المتحف الجيولوجى المصرى
دوَّر في مصر عن أي حاجة وأصلها وفصلها هـ تندهش. هـ تندهش إنه البلد دي كل شيء فيها له عمق، ودا مش كلام إنشاء، إنما كلام يعرفك هي ليه رغم كل مشاكلها ماشية، وإنه طول الوقت فيه إمكانية لـ التقدم، إنما دا مش موضوعنا دلوقتي. فـ خليني أكلمك عن مجال مدهش ومؤسسة أكثر إدهاشا.
من الحاجات اللي اهتم بيها الإنجليز الجيولوجيا المصرية، هم طبعا ما عملوش كدا علشان سواد عيوننا، ولا حبا في ترابنا ولا انبهارا بـ أي حاجة، أساسا الاحتلال الإنجليزي كان أقل كتير من الاحتلال الفرنسي من حيث الاهتمام بـ الأمور الثقافية، هم كان كل همهم الموارد، والموارد موجودة في الأرض.
مثلا، كشوف المعادن والجواهر الكريمة وغيره بـ تعتمد اعتمادًا كليًا على البحوث الجيولوجية، فـ كان طبيعي يهتموا، لكن مش بس الإنجليز اللي اهتموا، الخديوي إسماعيل كمان اهتم، إنما اهتمام إسماعيل بقى هو اللي كان له جوانب متعددة، مش بس إنه يلاقي حاجات تتحول لـ جنيهات إسترليني (في زمن ما قبل الدولار) الخديوي كان فعلا بـ يحب مصر، والله أعلى وأعلم.
المهم إنه إسماعيل أمر بـ إنشاء هيئة مصرية اسمها "هيئة المساحة الجيولوجية" اللي خدت وقت طويل عقبال ما اتأسست، التأسيس كان سنة 1896، ورغم إنه خدت وقت طويل، إنما إحنا بـ نتكلم عن وقت مبكر جدا، ساعتها كان فيه أقوام كتير ما يعرفوش أساسا يعني إيه جيولوجيا، وحتى لو شرحت لهم برضه مش هـ يستوعبوا إيه دا.
من ناحيتهم، الإنجليز عملوا كشوف جيولوجية في الفيوم، ومنطقة بحيرة قارون، الكشوف بدأت من سنة 1897، اللي فيها اكتشف جيولوجي اسمه جورج شيفينفورث أول عظام حفرية في البحيرة (بحيرة قارون مش محافظة البحيرة) ودا كان فتح انطلاق رهيب، بعدها اتجمعت حفريات كتير لـ ثدييات.
الحفريات دي اتجمعت سنة 1898، ثم إنها سافرت لندن لـ دراستها، ورجعت تاني في السنة اللي بعدها أي إنها عادت سنة 1899. في سنة 1901، جيولوجي تاني اسمه بيدنل اكتشف هيكل عظمي لـ حوت كامل في نفس المنطقة.
كل الكشوف والحركة دي كان لازم تنتظم في حاجة هيئة أو مؤسسة، صحيح كان فيه هيئة المساحة الجيولوجية زي ما أشرنا، إنما إحنا محتاجين دلوقتي مؤسسة أكثر تخصصا، حتى لو كانت تابعة إدارية لـ هيئة المساحة القائمة بـ الفعل.
المؤسسة دي كانت "المتحف الجيولوجي المصري" اللي بدأت إجراءات تأسيسه سنة 1901. كانت وظيفة المتحف تسجيل العينات المختلفة من صخور ومعادن وحفريات وترتيبها وتصنيفها وتنسيقها لـ العرض بـ الطرق الفنية، وحفظها بـ المتحف والعناية بيها.
أول مكان اتعمل فيه المتحف دا كان في الحديقة الخاصة لـ وزارة الأشغال العامة، لكنه تابع إداريا لـ هيئة المساحة كما تقرر من قبل. الحديقة دي.
كانت في شارع الشيخ ريحان، أو على الأدق الشارع اللي اسمه حاليا "الشيخ ريحان"، اللي كان اسمه زمان شارع السلطان حسين، بس أكيد وقت تأسيس المتحف ما كانش اسمه كدا، لـ إنه ما كانش فيه أساسا لسه حسين ولا سلطان، ولا يحزنون.