في عيد العجائبي.. الكنيسة المارونية: "صراعنا ليس مع أصحاب اللحم والدم"
تحتفل الكنيسة المارونية بذكرى مار إسبيريدون العجائبيّ المعترف، كانَ مُزارِعاً بَسيطاً، وَأباً لِعائِلَةٍ كَبيرَةٍ مُهِمَّتُهُ رِعايَةُ الغَنَمِ فَأَصْبَحَ فيما بَعدُ أسْقًفاً عَلى مَدينَةٍ صَغيرَةٍ في جَزيرَةِ قُبرُص.
واشْتَرَكَ بِالمَجمَعِ النِيقَاوِي سَنَة 325، وَكانَ مَشهوراً بِتَواضُعِهِ وَغِناهُ الروحي في الدِفاعِ عَنِ الايمانِ. تُوُفيَ حَولَ سَنَة 348، وَنُقِلَ رُفاتُه الى جَزيرَةِ كوفو.
العظة الاحتفالية
وبهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت فيها: قطع يشوع الأردن لكي يهاجم مدينة أريحا. ولكنّ القدّيس بولس علّم: "فلَيسَ صِراعُنا مع اللَّحمَ والدَّم، بل مع أَصحابِ الرِّئاسةِ والسُّلْطانِ ووُلاةِ هذا العالَم، عالَمِ الظُّلُمات، والأَرواحِ الخَبيثةِ في السَّمَوات" وقال بولس في مكانٍ آخر: "وقَد جَرى لَهم ذلِكَ لِيَكونَ صورةً وكُتِبَ تَنبيهًا لَنا نَحنُ الَّذينَ بَلَغوا مُنتَهى الأَزمِنَة". فإذا كُتبت هذه الأشياء لتعليمنا، لماذا نتأخر!؟ فلننطلق إلى الحرب مثل يشوع، ولنستولِ على أكبر مدينة في العالم، أي مدينة الحقد ولندمّر الأسوار الأنانيّة للخطيئة.
هل ننظر حولنا ونفكّر في أي طريق علينا أن نسلك وأي ساحة معركة نختار؟ طبعًا، ستجدون كلماتي مُدهشة، ولكنّها صحيحة. فاختصر أيّها الإنسان أبحاثك على قدرك: فالمعركة التي عليك أن تحاربها تكمن فيك، في داخلك، إذ عليك أن تهدم جدار السوء والخطيئة، لكي تُخرج عدوّك من أعماق قلبك. ولست أنا مَن يقول ذلك، بل الرّب يسوع المسيح: "فَمِنَ القَلْبِ تَنْبَعِثُ المقَاصِدُ السَّيِّئَة والقَتْلُ والزِّنى والفُحْشُ والسَّرِقَةُ وشَهادةُ الزُّورِ والشَّتائم". فهل نُدرك يا ترى قوّة هذا الجيش العدو الذي يحاربنا في أعماق قلبنا؟ هؤلاء هم فعلاً أعداؤنا.
أنتم موعوظون، أي أولئك الذين يسيرون نحو المعموديّة؛ أنتم تلاميذ العهد الجديد ومشاركون في أسرار الرّب يسوع المسيح، مسبقًا بالدعوة وقريبًا بالنعمة. لقد جُعِلَ لكم "قلبًا جديدًا وروحًا جديدًا" لفرحِ السماوات. فإن كان اهتداء خاطئٍ واحد قد أثار كلّ هذا الفرح بحسب الإنجيل، فكم بالأحرى خلاص الكثير من النفوس يمكن أن يحدث فرحًا لدى ساكني السموات؟