابة بنهاية جيش الاحتلال في فلسطين، وهو متى تنتهي هذه القصة، وهل ستكون نهاية سعيدة للأبطال الفلسطينيين وشعب غزة؟ أم سيكون هناك تحدٍ جديد ينتظرهم في المقابل؟.
تلك الآمال العربية تعلقت على أثر انتشار مقطع فيديو عن انسحاب الفرقة 36 من داخل مدن ومحافظات غزة، أمس الاثنين، والتي تضم ألوية جولاني والسادس و188 وسلاح الهندسة، وذلك بحسب صحفية عبرية، وهو ما تم بعد 100 يوم من الحرب على قطاع غزة.
الرقب: الحرب على غزة مستمرة
وفي ذلك الإطار، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن سحب الفرقة 33 ليس معناه إنهاء الحرب في غزة إنما هو إعادة ترتيب أوراق يعده الاحتلال للاستمرار من جديد والانتصار على المقاومة الفلسطينية، وإعادة ترتيب أوضاع الفرقة في عمق المدن، والدليل استبدال تلك الفرقة بالفرقة 99.
وأوضح "الرقب"، في حديثه مع "الدستور"، أن الفرقة 33 تعرضت لعدة ضربات من المقاومة الفلسطينية، لأنها كانت تعمل في شمال قطاع غزة، وفي تقرير تم نشره عنهم، قالوا إنه سيتم إرسال بدلًا منها مؤقتًا الفرقة 99، لكن الاحتلال لم يتراجع فقد عاد القصف من جديد في الشمال، ومن الواضح أنه لم يتم إنهاء الحرب على غزة، خاصة بعد الإعلان عن الانتقال إلى المرحلة الثالثة المتمثلة في إعادة التمركز في عدة مواقع لتنفيذ عمليات نوعية في قطاع غزة، فالحرب ما زالت مستمرة.
*بحسب منصات إسرائيلية، فالجيش الإسرائيلي يقوم حاليًا بتقليص قواته، ولذلك سحب الفرقة 36 بأكملها من مهمة الهجوم على مخيمات وسط قطاع غزة لتقوم بالتقاط أنفاسها، وتأخذ فترة من التدريب وزيادة الكفاءة.
خبير عسكري فلسطيني: المرحلة الثالثة هي نهاية الاحتلال
واختلف معه واصف عريقات، الخبير العسكري الفلسطيني، الذي يرى أن الإعلان عن الدخول إلى المرحلة الثالثة هو تمهيد للانسحاب الكامل من قطاع غزة، مشيرًا إلى أن هذا القرار أحدث جدلًا في أوساط مجلس الحرب الإسرائيلي.
وعدّد "عريقات"، في حديثه، أسباب اعتقاده بأن ما تمر به "غزة" الآن هو بداية النهاية للاحتلال، فقد فشلت "إسرائيل" في تحقيق الأهداف التي أعلنتها، وعلى أساسها بدأت تلك المجازر في غزة، وهي تحرير الرهائن والقضاء على "حماس"، فهي فقط قامت بهدم 80% من مباني "غزة".
وأوضح الخبير العسكري، أن فكرة الدخول إلى المرحلة الثالثة هي فكرة أمريكية وعلى إسرائيل الرضوخ لها، تقليلًا لخسائرها التي وصلت لمليارات الدولارات، مؤكدًا أن نجاح تلك المرحلة يعتمد على قدرة الجيش الإسرائيلي على الصمود في وجه ضربات المقاومة الفلسطينية.
جيش الاحتلال: المرحلة الثالثة لن تكون أقل خطورة على "غزة"
وتأكيدًا لتلك التوقعات، أعلن دانيال هاغاري، المتحدث باسم جيش الاحتلال، في 11 يناير الجاري، أن الانتقال للمرحلة الثالثة يعني كثافة أقل من العمليات في غزة، ونشر عدد أقل من القوات البرية، وتنفيذ عدد أقل من الضربات الجوية، لكن لن تكون تلك المرحلة أقل خطورة على أهل "غزة"، بحسب تصريحاته لصحيفة "نيويورك تايمز".
انسحاب جيش الاحتلال ليس الأول
ولم يكن انسحاب الفرقة 36 هو الانسحاب الأول لقوات الاحتلال؛ وهو ما نوضحه من خلال "التايم لاين" التالي:
يذكر أنه يوجد في غزة حاليًا 3 فرق: هي: 99 و162 و98؛ فالفرقة 162 تقوم بهجمات في غزة وشمال القطاع، أما الفرقة 99 فتحتل الممر الذي يقسم القطاع إلى شطرين شمالي وجنوبي، وتقوم الفرقة 98 بالقتال بقوات كبيرة في خان يونس جنوبا.