الطعمية بالشطة.. اكتسحت الكبسة
الرياضة أخلاق.. الرياضة وسيلة للتعارف والمحبة بين الشعوب.. الرياضة وسيلة للتقارب في العادات والتقاليد بين الشعوب وشباب في مختلف الدول..
ولكن الأجواء قبل مباراة الأهلي المصري واتحاد جدة السعودي في كأس العالم للأندية كانت سيئة للغاية، والتي شهدت تراشقًا كبيرًا بين جماهير الناديين على السوشيال ميديا، وتحولت إلى تراشق وسباب بين جماهير الدولتين العربيتين الشقيقتين الكبيرتين، في مخالفة كبيرة لكل الأعراف الرياضية، وغياب الروح الرياضية، ومخالفة لكل روابط التآخي بين الأشقاء.
هل مباراة كرة قدم تجعل جماهير الناديين يتراشقون بالسباب؟، وبدأ جمهور اتحاد جدة بأنهم سيهزمون "الطعمية".. ورد عليهم جمهور مصر بعد المباراة بأن "الطعمية بالشطة هزمت الكبسة".. و"الكبسة باظت".. في مشهد مرفوض ولا يجوز بين الأشقاء العرب..
بصراحة السوشيال ميديا أشعلت التعصب والصراعات الجماهيرية وحولتها إلى سباب بين الشعوب العربية خاصة قبل المباريات المهمة بطريقة مخزية ولا تليق بالجماهير العربية المتحضرة.
وللأسف فإن السوشيال ميديا أشعلت التعصب بين جماهير الأندية في الدولة الواحدة، وتقسم شعب الدولة إلى أحزاب متناحرة وتشعل السباب فيما بينهما قبل المباريات وبعدها، مثلما يحدث بين جمهور الأهلي والزمالك في مصر، وبين جمهور ناديي الهلال والاتحاد في السعودية، وغيرها من جماهير أكبر الأندية في الدول العربية الأخرى..
من حق كل جمهور أن يحب ناديه ويتعصب له، ولكن دون الإساءة للنادي الآخر أو الدولة الأخرى.. وعلينا أن نغير من ثقافتنا ونستفيد من جماهير أكبر الأندية في العالم مثل برشلونة وريال مدريد في إسبانيا أو ليفربول والسيتي والمان يونايتد أكبر أندية الدوري الإنجليزي الأقوى في العالم.. كل جمهور يتعصب إلى ناديه ولكن دون الإساءة للنادي الآخر.
وبعيدًا عن القلة القليلة المتعصبة من جماهير الأهلي واتحاد جدة، فقد أعجبني موقف مسئولي اللجنة المنظمة لكأس العالم للأندية في السعودية عندما قامت بالاحتفال مع جمهور الأهلي وأذاعت أغاني مصرية حتى يحتفل لاعبو الأهلي ويرقصوا مع جمهورهم بعد المباراة مباشرة.
وأعجبني موقف الإعلام السعودي الذي أشاد بفوز الأهلي الكبير على اتحاد جدة 1/3 ونشرت جريدة "اليوم السعودية" عنوانًا في صدر صفحاتها "خرج ممثلنا..والأهلي المصري أصبح أملنا" في تأكيد لدعم السعودية للأهلي باعتباره ممثل العرب في المونديال..
وأعجبني عنوان جريدة الرياضية السعودية "ليلة الجوهرة حمراء" وهذا دور الإعلام المصري والسعودي الذي يعمل علي تقريب الشعوب الشقيقة، ونبذ التعصب الجماهيري، ودعم الروح الرياضية بين الشعوب العربية.
وجاء رد الصحف السعودية قاسيًا علي المذيع وليد فراج في قناة إم بي سي السعودية الذي قال "إنه عصر الكرة السعودية، وانتهي عصر الكرة المصرية".. وأعتقد أن وليد فراج خانه التوفيق الإعلامي، وتناسى أن الكرة ساحرة مستديرة ليست لها نتائج ثابتة..
وبعيدًا عن الأجواء الجماهيرية والإعلامية قبل وبعد المباراة، سأتحدث عن بعض النقاط الفنية التي حسمت الفوز الكبير للأهلاوية، والتي تؤكد أن الأهلي استحق هذا الفوز الكبير.. وتؤكد أن الأهلي أمامه فرصة تاريخية للفوز بكأس العالم بعد نادي فلومنينيسي البرازيلي في الدور قبل النهائي والفوز على مانشستر سيتي الإنجليزي في نهائي المونديال، خاصة أن السيتي يمر بظروف فنية صعبة وحالة عدم توازن مؤخرًا..
باختصار إن الأهلي أمامه فرصة كبيرة لتحقيق إنجاز عالمي للفوز بكأس العالم للأندية ولكن بشرط أن يعالج كولر أخطاءه، ويؤدي لاعبو النادي الأهلي المباراتين القادمتين بنفس الروح القتالية..
والحقيقة أن محمد الشناوي حارس الأهلي ساهم بدور كبير في الفوز على الاتحاد، بعدما تصدى إلى ضربة جزاء التي سددها كريم بنزيما وتصدى لأكثر من كرة وانفراد وتصدى القائم لأكثر من كرة للاعبي الاتحاد، كلها كانت كفيلة بقلب موازين المباراة مبكرًا لمصلحة اتحاد جدة..
ونجح لاعبو الأهلي في استغلال الفرص بخبرتهم ومهاراتهم الفردية، وسجلوا 3 أهداف مستحقة غالية..
وسهل لاعبو الاتحاد مهمة الأهلي خاصة النجوم المحترفين بقيادة كريم بنزيما وفابينيو وكانتي الذين ظهروا بتراخٍ وكان أداؤهم متعجرفًا واختفوا نهائيًا..
ولعب جمهور الأهلي والمصريون في السعودية دورًا كبيرًا في إشعال حماس لاعبي الأهلي وظهورهم بأفضل حالة في استاد الجوهرة..
وكانت جماهير مصر كلها سعيدة بطرد موديست العجوز مهاجم الأهلي حتى لا يشارك في المباراة القادمة، حيث يعتبره الجمهور عالة على هجوم الفريق، هو واللاعب طاهر محمد طاهر الذي يصر كولر على مشاركتهما في التشكيل..
بصراحة فوز الأهلي أنقذ كولر من الجماهير الغاضبة والتي كانت ترفض اختيارات المدرب للتشكيل وتغييرات أثناء المباريات، خاصة بعد استبعاد أكرم توفيق وديانج من التشكيل أمام الاتحاد.. وترفض الجماهير أخطاء كولر المتكررة والتي تسببت في تراجع نتائج الأهلي الأخيرة، ولم يحقق الفريق سوى 3 انتصارات في آخر 11 مباراة..
في النهاية.. الأهلي فاز برجولة لاعبيه وعجرفة نجوم اتحاد جدة.. وأصبحت فرصة الأهلي كبيرة في الفوز بكأس العالم للأندية بشرط أن يبتعد كولر عن تخاريفه الكروية في التشكيل وطريقة الأداء..
وأتمنى أن تستوعب الجماهير العربية درس التعصب والابتعاد عن السباب والشتائم ودعم التآخي والتواصل بين الأشقاء العرب حتى ننهض بالكرة العربية والوصول للعالمية.