وعد الرئيس!
يوم الخامس من أغسطس عام 2014 وجه الرئيس عبدالفتاح السيسي كلمة للشعب المصري بمناسبة إعلان تدشين محور تنمية قناة السويس، تعد بمثابة وعد منه لنا، ومطلب مننا في الوقت ذاته قال فيها: "والله لن نسمح لأحد أن يهد مصر وإحنا موجودين".. و"ماتخفوش يا مصريين، بس خليكم على قلب رجل واحد".
أما الوعد فهو الحفاظ على كيان مصر وترابها، وعدم السماح لكائن مهما كان على وجه الأرض أن يهددها، أما طلب الرئيس من الشعب هو أن نكون على قلب رجل واحد، ونحن نثق في وعد الرئيس ونتفق مع ما يطلبه.
فكل يوم يتأكد لنا أهمية وقوف الشعب خلف رئيسه داعمًا لمواقفه وقراراته، مصر يا سادة تدفع ثمن ثوابتها التي وضعتها بعدم التدخل في شئون أي دولة، اللهم إلا لدعم الشرعية القانونية للحكومات بما يحفظ للشعوب حقها في تقرير مصيرها ولدولهم الاستقلال.
فإن كان هذا أحد ثوابت الدوله المصرية باحترام نضال الشعوب- عربية وغير عربية– ممن تكافح من أجل الحفاظ على استقلالها، لكن هذا الموقف لم يرض البعض فكان التربص بنا في الخفاء والعلن ولم تتوقف محاولات الضغط، وبكل السبل والأشكال، لكن للحظة واحدة لم ترضخ مصر ولم تتراجع عن ثوابتها.
من الثوابت المصرية التي لم تتراجع عنها في أي وقت ولا أي مرحلة من تاريخها هي حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وحقه في إعلان دولته المستقله، ولهذا الموقف الثابت أيضًا ثمنًا تدفعه مصر طوال الوقت، فهو يعنى إننا إلى جانب حقوق الشعب الفلسطينى طول الوقت، بما فيها حق العودة وحق تقرير المصير، وحقه في بناء دولته المترابطة والمستقلة وهو ما لم ولن يعجب حكومات الدول الداعمة للكيان الصهيوني، ولم يعجب قادة العدو في أي من مراحل التاريخ الماضي أو المعاصر.
أما الثابت الأهم فهو الحفاظ على تراب مصر ووحدة أراضيها، وهو ما يعني إحباط كل خطط أهل الشر بتصفية القضية الفلسطينية، والقضاء على حلم بنى صهيون بإنشاء دولتهم الكبرى، فتحويل هذا الهراء إلى المستحيل ذاته على يد شعب مصر وقادته.
وبالعودة لطلب الرئيس "بأن نكون على قلب رجل واحد" كشرط لتحقيق الطموح المصري في النهضة والتنمية والاستقلال، فهو ليس بطلب من القائد لشعبه بل هو فرض وواجب على كل من يحمل جنسية مصر.