إن بى سى نيوز: رحيل نتنياهو الشرط الوحيد لإقامة دولة فلسطينية وإبرام اتفاق سلام
أكدت شبكة "إن بي سي نيوز" الأمريكية أن ثمة أسباب عديدة للشعور باليأس عندما يتعلق الأمر باحتمالات السلام الإسرائيلي الفلسطيني، وذلك بسبب الحجم الهائل للموت والدمار الذي أحدثه الهجوم العسكري الإسرائيلي المكثف على قطاع غزة، لكن يبدو أن حجم الكارثة الإنسانية في غزة قد تدفع العالم للبحث عن فرص السلام الجديدة، ولكن يبدو أن وجود رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد يُعيق أي محاولات لتحقيق التقدم.
شروط إتمام السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين
وتابعت أن كبار الدبلوماسيين والمفاوضين في العالم كشفوا عن إمكانية إبرام اتفاق سلام، حيث قال يوسي بيلين، السياسي الإسرائيلي المخضرم ومفاوض السلام الذي أدت مناقشاته عبر القنوات الخلفية إلى اتفاقيات أوسلو: "إنها أزمة كبيرة– والأزمات تخلق الفرص".
وأوضحت أنه في حين أن بيلين لا يخدع نفسه بشأن حجم التحدي الذي يواجهه الذين يسعون إلى التوصل إلى سلام عن طريق التفاوض بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إلا أنه وآخرين يقولون إن شيئًا حاسمًا قد تغير، وإلى حد لم نشهده منذ عقود، تركزت عيون العالم على إسرائيل والأراضي الفلسطينية- وهي رقعة من الأرض بالكاد تزيد مساحتها على مساحة ماساتشوستس، وأيًا كانت ميولهم السياسية، فإن قِلة من الناس يعتقدون أن الوضع الراهن الذي كان مقبولًا في السابق من الممكن أن يُسمَح له بالاستمرار.
وقال بيلين: "لقد تخلى العالم عن هذه القضية، لكن السابع من أكتوبر غيّر كل شيء".
وأشارت الشبكة الأمريكية إلى أن قبل عماية طوفان الأقصى، كانت قضية إسرائيل والفلسطينيين قد وصلت إلى طريق مسدود، فقد شعر الإسرائيليون بعدم الأمان من الهجمات الصاروخية والمسلحين الفلسطينيين المنفردين، كما كان سكان غزة في سجن مفتوح بسبب الحصار البري والجوي والبحري الإسرائيلي المستمر منذ 16 عامًا، والذي أصاب الاقتصاد بالشلل وسحق آمالهم في المستقبل، وتُرك الفلسطينيون في الضفة الغربية المحتلة لصد المستوطنين الإسرائيليين المتطرفين الذين يتعدون على أراضيهم، في مشاجرات متوترة تحولت بانتظام إلى اشتباكات عنيفة، ولكن مع قيام رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بتجميع الحكومة الأكثر يمينية متطرفة في تاريخ الدولة اليهودية، ومع سيطرة حماس، على غزة، فإن احتمال التوصل إلى تسوية واعتدال لم يعد بعيدًا.
وقال عمر الدجاني، المستشار القانوني لفريق التفاوض الفلسطيني في قمة كامب ديفيد عام 2000: "اعتقد الكثيرون أن قضية السلام الفلسطيني الإسرائيلي من الممكن أن يتم تأجيلها إلى أجل غير مسمى، ولكن تغير كل شىء قي ٧ أكتوبر".
وأضافت الشبكة أنه بالرغم من بشاعة الحرب، فقد دفعت الزعماء الغربيين إلى البدء مرة أخرى في الحديث عن "حل الدولتين"، ومن المقبول عمومًا أن هذا الهدف، الذي اعتبر على نطاق واسع في حالة احتضار لمدة عقد من الزمان على الأقل، يعني إقامة دولة فلسطينية واحدة تغطي غزة والضفة الغربية، وعاصمتها القدس الشرقية.
وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن: "إن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لضمان الأمن على المدى الطويل لكل من الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني"، وفي إحدى دعواته المتكررة الآن لمثل هذه النتيجة، ذهب إلى أبعد من ذلك، قائلًا إن هذا ضروري للتأكد من أن الإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء يمكنهم العيش بمقاييس متساوية من الحرية والكرامة، مضيفًا: "لن نتخلى عن العمل لتحقيق هذا الهدف".
وأشارت الشبكة إلى أنه بعد أن دعا أهم وأقرب حليف لإسرائيل إلى حل الدولتين لمساعدة إسرائيل والفلسطينيين على الخروج من عقود من إراقة الدماء، أعرب بعض كبار المسئولين الإسرائيليين بشكل متزايد عن معارضتهم لمثل هذه الخطط، حيث قالت سفيرة إسرائيل لدى المملكة المتحدة إن بلادها لن تقبل بدولة فلسطينية مستقلة عندما تنتهي الحرب مع حماس، وقد أبدى نتنياهو ملاحظة مماثلة، قائلًا: "أنا فخور بحقيقة أنني منعت قيام دولة فلسطينية".
يقول جان إيجلاند، الذي كان الدبلوماسي الرئيسي لاتفاقيات أوسلو خلال فترة عمله كنائب لوزير خارجية النرويج، إن العنصر الرئيسي الذي سمح لتلك المحادثات بالمضي قدمًا قبل 30 عامًا، كان القيادة، منظمة التحرير الفلسطينية- التي كانت آنذاك منظمة تهدد إسرائيل باختطاف طائرات- اقتربت من النرويج بحثًا عن مخرج من المأزق.
وتابع إيجلاند: "المشكلة اليوم هي أنه ليس لدينا أي شيء قريب من نفس القيادة على كلا الجانبين كما كانت لدينا في ذلك الوقت، حيث يضم الائتلاف الحاكم في إسرائيل ما يصفه بـ(الحكومة الأكثر تطرفًا في تاريخ إسرائيل. إنها مليئة بالعنصريين والمتطرفين)".
وأضاف: "هؤلاء أشخاص لا ينتمون إلى أي حكومة في أي دولة متحضرة، لا أعتقد أن نتنياهو سيكون على الطاولة من أجل مفاوضات السلام.
وأشار إلى أن أي محاولة لعملية السلام ستعتمد على المجتمع الدولي، بقيادة الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والدول العربية.
في الوقت الحالي، يواجه البيت الأبيض في عهد بايدن الكثير من النقاد في الدوائر المؤيدة للفلسطينيين لاستخدامهم خطابًا جريئًا ظاهريًا، مع الاستمرار في منح إسرائيل أكثر من 3 مليارات دولار سنويًا، وتزويدها بالأسلحة والذخائر وتقديم الدعم الدبلوماسي.