حلاق الأكابر .. أقدم "مزين" في بورسعيد عاصر العدوان الثلاثي
“حلقت لكل الأكابر، وكان عندي زبائن من كل الجنسيات”، روي أقدم حلاق رجالي في محافظة بورسعيد، في بداية حديثة حكايات عن زبائن المحل الذي تم فتح افتتاحه في خمسينات القرن الماضي ليشهد على احداث العدوان الثلاثي على مصر.
عاصر العدوان الثلاثي على مصر وحلق شعر المحافظ
يتذكر الحاج يحيى محمد الأزهري، والذي يبلغ من العمر تسعون عاما، كل الأحداث التي شهدتها المدينة الباسلة ابتداء من قرار تأميم قناه السويس ثم العدوان الثلاثي على مصر، ومقاومة الفدائيين في المدينة الباسلة بورسعيد.
ويقول الحاج يحيى، أنه يعيش وحيدا بعد وفاة زوجته وزواج ابنه الوحيد الذي أكمل دراسته وأصبح طبيب اسنان يفخر به الجميع، مشيرا أن حياته هادئة تبدأ من الحادية عشرة صباحا وتنتهي مع اذان العشاء.
وكشف يحيى، أنه لم يهاجر من محافظة بورسعيد خلال العدوان الثلاثي في عام 1956 وكان له زبائن من الإنجليز والفرنسيين، كما أنه كان حلاق المحافظ ومدير الأمن قبل أكثر من 50 عاما، وكانيرسلون له سيارة لتوصليه ثم تعيده مرة أخري إلي بيته، مؤكدا أنه متمسك بمهنته ومحله القديم ومعداته، ويرى أنه لا يحتاج إلى أي تطوير أو تحديث.
وتابع، أن كبار لاعبي الكورة القدامي كانوا من أهم زبائنه، مشيرا أن أبناءهم حريصون علي الحلاقة لدي من أجل سماع حكاياتي عن آبائهم في اذهي عصورهم وتألقهم الكروي.
ولفت عم يحيى، أن مهنه الحلاقة في الماضي كانت فنا ولكن الآن أصبحت مجرد قصات سريعة تصنعها الماكينات الحديثة لذلك لا تحتاج إلي الاتقان كمان كنا في الماضي نأخد سنوات في التعلم من أجل احتراف مهنه الحلاقة والتعامل مع الموس والأدوات قائلا: "كانت فن مش مجرد مهنه ومحتاجه فنان".
واختتم حديثة عن عدم رغبته تجديد المحل، خاصة أن كل ما فيه يعتبر أثر ابتداء من المجالات التي متواجده علي التربيزات والتي يرجع عمرها إلي عقدين كاملين بالإضافة إلي عدة الحلاقة القديمه اليدوية وراديو الحائط فكل مكونات محلة الصغير هي تاريخ شهد احداث لا يمكن تغيرها أو تجاهلها قائلا "دول عشرة أعمار".