مينا شحاتة يكشف لـ"الدستور" أحدث ترجماته في "القاهرة للكتاب"
حالة من التوهج الإبداعي يشهدها المترجم مينا شحاتة حيث أنهى ترجمتين جديدتين يشارك بهما في فعاليات الدورة الخامسة والخمسين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب.
وكشف مينا لـ “الدستور” عن ترجماته الجديدة وأولها النسخة العربية لكتاب “الأسطورة اليونانية وصيانة النفس” للكاتب الإيطالي جوزيبّى كونتى، والتي تصدر بالتزامن مع معرض القاهرة للكتاب عن دار آفاق للنشر.
وقال شحاتة: "في هذا الكتاب يبرز جوزيبّى كونتى شخصيات وأبطال الأسطورة اليونانية وعلاقتها بالنفس الإنسانية وارتباطها الوثيق بالإنسان وأفكاره ونوازعه.
يعرض الكاتب صور آلهة وأبطال اليونان من منظور جديد؛ فهم تدفقات لطاقةٍ تمر في نفس الإنسان دون توقف وإن تباينت في مظهرها. إنهم في حركة دائمة، وإن بدت نائمة في أعماق النفس، لكنها تنتظر اللحظة المناسبة للثورة والخروج والهيمنة على الإنسان من جديد.
أوضح مينا شحاتة: "في هذا الكتاب، يروي كونتى كيف أظهرت الأسطورة أكثر فأكثر ارتباطها غير المنفصم مع النفس، تلك الأنفس التي ضلّت سبيلها في القرن الحادي والعشرين، بعد ما قامت بأعنف هجوم على الطبيعة، وبدت وكأنها ترغب في محو كل ملمح إنساني من سطح الأرض، بل ومحو الجوهر الإنساني ذاته في مقابل واقع جديد آخر يستمد قيمته من التكنولوجيا والاقتصاد والمال مهما كانت التكلفة. ومع ذلك، ورغم أن النفس ما زالت تتعرض لهجومٍ مماثل لهجوم الطبيعة تمامًا، ورغم مقدار الظلمة الفاسدة التي نجحت في التسلل إليها، لكنها ما زالت تنبض بالحياة بجانب دوافعها وعواطفها ومحفزاتها وذكرياتها ورغباتها، وهذا ما يؤكده المؤلف في صفحات الأسطورة اليونانية وصيانة النفس.
ولفت مينا إلى أن جوزيبى كونتى (1945)، يعد أحد أبرز الشعراء المعاصرين في إيطاليا. وُلد في إمبيريا شمال غربي إيطاليا، وانجذب منذ قصائده الأولى في سبعينيات القرن الماضي إلى أراضي الأساطير السحيقة، بوصفها رافدًا لإغناء الشعر واستجلاء اللامرئي، ويؤمن كونتي بأهمية التسامح والتعايش، والتفاعل الخلاق مع الآخر واحترام ثقافته وخصوصياته المرتبطة بالهوية والحضارة، كما يرى أن الخلاص يكمن في العودة إلى البراءة الإنسانية والتخلص من أعباء الحياة المادية وثقافة الاستهلاك.
رواية “يوكاتان” للإيطالي أندريا دي كارول
كما يشارك مينا في معرض القاهرة الدولي للكتاب، بترجمة لرواية الكاتب الإيطالي المعاصر أندريا دي كارلو والمعنونة بـ “يوكاتان”، وتصدر بالتزامن مع المعرض عن دار بعد البحر للنشر
وعن مؤلف الرواية تابع مينا شحاتة لـ “الدستور”: أندريا دى كارلو، كاتب ومؤلف إيطالي، ولد ونشأ في ميلانو، والده المهندس المعماري الشهير جانكارلو دي كارلو، صديق الأديب الإيطالي إليو فيتوريني.
التحق بمدرسة جيوفاني بيرشيت الثانويةالكلاسيكية وحصل على شهادة في الأدب من جامعة ميلانو، وذاع صيته بالتصوير الفوتوغرافي، حيث عمل كمساعد ثان لأوليفييرو توسكانى حتى كرّس نفسه للتصوير وكتابة التقارير الصحفية. من أهم أعماله يوكاتان 1986، اثنان من اثنين 1989، تقنيات الإغواء 1991، حياة طاهرة 2001، وترجمت رواياته إلى ست وعشرين لغة.
وعن الرواية أوضح شحاتة: "بطريقةٍ ما، نحن بصدد إنتاج أحد الأفلام؛ إذ تمضي القصة عبر طفرات في التحرير وتغييرات في زاوية الكاميرا، في جو من التباطؤ المضطرب. يستحضر الكاتب بطريقةٍ ساحرة مكثّفة الملامح الفرديّة الرائعة للطبيعة حيث البحر والشواطئ الخلابة والسماء التي تكشف الكثير. يكشف لنا العمل ملامح عالم حديث يقف على أعتاب الألفية الجديدة؛ عالم خرسانيّ، يتألف من سلسلة من غرف الفنادق والمواقع السياحية التي يأخذنا إليها الكاتب في ذهولٍ من أتعاب الرحلة. يبرز المؤلف كم أننا قد فقدنا الاتصال بأسباب الأشياء، ولم يتبق لنا سوى الوجبات السريعة للحواس والعقل. يحملنا دي كارلو إلى عالمٍ جديد؛ حيث البذخ الخاوي في جنوب كاليفورنيا والفقر القاتل في المكسيك، وأخيرًا، يجد الخَلاء الذي يحتاجه: وهج العَدم الخافت الباهت.