ظهرت فى مصر القديمة.. أسرار لا تعرفها عن الماكيتات الخشبية
يُعرف "الماكيت" في عصرنا الحالي بأنه مجسم صغير لشرح وعرض فكرة لتصميم معين أو مشروع معماري أو حتى للاستعداد لتنفيذ عمل فني ما، بغرض نقل الفكرة للمستخدم أو تصويرها على هيئة مجسم صغير الحجم، ولكن ماذا يعني "الماكيت" في مصر القديمة؟ ولماذا ابتكره المصريين القدماء؟ وما استخداماته في ذلك الوقت؟
لماذا ظهرت "الماكيتات الخشبية" فى مصر القديمة؟
كان يقصد بكلمة ماكيت في مصر القديمة، بأنه نموذج يحاكى ويجسم فكرة أو حياة فى الطبيعة باستخدام أدوات ووسائل بسيطة، وقد ابتكر هذه الفكرة المصرى القديم وعكف على صناعتها منذ أقدم العصور المصرية، وأغلب النماذج التى عثر عليها للماكيتات ترجع لعصر الانتقال الأول، وفقًا للمتحف المصري بالتحرير.
واستمر استخدامها "الماكيت" فى عصر الدولة الوسطى بعد ذلك، حيث استخدمت على نطاق واسع، وقد تعددت آراء الأثريين حول سبب ظهور الماكيتات فقد كانت هذه الماكيتات تطورا لمناظر الحياة اليومية التى نقشت على جدران المقابر فى الدولة القديمة.
وكانت الماكيتات الخشبية التي صنعها المصريين القدماء، هدفها فى المقام الأول التسجيل والتوثيق، وأن يبعث المصرى فى العالم الاخر بنفس ما كان يقوم به فى حياته اليومية.
فيما يرى أيضًا بعض الأثريين أن ظهور الماكيتات في مصر القديمة، تطورًا عن تماثيل الخدم التى ظهرت فى الدولة القديمة والتى كان يضعها المتوفى فى مقبرته حتى تبعث معه مرة أخرى فى العالم الاخر لتقوم على خدمته مثلما كانت فى حياته الأولى حيث اعتقد المصري القديم بالبعث والخلود والحساب.
أين عُثر على هذه الماكيتات؟
كانت الماكيتات توجد إما فى السرداب أو حجرة الدفن فى مقبرة المتوفى، ومن خلال دراسة الماكيتات نستطيع إلقاء الضوء على الاستقرار الاقتصادى والسياسي فى تلك الفترة وأهم الصناعات أيضا واهم الحرف عند المصرى القديم كحرفة الرعي وحرفة الصيد مما يلقى الضوء على مجتمعا حضاريا بكل ما تحمله الكلمة من معنى وكذلك للوقوف على أهمية الزراعة فى مصر القديمة من خلال نماذج مخازن الغلال، وغيرها من الحرف والصناعات التي وثقها المصري القديم من خلال تصميم "الماكيت" ووضعه في المقابر.