رباب كساب: "لعبة النوافذ" رواية لكل الموتى الأحياء الذين يلعبون دور الإله
يصدر قريبًا عن مؤسسة بيت الحكمة للثقافة والفنون رواية "لعبة النوافذ" للكاتبة الروائية والقاصة رباب كساب، والتي تأتي مواكبة لمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ55.
وفي تصريحات خاصة لـ"الدستور"، قالت الكاتبة الروائية رباب كساب: "لعبة النوافذ رواية لكل هؤلاء الموتى الأحياء الذين يسكنون خلف الجدران ويلعبون دور الإله، يظنون أنهم يكتبون حيوات الناس، يسيرونها بشكل أو بأخر وهم يلهون بينما الناس تظنهم ملائكة أو حتى شياطين، إلا أنهم في الحقيقة ليسوا أكثر من متلصصين!
رحلة كشف لنفوس تظن بأنها تسيطر على كل شيء، يمسكون بكل الخيوط التي لم تكن أكثر من خيوط واهية".
من أجواء الرواية
لم أجد سوى شرفة بطول مترين وعرض متر واحد، هي كل ما أملك في الدنيا؛ منها أنظر للعالم وأحاول جاهدةً أن أكون جزءًا منه، لكنه كان يقصيني عنه، كأنني لست منه، لم يقبلني كسماء، فجلستُ على قمته أعرف ما لا يعرفون، أترفّع عنهم وكأنني أنا التي أبتعد عنهم، يصفونني بالغرور، يطلقون عليَّ صفات ليست فيَّ.
لم أكن كذلك في قريتنا، كنت منهم، أضيع بينهم لا فوارق بيننا، كلنا أبناء الطين والأرض، مرسوم على ملامحنا أننا أبناء هذا المكان، كأننا موشومون به وبأشجاره وبيوته ومزروعاته، أما في المدينة فأنا وافدة جديدة صامتة، أحاول أن أعرفهم، فقالوا إنني مغرورة، دفعوني للصمت، للعزلة، فصرت أبعد بأقصى ما يمكنني، وبرغم ذلك أنا بينهم، أتحرك في دوائرهم، أترك عيني وأذني، بينما جسدي هناك!
لعل أقصى ما يخيف المرء أن يجد نفسه مكشوفًا أمام غيره ممن أجاد اختراق الجدران. حينها تتعرى النفس، تظهر أغراضها القبيحة دون مقاومة، وحينما يعي المراقَب الأمر، يدرك أن دافع الآخر كان ممارسة لعبة تغذي إحساس الهيمنة لديه، في هذه اللحظة ينكشف المراقِب، تتبدل المقاعد خلف النوافذ لتمنح التلصص -ذلك الوحش الأسطوري- حيوات متجددة لا تنتهي.
أما عن رباب كساب
فهي قاصة وروائية، حاصلة على الدكتوراه في العلوم الزراعية، صدر لها رواية "قفص اسمه أنا"، ورواية"مسرودة" 2009، ورواية "الفصول الثلاثة" 2010، ورواية "فستان فرح" 2012، ورواية "بيضاء عاجية وسوداء أبنوسية "مجموعة قصصية.2018، ورواية "على جبل يشكر" 2021.