يوم يُراهن المواطن على مستقبل بلاده
لماذا يجب على كل مواطن المشاركة في الانتخابات الرئاسية؟.
سؤال تتجاوز إجابته أن المشاركة في الانتخابات واجب وطني على كل مصري ومصرية، إلى ما هو أكبر من ذلك، إدراك حجم المخاطر التي تهدد كيان الدولة المصرية في هذا التوقيت، والتأكيد على أن المشاركة هي رسالة قوية لكل من يتربص بهذه الدولة من الداخل والخارج، ويسعى إلى إشعال الفوضى والفتنة في وقت شديد الحساسية تمر به كافة دول المنطقة بلا استثناء، وتأثير ذلك في دعم الدولة خلال الفترة المقبلة.. كما أن المشاركة ضرورة، ليس فقط من أجل انتخاب الرئيس المقبل لمصر، ولكنها ضرورة من أجل استكمال التجربة الديمقراطية.. فنحن لا نريد العودة إلى الوراء، وانصراف المواطنين عن المشاركة يصب في مصلحة الراغبين في تعطيل مسيرة البلاد.. والحمد لله، فإن الأغلبية الكاسحة من المواطنين تدرك أبعاد تلك المخططات ومن يقف وراءها من أعداء الخارج والداخل، ولن تتخلى تلك الأغلبية عن دورها الوطني في مساندة مسار الإصلاح السياسي والاقتصادي، من خلال المشاركة بفاعلية في الانتخابات الرئاسية.. ولست في حاجة إلى التأكيد على أن المقاطعة السلبية سلوك مرفوض وبائس ويتعارض مع كل المبادئ الديمقراطية، ويأتي في إطار مصادرة حق الأغلبية في ممارسة حقها المشروع في المشاركة السياسية الفعالة في الانتخابات.. ناهيك عن أن المشاركة تزيد من الوعي والانتماء الوطني، وتنمي الشعور بالكرامة والقيمة، خلاف أنها حق كفله الدستور والقانون لكل مواطن، وعندما تكون المشاركة كبيرة فهى تنبه كلا من الحاكم والمحكوم إلى واجباته ومسئولياته.
ولكي أزيدك من الشعر بيتًا فإن المشاركة الانتخابية تعزز الوحدة الوطنية والتضامن والتكافل الاجتماعى، وتزيد من مستوى الوعي السياسي فى المجتمع، وتدفع الحاكم إلى الاستجابة لمطالب المواطنين، وتجعله دائمًا يدور فى فلك المواطن والوطن، لأنه أتى بإرادة الناخبين، وهذا سيكون له عظيم الأثر على الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، التى سيراعى الحاكم فيها مصلحة المواطن أولًا، ولأنه كلما تكون هناك زيادة فى المشاركة الانتخابية تؤدى- قطعًا- إلى مزيد من العدل الاقتصادي والاجتماعي فى المجتمع.. وكلما كانت المشاركة كبيرة، فإن صورة مصر ستكون مشرفة ومضيئة أمام العالم، وتعزز من احترامه لنا، وتغلق الطرق والأبواب أمام المتآمرين عن الصيد فى الماء العكر، بتشويه صورة الدولة أو منح الدول- من مدّعى الديمقراطية- ذريعة لمهاجمة مصر، واتهامها بعدم الديمقراطية وتوظيف هذا لخدمة مصالحهم وأجنداتهم الخبيثة والمغرضة.
وتُعد مشاركة جميع فئات المجتمع واجبًا وطنيًا واستحقاقًا دستوريًا أصيلًا بالدرجة الأولى، وتأكيدًا على الالتزام بالنهج الديمقراطي والحرص على إتاحة المجال للمشاركة الشعبية في صنع القرار.. وقد دعا الرئيس عبدالفتاح السيسي المصريين للمشاركة فى المشهد الديمقراطى، ليختاروا بضميرهم المتجرد من يصلح لتولي منصب الرئيس. وقال فى ختام اليوم الثالث والأخير لمؤتمر "حكاية وطن"، الذى انعقد فى العاصمة الإدارية، وقدم خلاله العديد من الوزراء كشف حساب لما حققته وزاراتهم فى الفترة من ٢٠١٤ وحتى الآن: "يشرفنى جدًا أن نسب المشاركة من كل المصريين اللى ليهم حق الانتخاب إنهم ينزلوا حتى لو لم يختارونى، الناس كلها تشجع بعضها وتنزل، واختاروا ما شئتم، اللى بيختار ربنا واللى بيؤمر بيه هيكون وأنا والله راضى". وهي الكلمة التي حازت تصفيقًا حارًا وطمأنت المواطنين على نزاهة الانتخابات، التي بدأت فعليًا في الداخل المصري.
المشاركة الانتخابية ضرورية حتى نشعر بأن هناك دولة حقيقية ديمقراطية جديدة، يراها العالم بشكل مختلف، وفيها أكبر نسبة مشاركة بين فئات المجتمع، وهذا ما دعا إليه الرئيس السيسي أيضًا: "أدعو المصريين دعوة صادقة أن يجعلوا من الانتخابات الرئاسية بداية حقيقية لحياة سياسية مفعمة بالحيوية، تشهد تعددية وتنوعًا واختلافًا دون تجاوز أو تجريح، وكمواطن مصرى- قبل أن أكون رئيسًا- كانت سعادتى بالغة بهذا التنوع فى المرشحين، الذين بادروا لتولى المسئولية، ولهم جميعًا منى كل التقدير والاحترام، فالاختلاف سُنة الله فى خلقه، وحقيقة لا يمكن إنكارها، والتنوع هو ثراء حقيقى يدلل على خصوبة أمتنا وقدرتها على البقاء".. فماذا ننتظر بعد ذلك؟.
مما لا شك فيه أن المشاركة في الانتخابات بصفة عامة، سواء كانت رئاسية أو نيابية أو محلية، تعتبر من أهم وأعظم الحقوق الدستورية للمواطن في دول العالم كافة، وليس في مصر فحسب، لما لها من تأثير في صنع حاضر ومستقبل البلاد، تحت قيادة قوية وحكيمة تقود البلاد إلى الاستقرار والتقدم والرخاء.. وأهمية المشاركة الانتخابية تكمن في شعور الناخب بمدى قيمة وتأثير صوته الانتخابي في العملية الانتخابية، وسط جو عام من الديمقراطية، والحرص على نجاح العملية الديمقراطية واحترام حق الأفراد في اختيار من يمثلهم، وليس مجرد الشعور بأن صوته الانتخابي مجرد تحصيل حاصل.. وكلما كان لصوت الناخب- في أى دولة- في العملية الانتخابية تأثير قوي، أكد هذا التأثير أن الصورة الديمقراطية سليمة وصحيحة لهذا البلد، وأنهم على الدرب السليم سائرون.
لقد باتت مصر على أعتاب مرحلة ديمقراطية جديدة، حيث تشهد الدولة، حاليًا، أهم استحقاق انتخابي، وهي الانتخابات الرئاسية، وتعد المشاركة في العملية الانتخابية، الطريق نحو التغيير والإصلاح وبناء مجتمع ديمقراطي تسوده الحريات والعدالة والمساواة، وتكمن أهميتها في أهمية شعور المواطن بمدى تأثير صوته الانتخابي في العملية الانتخابية، فهذا التأثير يؤكد أن المسيرة الديمقراطية تسير على نهج سليم.. هذه الانتخابات لا بد أن تشهد حالة زخم، لنؤكد للعالم أن مصر دولة تليق بها إجراء انتخابات في هذا التوقيت، وهناك رقابة على الانتخابات، ولجان مختصة برصد أي مخالفات يمكن أن تظهر على مستوى المحافظات، بالإضافة إلى العمل الخاص بقاعدة البيانات، ليكون من حق كل مواطن أن يكون له مكان للاقتراع.. هذا المواطن له دور كبير فى بناء مجتمع ديمقراطي تسوده العدالة والمساواة.
لكن الدولة المصرية قوية ولن تتأثر بقلة تروج شائعات حول دورها وقوتها بين الدول، وستكون الانتخابات الرئاسية أكبر رد وصفعة على وجه كل من يحاول التشكيك في قوة الدولة المصرية، وقد كان تصويت المصريين في الخارج في تلك الانتخابات، والتي شهدت إقبالا غير مسبوق، بمثابة ملحمة في حب الوطن، دعمت نظرة العالم إلينا بكل احترام وتقدير، وعلينا أن نكون على قدر الثقة، والمشاركة في انتخابات الداخل ستكون دليلا أقوى على المشككين في قوة مصر ودورها الريادي في المنطقة.
إن حدثًا بحجم الانتخابات الرئاسية تتابعه أغلب دول العالم، لذلك يجب ظهور المواطن المصري بمظهر إيجابي وواعٍ، لأنه ينعكس على قوة الدولة أمام العالم أجمع، وأنه يُثبِّت أركان الدولة ويعزز قوتها الخارجية في المحافل الدولية، ويدعمها داخليًا من الناحية الاقتصادية، إنها فرصة حقيقية للمواطن المصري لممارسة حقه الديمقراطي في الاختيار بين أي من المرشحين، تطبيقًا لقول الرئيس عبدالفتاح السيسي إن الشعب المصري حاكم ومحكوم في نفس الوقت، أي أنه هو من يختار مصيره بإرادته الحرة. وإذا كانت المشاركة في العملية الانتخابية تضع مصر ضمن صفوف الدول الكبرى، وأن نجاحها يزيد من هيبتها الخارجية ويعزز الوضع الداخلي للوطن، فلا أقل من مشاركة المواطنين في اللجان الانتخابية التي يشاهدها العالم أجمع، وتعطي انطباعًا في نفوس الأجانب عن الصورة الحضارية في مصر، وإظهار قوتها الداخلية، ومن ثم نجاحها الخارجي.. كذلك، فإن الدول العربية تنظر إلى مصر على أنها "رمانة الميزان"، وأن ظهورها بالشكل الديمقراطي يمنحها قوة، خصوصًا مع تغير الأوضاع الإقليمية عقب ثورة الثلاثين من يونيو، وأنها- أي الانتخابات- تكريس لصورة مصر الحضارية، وخروجها بشكل جيد ومشاركة فعالة يؤثر في المحيط الإفريقي، باعتبار مصر عاصمة إفريقيا ووجهتها وأكثر دولها قوة وتنظيمًا، كما تؤثر على مستوى المجتمع الدولي.. هل بقي بعد ذلك كلام؟.
حفظ الله مصر من كيد الكائدين.. آمين.