أكذوبة المناطق الآمنة.. شهود عيان يروون لـ"الدستور" معاناة الأهالى جنوب القطاع (صور)
"للمرة الثانية، نزحت مرة أخرى من خان يونس باتجاه رفح أقصى جنوب غزة".. بتلك الكلمات كشف زكريا بكر مواطن فلسطيني من قطاع غزة ورئيس اتحاد لجان الصيادين بالقطاع ومسئول وحدة رصد وتوثيق جرائم الاحتلال بحق الصيادين، عن تفاصيل الأوضاع المأساوية الحالية في جنوب القطاع رغم مزاعم الاحتلال بأنها مناطق آمنة.
وأضاف "بكر"، في تصريحات خاصة لـ"الدستور": تركنا مدينة حمد في خان يونس برحلة موت ثانية، لجأت أنا وبعض أفراد أسرته إلى منزل قديم ملك أحد أصدقائه في مدينة رفح بحي النصر، مُشيرًا إلى أن باقي أفراد أسرته وأشقائه ذهبوا إلي حي السلطان ينامون بالخيام دون توفر أي شيء من مقومات الحياة الأساسية وأبسط الحقوق الآدمية لا يوجد دورات مياه.
وتابع "بكر": "هناك مشهد يدمي القلب.. عشرات الآلاف من البشر إما تحت الخيام أو في العراء دون مياه أو أكل أو حتى دورات مياه.. الوضع صعب ومأساوي جدًا، خاصة مع الانخفاض الكبير في درجات الحرارة، إذ يسعى الأهالي لاستغلال كل الأدوات المتاحة وبناء الخيام للوقاية من البرد".
تجار الدم يرفعون أسعار السلع لأضعاف
وأشار "بكر" إلى أن الأمر لا يتوقف عند ذلك، بل إن تُجار الدم استغلوا الحرب ورفعوا أسعار السلع لمضاعفات ثمنها، حيث يوفرون السلع الغذائية بعشرات أضعافها للنازحين والأهالي الموجودين بالخيام وغالبية الأهالي بدون عمل أو عائد وكل يعمل اليوم بيومه جراء حرب الإبادة الحالية.
وأضاف: "تجار الدم يستغلون كل شيء.. حتى ملابس الأطفال التي تحميهم من البرد يتاجرون بها، ولبن الأطفال الرضع لم يعد موجودًا وإن وجد يكون بأضعاف أضعاف سعره".
وتابع: "الكل متآمر علينا، في الداخل والخارج، بدنا نموت جوعًا، أو عطشًا، أو من شدة البرد، الاحتلال يرتكب ضدنا كل أشكال حرب وأساليب القتل الجماعي، قالوا الفخاري منطقة آمنة بعد ساعة حرقوها بالقصف، نحن لا نعرف مصيرنا ولا نهايتنا، الاحتلال قبل ساعات هدم الجامع العمري الكبير الأثري، يعملون على محو ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا".
الدبابات تحاصر مركزًا للإيواء
من جانبها، قالت راوية حلس أحد المسئولين عن مركز كلية تدريب للنازحين في خان يونس، نحن فى كرب لا يوصف، نحن نموت كل لحظة.
وأضافت "حلس" في تصريحاتها لـ"الدستور"، أن الدبابات حول المكان ويوجد 37 ألف شخص، ولا يوجد طعام، الناس تموت جوعًا.