الكنيسة البيزنطية تحتفل بعيد للعذراء وذكرى القديس أفثيميوس
تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى محفل مقدّس إكرامًا للعذراء وبحسب الكنيسة فعيد اليوم تكريم للأمومة الإلهية في العذراء مريم الفائقة القداسة. عن هذه الحقيقة تنتج منطقياً من إتحاد الإنسانية، في شخص الكلمة المتجسد. فمريم هي ام يسوع، لان الروح القدس كوّن في احشائها طبيعة يسوع البشرية واتخدها بالطبيعة الإليهة اتحاداً جوهرياً، ويسوع هو الكمة الأزلي، الله نفسه، بوحدة الطبيعة الإلهية في الأقانيم الإلهية الثلاثة. لذلك فمريم العذراء، ام يسوع، هي بحق والدة الاله. عقدة اعلنتها الكنيسة رسمياً في مجمع أفسس المسكوني سنة 431، مردّدةً عبارة اليصابات يوم الزيارة "من اين لي أن تأتي أمّ رّبي اليّ؟".
هذا بالاضافة الى تذكار القدّيس الشهيد في رؤساء الكهنة أفثيميوس متروبوليت سرده، وهو من أبطال المناضلين عن المعتقد الأورثوذكسي ضد ضلال محاربي الأيقونات، لا سيما في مجمع نيقية الثاني المسكوني سنة 787. وقد كلّفه هذا النضال الجريء، حتى في حضرة الأباطرة، حياته نفسها. فمات شهيد الحقيقة في 26 من هذا الشهر سنة 824.
العظة الاحتفالية
وبهذه المناسبة أطلقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: كتب يوحنّا الرسول: " مَن قالَ إِنَّه ثابِتٌ فيه (أي في الرّب يسوع) فَعَليهِ أَن بَسِيرَ مِثلَما سارَ هُو" وكتب القدّيس بولس: "...إنَّنا أَبناءُ الله. فَإِذا كُنّا أَبناءَ ٱلله، فَنَحنُ ٱلوَرَثَة، وَرَثَةُ ٱللهِ وَشُرَكاءُ ٱلمَسيحِ في ٱلميراث. فَلَمّا كُنّا نُشارِكُهُ في آلامِهِ، نُشارِكُهُ في مَجدِهِ أَيضًا.".. أيها الإخوة الأعزاء، لنقتَدِ بهابيل الصدّيق الذي افتتح الشهادة بأن كان أوّل من تلقّى الموت من أجل البِرّ ...؛ لنقتَدِ بالشبّان الثلاثة، حَنَنيا وعَزَريا وميشائيل الّذين... غلبوا مَلِكًا بقوّة إيمانهم... لنقتدِ بالأنبياء الذين أعطاهم الرُّوح القدس معرفة المستقبل والرُّسل الذين اختارهم الربّ، ألا يعلّمنا هؤلاء الأبرار، باستسلامهم للموت، أن نموت بدورنا من أجل البِرّ؟.
تميّزت ولادة الرّب يسوع المسيح على الفور باستشهاد الأطفال تحت سنّ الثانية، بسبب اسمه. مع أنّهم غير قادرين على القتال، فقد نجحوا في نَيْل الإكليل. لكي يكون جليًّا أنّ الذين يُقتَلون من أجل الرّب يسوع المسيح هم أبرياء، فقد قُتِل أطفال أبرياء من أجل اسمه... كم هو خطيرٌ ألا يتألّم خادم يحمل اسم الرّب يسوع المسيح بينما ربّه، المسيح، هو أوّل مَن تألّم...! لقد تألّم ابن الله ليجعلنا أبناء الله، أفَلا يريد أبناء البشر أن يتألّموا ليبقوا أبناء الله...؟ يذكّرنا الرّب بذلك: " إِذا أبغَضَكُمُ العالَمُ فَاعلَموا أَنَّه أَبغَضَني قَبلَ أَن يُبغِضَكم. لو كُنتُم مِنَ العالَم لأَحَبَّ العالَمُ ما كانَ لَه. ولكِن، لأَنَّكم لَستُم مِنَ العالَم إِذ إِنِّي اختَرتُكم مِن بَينِ العالَم فلِذلِكَ يُبغِضُكُمُ العالَم. أُذكُروا الكَلامَ الَّذي قُلتُه لَكم: ما كانَ العَبدُ أَعظمَ مِن سَيِّده".