قصة موروث سكندري يتكرر كل عام جديد
إن كنت من أهالي الإسكندرية فإذن أنت تعلم جيدا، وإن كنت ضيفا وقررت أن تستمتع باستقبال عام جديد بين أحضان عروس البحر المتوسط فما عليك سوى أن تتوخى الحذر عندما تنتقل عقارب الساعة بين دقيقة وأخرى انتقالا لعام 2024 الجديد.
احتفالات رأس السنة
ليستمر هذا الموروث السكندري عاما بعد عام منذ القدم، ويصبح موعد منتظر ليودع الإسكندرانية عام مضى ولكن على طريقتهم الخاصة، ففي وقت واحد يترك كل من يحافظ على تلك العادة من بين يديه أكواب وقوارير زجاجية وأكياس ملأت بالمياه لترتطم بالأرض وتتبعثر وتنتهي مع انتهاء عام مضى.
فإذا بحثت عن أصل تلك العادة السكندرية فستجد أنها منذ اختلاط أهل المدينة بالجاليات اليونانية، وكأنه شعور داخلي وإحساس متوارث أنه بتكسير الزجاج وإلقاء أكياس المياه سيتخلصون من الطاقة السلبية والأخبار السيئة دون اصطحابها لعام جديد.
استمرار الموروث السكندري بين المؤيد والمعارض
ولكن مع تطور السنوات أصبحت تلك العادة السكندرية محافظ عليها خاصة في الأحياء الشعبية القديمة، وأصبحت بين مؤيد ومعارض.
فيقول أحمد فوزي، من أهالي منطقة بحري، إنه برفقة أصدقائه ما زالوا يحافظون على تلك العادة السنوية فمع وصول الساعة ١٢ منتصف الليل يجهزون عددا من الزجاجات وأكياس المياه ويقوموا بإلقاءها في مشهد مبهج لاستقبال عام جديد.
يتابع جورج رامي، من أهالي منطقة بحري، أنه يرى أن تلك العاده السكندرية الموروثة والتي اشتهرت بها محافظة الإسكندرية لا إشكالية فيها وفي ممارستها سنويا لأنهم لا يتسببون في أي ضرر لأي شخص، فقط يتجمعون وبرفقة الأصدقاء من منطقته السكنية في أجواء احتفالية بعام جديد.
ولكن اعترضت معه دعاء حسين، من أهالي منطقة سيدي بشر ، واصفة تلك العادة بالسيئة فهي مخيفة ومروعة للأطفال، معقبة: "لازم تنتهي لأنها عادة بلا فائدة".
اتفقت معها مروى صلاح، من أهالي منطقة العصافرة، قائلة إن تلك العادة الموروثة تسبب ضرر وأذى خاصة ممن يلقون تلك الزجاجات والأكياس من الأدوار المرتفعة مما تسبب ضرر للسيارات والمارة في الطريق بسبب عاده شعبية لا بد أن تندثر.