هل يؤثر تغيير اللهجة الأمريكية تجاه "غزة" في تراجع وحشية العدوان الإسرائيلي؟
تكررت مؤخرًا تصريحات المسؤولين والسياسيين الأمريكيين حول ضرورة تجنب إسرائيل وقوع ضحايا مدنيين في غزة، حيث أكدت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، أمس الثلاثاء، مواصلتها القيام بحث الإسرائيليين على القيام بكل ما بوسعهم للتخفيف من الأضرار بين المدنيين في غزة.
وأضاف البنتاجون، في بيان: "سنواصل دعم حق الإسرائيليين في الدفاع عن أنفسهم ونتوقع منهم شن عملياتهم في غزة وفق القوانين الدولية".
الإدارة الأمريكية تكشف عن الخسائر في غزة
فيما قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن الخسائر اليومية التي يتعرض لها المدنيون في غزة، وخاصة الأطفال "مرتفعة للغاية".
وأشار بلينكن إلى أرقام الأمم المتحدة، التي توضح أن 90% من سكان الإقليم يواجهون خطر المجاعة.
وجاءت تصريحات الساسة الأمريكيين، بعد ضغوط من الكونجرس الأمريكي، بضرورة وقف وتمويل إسرائيل، رفضًا لما تقوم به من أعمال إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني في غزة.
واعتبر خبراء ومراقبون، أن اللهجة الأمريكية تغيرت تجاه ما يحدث في غزة، بعدما كانت تؤيد الإدارة الأمريكية كل ما تقوم به إسرائيل، وترفض إدانة أو التعليق على العدوان الوحشي للاحتلال.
ازدواجية الموقف الأمريكي
في هذا السياق، استبعد الدكتور طارق فهمي، الخبير والمحلل السياسي الدولي، أن يكون لتغيير اللهجة الأمريكية تأثيرًا على التصعيد الإسرائيلي في غزة، معتبرًا أن ذلك يأتي لجملة من الاعتبارات متعلقة بتبني النهج الإسرائيلي في العمليات المقبلة بالقطاع.
وأضاف فهمي في تصريحات للدستور: "من الواضح أن جولة بلينكن لم تؤتِ ثمارها حتى الآن بالنسبة للضغط على إسرائيل، بالعكس فرضت إسرائيل صيغة من التعامل وهو استمرار المرحلة الثالثة من العمليات النوعية واستئناف سياسة الاغتيالات، ورفض أي أطروحات لوقف إطلاق النار ورفض الحديث عن هدن إنسانية".
وأكد أن اللهجة الأمريكية مطالبة بتطبيق الأقوال إلى أفعال، وأن يكون هناك مقارب جادة وإجراءات وتدابير لترجمة التصريحات إلى أفعال، مبديا تخوفه من ازدواجية السياسة الأمريكية في الإقليم.
وتابع: "الإدارة الأمريكية لديها تخوفات من ارتدادات حرب غزة وما ينتج عنها من ردود فعل من ميليشيات العراق أو جماعة الحوثي في اليمن، وهو الأمر الذي يدفعهم يسجلون موقفًا ليس إلا".