في عيد الحبل بالعذراء.. تعرف على رواية الكنيسة التراثية عن جدي المسيح
تحتفل كنيسة الروم الأرثوذكس، بعيد حبل القديسة حنّة بالعذراء مريم، وبهذه المناسبة أطلق الأنبا نيقولا انطونيو، مطران طنطا والغربية للروم الأرثوذكس، ومتحدث الكنيسة الرسمي في مصر، ووكيلها للشؤون العربية، نشرة تعريفية قال خلالها إن الرواية التراثية للحبل بالعذراء تقول إنه لا ذكر لجدّي المسيح، يواكيم وحنّة، في كتب العهد الجديد. ولكن شاع ذكرهما في الكنيسة، في أورشليم، أقلّه منذ القرن الرابع الميلادي في مؤلفات القدّيس ابيفانيوس أسقف قبرص، ومؤلفّات المغبوط ايرونيموس وغيرهما. وعن أورشليم أخذت الكنيسة الجامعة ما يختص بهما.
جاء في التراث الكنسي عن كان يواكيم وحِنّة
كان يواكيم وحِنّة، والدي مريم العذراء أم الإله، شخصان باران يخافان الرب، يعيشان في مدينة الناصرة. وكلاهما من جيل الملك داود، وكان لهما نسب ملكي.
كانت القديسة حِنّة والدة السيدة العذراء مريم من سبط هارون، وكان والدها كاهنًا ويدعى مثان، وكان كاهنًا في عهد كليوباترا. وكانت والدتها تدعى مريم. وكان لدى حِنّة شقيقتان إحداهما تحمل نفس اسم والدتها مريم والآخرى اسمها صوفيّا، تزوّجتا كلاهما في بيت لحم. مريم ولدت سالومي القابلة، وصوفيّا ولدت أليصابات أم النبي يوحنا المعمدان. وحِنّة لدت مريم العذراء في الناصرة.
أمّا يواكيم فكان ابن فاربافير من سلالة ناثان بن داود.
لم يكن ليواكيم وحِنّة ولد لأن حنّة كانت عاقراً. هذا سبب العُقر لهما حزن وضيق ليس فقط لأنه من المفترض أن يتكمّل الزواج بالإنجاب بل، كذلك، لأن العقم، في تلك الأيام، كان الناس يعتبرونه عار، وفي نظر الكثيرين من اليهود لعنة أو تخلياً من الله.
ذلك أن، في ذلك الوقت، الشعب اليهودي كان في انتظار المخلص الذي سيأتي من نسل داود. وكان يُظن أن الله لم يبارك بعض الناس بإنجاب الأطفال لأنهم لا يملكون النعمة. فكان الذين ليس لديهم أطفال محتقرين ومنبوذين في كل مكان.
لهذا كان هذان الزوجان الفاضلان لا يكفّان عن الصلاة بحرارة إلى الرب الإله ليفتح رحم حِنّة ويمنّ عليهما بثمرة البطن. ولكن لم يشأ الرب الإله أن يلبي رغبة قلبيهما حتى جاوزت حِنّة سن الإنجاب.
لم يكن هذا إعراضاً من الله عنهما بل تدبيراً لأن قصده، كما ظهر فيما بعد، كان أن يعطيهم، ويعطي البشرية من خلالهم، أعظم عطيّة. ولكي لا يشكّ أحد في أن ما حدث هو من الله، ترك حِنّة تتجاوز سن الإنجاب.
استمر يواكيم وحنّة في الصلاة إلى العليّ بحرارة حتى بعد فوات الأوان على حنّة. وكان هذا تعبيراً عن ثقتهما الكاملة بالله أنه قادر على كل شيء. وفي العهد القديم أكثر من مثل عن نساء مباركات أنعم الرب عليهن بثمرة البطن بعد أن كنّ عاقرات، كحنّة أم صموئيل النبي، وبعضهن تجاوز سن الإنجاب كسارة. أما الرب الإله فارتضى مثل هذا التدبير لأنه شاء أن يكون المولود الآتي لا ثمر الطبيعة البشرية وحسب، بل ثمر النعمة بالأولى.
فلما حان زمان افتقاد يواكيم وحنّة، أرسل الرب الإله ملاكه إلى حنّة وبشّرها بأن صلاتها وصلاة زوجها قد استجيبت وأن العليّ سوف ينعم عليهما بمولود يكون بركة عظيمة لكل المسكونة. وآمن يواكيم وحنّة بكلام الملاك. وحبلت حنّة وأنجبت، في زمن الولادة، مولوداً أنثى، مريم المباركة، والدة الإله.
بعد أن وضعت حنّة والدة الإله، انصرفت إلى الصّوم والصّلاة وأعمال الرّحمة. قيل إنّها رقدت وهي في سنّ التّاسعة والسّتّين.