محيى الدين: تراجع هيمنة الدولار على الاحتياطات الدولية من 84% لـ60% منذ 1975
قال الدكتور محمود محيي الدين، أستاذ الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة والمبعوث الخاص للأمم المتحدة المعني بتمويل خطة التنمية المستدامة، إن عملة الدولار اكتسبت مكانتها وهيمنتها العالمية كعملة احتياطي دولي بنسبة 60%، فضلًا عن كونها العملة المفضلة في التمويل الدولي والديون والأسواق المالية وتسوية المعاملات التجارية.
هيمنة الدولار والحروب
جاء ذلك خلال مشاركته فى صالون معهد التخطيط القومي والجمعية العربية للبحوث الاقتصادية في محاضرتها العامة السابعة للموسم الثقافي لعام 2023، أ.د محمود محيي الدين، أستاذ الاقتصاد بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية جامعة القاهرة؛ ورئيس مجلس إدارة الجمعية العربية للبحوث الاقتصادية؛ ورئيس جمعية الشرق الأوسط الاقتصادية، المبعوث الخاص للأمم المتحدة المعني بتمويل خطة التنمية المستدامة لعام 2030؛ ورائد الأمم المتحدة السابع رفيع المستوى المعني بتغير المناخ، وذلك لمناقشة "الحروب والديون والعملة الصعبة"، ويدير الحلقة أ.د. أشرف العربي، رئيس معهد التخطيط القومي بحضور نخبة من أساتذة المعهد والخبراء والصحفيين المتخصصين.
حصة الدولار من الاحتياطي الدولي
وأشار محيي الدين، إلى أنه رغم هيمنة الدولار إلا أن نسبة مساهمة الولايات المتحدة لا تتجاوز 25% من الاقتصاد العالمي، كما أنها تحتل المرتبة الثانية من حيث حجم الصادرات الدولية بعد الصين التي احتلت المرتبة الأولى منذ عام 2009.
وأوضح أن تحول الدولار إلى الهيمنة العالمية بدأ عندما أعلن نيكسون عدم تحويل الدولار إلى ذهب في عام 1971، وهو ما دشن ضمنًا الدولار كعملة احتياطي، ارتبطت به العملات بأسعار صرف ثابتة وكان يتم تحويله تلقائيًا لذهب بمقدار 35 دولارًا لكل أونصة، مشيرًا إلى أن حصة الدولار بين عملات الاحتياطي الدولي عالميًا انخفضت من 84% فى عام 1975 إلى 60% حاليًا، كما انخفضت حصة الجنيه الاسترليني من 11% لأقل من 5% ووصل اليورو إلى 20%.
وتسلط الحلقة الضوء على قضية الحروب والديون والعملة الصعبة، في ظل ما يشهده العالم من حروب وصراعات مسلحة لم يشهدها منذ وضعت الحرب العالمية الثانية أوزارها، بتداعياتها الاقتصادية والسياسية الإقليمية والعالمية وسط مخاوف متنامية من توسع دائرة تلك الحرب؛ ومع توالي الصراعات الجيوسياسية وتدهور الثقة بالنظام الدولي هناك نذر بصراعات مسلحة أكثر انتشارًا وحروب أكثر دمارًا مع زيادة حدة الاستقطاب الدولي.
وتسعى هذه الحلقة للإجابة عن مجموعة من التساؤلات منها: هل سيستمر الدولار في هيمنته في هذا العالم المضطرب شديد التغير؟ وأثر الحروب والديون وأداء الاقتصاد الكلى في مكانة الدولار العالمية كعملة صعبة، وأثر التغيرات المفاجئة في الاقتصاد الدولي بأعبائها على أسواق المال والاستثمار، وهل ستتراجع أسعار الفائدة لمستوياتها التي اعتاد صناع القرار وعموم الناس عليها قبل موجة ارتفاعاتها الأخيرة، وتأثير تكنولوجيا المعلومات في تطوير العملات الرقمية سواء الخاصة المشفرة، وغيرها من القضايا والموضوعات المهمة.