"ابن الملوك".. حكاية أول فيلم إنتاج مشترك بين مصر والمجر

"ابن الملوك"، عنوان أول فيلم مصري مجري مشترك، من إنتاج يحيي شاهين، وهو ما تحدث الأخير عن تفاصيله الكاملة لمجلة الكواكب الفينة في عددها الـ 436، والصادر بتاريخ  8 ديسمبر 1959. 

وزير خارجية المجر يكتب سيناريو فيلم “ابن الملوك”

يستهل يحيى شاهين حديثه للكواكب عن فيلم "ابن الملوك": بدأت الاستعدادات لإنتاج فيلم عربي مشترك مع المجر، حيث اتفقت مع "هونجارو فيلم" على إنتاج فيلم ضخم مشترك بيننا وبين المجر بالألوان الطبيعية والسينما سكوب، وتدور أحداثه بين البلدين، يكتب سيناريو الفيلم الآن الكاتب المجري "بولديجار"، الذي كان نائبا لوزير الخارجية وتفرغ للكتابة.

ويضيف يحيى شاهين في حديثه للكواكب عن فيلمه "ابن الملوك": أن الفكرة كانت تراودني منذ زمن، وأن سيف الدين شوكت المخرج اشترك معي في تنفيذها وأنه سافر في أغسطس 1958 إلى العاصمة المجرية بودابست ليتباحث مع المسئولين في السينما في المجر ووجد ترحيبا طيبا واستعدادا لتنفيذ هذا العمل الضخم.

ويوضح يحيى شاهين: وقعنا العقد الابتدائي، وطلبوا مني تجهيز القصة السينمائية التي تصلح للإنتاج. وعدت إلى القاهرة للبحث عن القصة، وتبنت مجلة "المصور" البحث عن القصة الصالحة، وأقمنا مسابقة تجمع لدينا بعدها 180 قصة، وكونا لجنة فنية لفحص ثلاث قصص أرسلتها إلى المجر لاختيار إحداها، واختيرت واحدة واستبعدت الاثنتين بسبب الظروف الدولية الحاضرة، وكانت صاحبة القصة الفائزة هي السيدة "ميريللا توفيق"، ورغم هذا قسمنا جائزة المسابقة علي أصحاب القصص الثلاث.

ويمضي يحيى شاهين في حديثه عن تفاصيل "ابن الملوك" الفيلم المصري المجري المشترك، لافتا إلى: وفي سبتمبر الماضي سافرت مرة ثانية ومعي محمد علي ناصف مندوبا عن مؤسسة دعم السينما التي ستساهم في الإنتاج، ووقعنا العقد الابتدائي، وفي أول مارس ستصل بعثة سينمائية من المجر لكتابة العقد النهائي، وسيبدأ التصوير في القاهرة في أواخر مارس، وفي المجر في أول مايو.

وعن أبطال فيلم "ابن الملوك" تابع “شاهين”: وأبطال الفيلم من الجانب العربي: أنا وإيمان وحسين رياض، ومن الجانب المجري، الممثلة الأولى هناك يارا مرجريت مع إيفاروت كاي، ويشترك في التمثيل الباليه المجري للانزلاق على الجليد والباليه المجري المائي، وفرقة الفنون الشعبية المجرية. وسيقوم بإخراج الفيلم المخرج المجري الدكتور رانودي لاساو بالاشتراك مع سيف الدين شوكت، وقد اخترنا للفيلم اسما مؤقتا وهو "ابن الملوك".

واختتم “شاهين” حديثه برأيه عن السينما في المجر لافتا إلى أن: السينما المجرية متقدمة جدا، وصناعتهم السينمائية تفوق صناعتنا من الناحية الفنية خاصة من ناحية الاستعداد في الاستديوهات ومعامل الألوان، ومستوى الممثلين والممثلات هناك مرتفع جدا، والظاهرة الغريبة أنهم جميعا من حملة المؤهلات الفنية العالية، وأكثرهم تخرج في معاهد السينما ومنهم من درس في أمريكا وإيطاليا وفرنسا، ولفت نظري هناك أن المسرح مقدس، فإذا أردت مشاهدة إحدى المسرحيات وجب عليك أن تحجز مكانك قبلها بشهر كامل، والمسرحية تظل تمثل علي المسرح هناك سنة على الأقل.