روحية خالد تتزوج من مستشرق بريطانى اعتنق الإسلام من أجلها.. ما القصة؟
تعد الفنانة روحية خالد، والمولودة في مثل هذا اليوم من العام 1918، من أبرز الفنانات المصريات اللائي بزغ نجمهن منذ أربعينيات القرن العشرين، ومن أجلها اعتنق المستشرق البريطاني دكتور "جيمي هيوارت دان" الإسلام، فما القصة؟
حكاية روحية خالد مع المستشرق البريطاني
والفنانة روحية خالد، من فنانات الرعيل السينمائي المصري الأول، قدمت عشرات من الأدوار المتنوعة على خشبة المسرح وأمام كاميرات السينما والتليفزيون وميكروفونات الإذاعة المصرية.
من أشهر الأدوار التي قدمتها روحية خالد، دورها مع حسين رياض ونجيب الريحاني وراقية إبراهيم في فيلم “سلامة في خير” من إنتاج عام 1937، وفيه لعبت دور “ناهد” كاتمة سر أو وصيفة وسكرتيرة “جيهان رستم” الفتاة المدللة الطامعة في ثروة الأمير "كندهار"، وهو الدور الذي لعبه حسين رياض.
وبينما جيهان تحيك المؤامرات وتحبك الخطط من أجل إيقاع الأمير “كندهار” في حبها لتتزوج منه ومن ثم تتمتع بثروته الطائلة، يميل كندهار إلى وصيفتها وكاتمة سرها “ناهد” التي رأى فيها ما يطمح فيه من مزايا وصفات في زوجة المستقبل، وبدوره يخطط هو الآخر، فيقدم سكرتيره “جودت” على أنه الأمير، وهو معاونه، وتتصاعد الأحداث وتتشابك فتنكشف في النهاية اللعبة التي مارسها كندهار، ويفوز بقلب محبوبته ناهد، بينما تطال جيهان المتعجرفة الحسرة والحقد علي وصيفتها التي استطاعت أن تكسب قلب الأمير رغم حالتها الاجتماعية البسيطة والعادية.
أيضا قدمت روحية خالد، دور “فاطمة” في فيلم “بين الأطلال”، مع عماد حمدي وفاتن حمامة، سميحة أيوب وفؤاد المهندس. وقد اختير الفيلم واحدا من قائمة أفضل فيلم سينمائي مصري في القرن العشرين.
في هذا الفيلم لعبت روحية خالد دور فاطمة زوجة الكاتب محمود فهمي، وهي في نفس الوقت ابنة عمه، والمريضة على الدوام لا تغادر فراشها ولا منزها نظرا لشدة الأمراض المصابة بها، وبينما محمود فهمي يعيش قصة غرام مع “منى” وقدمت الدور فاتن حمامة، الفتاة اليتيمة التي تعيش في كنف عمها، تشتد الوحشة والمرض علي فاطمة فتقرر أن تنجب من زوجها محمود رغم خطورة الحمل على صحتها، وبالفعل ما أن تشعر بأعراض الحمل ويقترب موعد وضعها حتي تلقى حتفها خلال الوضع، لتتكفل منى برعاية ابنتها وتربيتها، في نفس الوقت الذي يموت فيه محمود خلال قيادته المتهورة لسيارته.
تزوجت روحية خالد، من المستشرق البريطاني دكتور "جيمي هيوارت دان"، خلال الفترة التي كان يعمل فيها أستاذا بجامعة القاهرة، تحديدا في العام 1947، والتي من أجلها أعتنق الإسلام، وغير اسمه إلى “جمال الدين دان”.
وفي حديث منشور لها بمجلة الكواكب الفنية، تقول روحية خالد عن كواليس هذا الزواج: "التقيت بالدكتور جمال الدين دان، وهو الاسم الذي تسمى به بعد إشهار إسلامه، في حفل أقيم في بيت إحدى الأسر المعروفة عام 1946، فلما قامت ربة البيت بمهمة التعارف بيننا حياني الدكتور جمال الدين بلغة عربية فصحى ولكن يغلب عليها الرطانة الأجنبية، وشد ما كانت دهشتي حين عرفت أنه من أبناء بريطانيا فقد أعجبني جدا أن يجيد أحد البريطانيين لغتنا العربية الفصحى.
وتمضي روحية خالد في حديثها مشيرة إلى: ثم عرفت بعد ذلك ــ جيمي هيوارت دان ــ أنه مستشرق إنجليزي تخصص في الدراسات الإسلامية، وكان يعمل في بلاده أستاذا للتاريخ الإسلامي في إحدى الجامعات الإنجليزية، ثم اضطرته ظروف الحرب إلى أن يحضر إلى مصر ليجمع بين التدريس في الجامعة وبين عمل آخر يتصل بالحرب، وبعد يومين دعاني إلى تناول الشاي فأجبت دعوته، وتكررت دعواته، وفي كل مرة كان يشكو لي متاعبه في الحياة وكيف أنه لا يجد الصدر الحنون الذي يشعر فيه بالحنان، وكان يعتذر لي في كل مرة بأنه مضطر للحديث عن متاعبه لأنه وجد في شخصي المرأة التي يبحث عنها، وعرض علي الزواج فلم أتردد في القبول.
وتستكمل روحية خالد: وعقدنا القران في منزل زميلي الفنان الأستاذ "فؤاد شفيق" الذي احتفل بزواجنا أيضا في حفل صغير.
وكان زوجي السابق خلال زواجنا مثال الزوج “الجنتلمان” الذي يعامل المرأة معاملة ممتازة، ولم أكن أعرف أنه متزوج من سيدة أخرى، وكان قد أفهمني أن طبيعة عمله تقتضيه أن يكون في مكتبه طوال الليل، ولهذا فهو مضطر لأن يقضي معي الجزء المخصص لراحته في النهار.
وكان رياضيا من الطراز الممتاز، كان يجيد ركوب الخيل، وكان سائقا ماهرا يجيد قيادة السيارات بسرعة جنونية، وكان يمتلك ثلاث سيارات "مرسيدس"، وقد أشتهر في الأوساط الراقية بهذه السيارات الفاخرة.
حكاية “ضرة” روحية خالد
وتضيف روحية خالد: كونت أنا وهو ــ زوجها جيمي هيوارت دان ــ والزميل الأستاذ فؤاد شفيق شركة سينمائية برأسمال ضخم، وكدنا نبدأ إخراج مشروع الشركة إلى النور لولا أن فوجئت مفاجأة لم أكن أتوقعها، وكانت صدمة أذهلتني فترة غير قصيرة، ففي أحد الأيام وجدت زميلي الأستاذ فؤاد شفيق واقفا مع سيدة أمام الباب الخلفي المخصص لدخول الممثلين إلى مسرح الأوبرا، وعرفني فؤاد بهذه السيدة قائلا: "فاطمة هانم زوجة الدكتور جمال الدين دان".
ورحبت بها وأنا شبه مذهولة، وجلست السيدة تروي لي قصة زواجها منه ثم سألتني: "هل صحيح ما يشاع أنه متزوج منك؟"، ولا أدري لماذا أنكرت، فقد قلت لها: "أبدا هذه إشاعة، أن كل ما يربطني به هو أنه شريكي في شركة سينمائية"
وعرض علي جمال الدين دان بعد ذلك أن يطلق زوجته الأخرى بشرط أن أسافر معه إلى لندن ونعيش هناك، ولكنني رفضت أن يطلق زوجته الأخرى، كما رفضت أيضا أن أسافر معه وأترك حياتي كفنانة مصرية.
وتختتم روحية خالد حديثها: وذات يوم فوجئت بنقله من مصر إلى لندن، وعاد يكرر عرضه علي بالسفر معه ولكني أعتذرت، فسافر وحده، وكان يرسل لي مرتبا شهريا، ثم انقطع هذا المرتب فجأة فاضطررت إلى طلب الطلاق، فحكمت لي المحكمة بما طلبت.