باحث: رئيس تايوان الجديد معروف بميوله المؤيدة للاستقلال عن الصين
ذكر أحمد السيد الباحث بالمركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية، أن انتخابات الرئاسة التايوانية حظيت باهتمام غير مسبوق، فالانتخابات التي أجريت أمس السبت، مثلت أهمية خاصة بالنسبة لتايوان، وذلك بسبب ما تعانيه من توترات جيوسياسية، وإصرار الصين على أن تايوان جزء لا يتجزأ من أراضيها، وذلك في الوقت الذي أكد فيه المرشحون الثلاثة في الانتخابات على أن الحفاظ على استقلال الجزيرة واحترام الديمقراطية يعد أولوية بالنسبة لهم.
وأسفرت نتائج انتخابات الرئاسة التايوانية عن فوز مرشح الحزب التقدمي الديمقراطي الحاكم "لاي تشينغ – تي" بالانتخابات الرئاسية بعد حصوله على 40.2% من الأصوات
من جانبها، وصفت الصين هذه الانتخابات بأنها خياربين الحرب والسلام، كما حذرت من أن فوز مرشح الحزب الحاكم قد يؤدي إلى صراع مسلح، هذا ومن المتوقع أن يواجه "لاي تشينغ" تحديات كبيرة على الصعيدين المحلي والدولي، وسط حالة من عدم اليقين الجيوسياسي.
وأوضح السيد في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن "لاي تشينغ" معروف بميوله المؤيدة للاستقلال بشكل علني عن الصين، وإقامة علاقات أوثق مع الحلفاء وعلى رأسهم الولايات المتحدة الامريكية.
وخلال الحملة الانتخابية، أشار"لاي" إلى أنه يخطط للحفاظ على الوضع الراهن في العلاقات مع الصين ولن يعلن رسميًا استقلال تايوان، لكنه سيرفض بشكل قاطع أي مطالبات من بكين للسيطرة على الجزيرة.
الموقف الصيني من فوز لاي تشينغ تي
من جانبها، قالت الحكومة الصينية إنها سترفض أي أنشطة انفصالية ترمي لاستقلال تايوان، مع رفض أي تدخل أجنبي، كما رأت الصين أن انتخاب "لاي تشينغ – تي" لن يُغير الشكل الأساسي للعلاقات عبر المضيق، كما أن قضية تايوان هي مسألة داخلية للصين، بغض النظر عن التغييرات في الجزيرة.
وأضاف الحكومة الصينية التزامها بمبدأ صين واحدة وتعارض استقلال تايوان أو أي نزعات انفصالية.
كما وجهت الخارجية الصينية أيضًا رسالة للمجتمع الدولي على لسان المتحدث الرسمي قائلة "نعتقد أن المجتمع الدولي سيواصل الالتزام بمبدأ صين واحدة، وفهم ودعم القضية العادلة للشعب الصيني في معارضة الأنشطة الانفصالية لـ"استقلال تايوان" والسعي من أجل إعادة التوحيد الوطني.
وأضاف السيد أن الصين كانت حاولت التأثيرعلى الانتخابات، حيث دعمت بكين رحلات للقادة الشعبيين التايوانيين إلى الصين للتأثيرعليهم نحو دعم المرشحين المؤيدين لها، فضلًا عن التلاعب الإعلامي في محاولة صينية لإرسال رسالة مُعينة تحول أنظار الشعب التايواني عن "الحزب الديمقراطي التقدمي" علاوة على ذلك، تثير بكين مخاوف التايوانيين بشأن احتمالية تراجعها أو تعليقها أو إلغاء التزاماتها بموجب اتفاقية التجارة الخارجية مع تايوان.
وأوضح السيد أنه نتيجة لفوز "لاي" فإنه من المتوقع أن تتراجع بكين عن أي تعاون مع تايوان، وأن تكثف تهديداتها بشكل أكبر ومن المحتمل أيضًا أن تكثف الصين غاراتها الجوية والبحرية وتعمل على شن هجمات إلكترونية، ومقاطعة البضائع التايوانية، بما يزيد من مخاطر جر القوات الأمريكية لذلك الصراع.
كيف سيُدير "لاي تشينغ" علاقات تايوان مع الصين؟
وحول إدارة لاي تشينغ للعلاقات مع بكين، قال السيد من المتوقع أن يُديرعلاقات تايوان خاصة مع الصين بحساسية شديدة، فضلًا عن محاولة التوصل لحل وسط يُرضي الصين دون المساس بسيادة تايوان، مع تعزيز علاقات تايوان مع القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية والهند واليابان لتعزيز مكانتها في المنطقة.
وأكد السيد أنه سيتعين على الرئيس الجديد لتايوان مواجهة العديد من التحديات الجيوسياسية، خاصة كيفية التعاطي مع الموقف الصيني العدائي والرافض لأي شكل من أشكال استقلال تايوان، وكذلك في الضغط الصيني العسكري والاقتصادي على تايوان لإجبارها على قبول سيادة بكين عليها.