كازينو فونتانا.. حكايات وسهرات نجوم زمن الفن الجميل في رأس السنة
مع نهايات شهر ديسمبر من كل عام، وهو يلملم أوراقه الأخيرة، مفسحا الطريق لعام جديد، والذي تعد رأس السنة الميلادية، نقطة الالتقاء بين عام رحل وآخر مقبل. في هذا التقرير حكايات وقصص أهل الفن زمان عن الاحتفال بـ رأس السنة الميلادية، وذكريات ارتبطت معهم في هذه المناسبة.
حكايات وسهرات أهل الفن زمان باستقبال رأس السنة الميلادية
في عددها الصادر بتاريخ 31 ديسمبر 1957، رصدت مجلة الكواكب الفنية طقوس وسهرات رأس السنة الميلادية، لعدد من نجوم الفن والطرب. ويستهل محرر الكواكب تسجيله لهذه المناسبة مشيرا إلى: النجمة السينمائية ماري كويني احتفلت بالعيد في منزلها وحضر الحفل كمال حسني، أما "سيد محمد الموجي فسهر في محل الجمال ومعه مرسي جميل عزيز وكانا يتهامسان في سرور مع كؤوس الخمر وعصير الليمون. وفي كازينو "فونتانا" سهرت الراقصة تحية كاريوكا والتف حولها أحمد كامل مرسي، وأحمد فؤاد حسن، وقد انتهت السهرة وهم يبحثون عن الطبال "سيد كراوية".
فاتن حمامة ويوسف شاهين يحتفلا بمنزل أحمد رمزي
ويمضي محرر الكواكب في رصد نجوم الفن خلال احتفالاتهم بـ رأس السنة الميلادية: واحتفل أحمد رمزي في منزل والدته بالزمالك، ولم يحضر الحفلة إلا عمر الشريف وفاتن حمامة، ويوسف شاهين وزوجته وبعض الأقارب والمعارف.
وماجدة احتفلت بالعيد في منزلها بشارع الهرم، وكانت حفلة ماجدة سرا لم تبح به حتى لأقرب الناس إليها، ولكن الراقصة التي أحيت الحفلة باحت بالسر وهي تفتخر بنفسها.
وقد سهر في الأوبرج عدد كبير من الفنانين والفنانات، وكان فريد الأطرش يجلس بين إلهام زكي وعبد السلام النابلسي وكانوا يداعبون الراقصين بإلقاء الأوراق الملونة عليهم من حين لآخر.
أما فريد شوقي وزوجته هدى سلطان فحاولا الاختفاء عن أعين المعجبين والمعجبات وكانا كأنهما في شهر العسل.
وجلس حول مائدة واحدة كمال الشناوي وزوجته، وعمر الحريري وزوجته وكانوا في سباق على الأكل الكثير الذي وضع أمامهم.
وسهرت جاكلين مونرو مع نجاح سلام وزوجها محمد سلمان على مائدة واحدة وكان سلمان يراقص جاكلين كثيرا لأنها من هواة الرقص.
أما عبد الحليم حافظ فكان صديق الكل يتنقل بين الأصدقاء ويوزع ابتساماته وتحياته عليهم، وجلس على البار وشرب عصير البرتقال.
واختار منير مراد ركنا بعيدا عن الضوضاء وجلس مع سهير البابلي يغني لها وتستمع إليه طول السهرة.
كذبة فريد شوقي الصادقة على زوجته هدى سلطان
وفي نفس العدد من مجلة الكواكب، قصت الفنانة هدى سلطان، موقفا طريفا عن ذكرياتها مع رأس السنة الميلادية: "ذات يوم من عام سابق، ترامي إلى علمي أن زوجي فريد شوقي أمضى سهرته قبل ذلك بيومين عند شخص كنت قد حذرته من صداقته، لعلمي أنه من الأشحاص المستهترين، منتهزا فرصة غيابي في إحدى الرحلات الغنائية. وغضبت وعاتبت فريد على أنه فعل ذلك بعد أن وعدني بقطع صلته بذلك الشخص نهائيا. ولكن فريد أبدى دهشته، وأقسم بالأيمان المغلظة أنه لم ير ذلك الشخص إطلاقا إلا في العام الأسبق.
وتابعت “هدى سلطان”: ولما كنت أعلم أن فريد لا يقسم كذبا، فقد اتصلت بمن أخبروني بالوشاية، وعاتبتهم على ما قالوه. ولكن كم كانت دهشتي عظيمة وحيرتي أعظم عندما أقسموا لي أن كلامهم هو عين الحقيقة. ولم تطل حيرتي، فقد اكتشفت بشيء من التفكير أن فريد لم يكذب، وكذلك الذين أخبروني بالقصة. ذلك أننا كنا يومئذ في اليوم الأول من يناير، ومع أن فريد أمضى سهرته مع ذلك الشخص قبل ذلك بيومين، إلا أنه كان صادقا حين أقسم بأنه لم يره منذ العام الأسبق، فالفرق بين العامين ليس أكثر من غمضة عين بين الساعة الثانية عشرة من مساء 31 ديسمبر، والساعة الثانية عشرة ودقيقة من صباح أول يناير.
