سمية عبد المنعم: متى يفيق المجتمع الدولي لكبح جماح الاحتلال؟
ما حدث من الكيان الصهيوني تجاوز فكرة ردة فعل تجاه عملية طوفان الأقصى، ووصل لما نشهده الآن، من حرب شاملة ووصل الأمر بالكيان الصهيوني إلى المطالبة العلنية بـ تهجير الفلسطينيين للمناطق الحدودية المصرية والذي قوبل بالرفض القاطع من قبل السلطات المصرية ومن قبل المصريين ومثقفيها، وهو ما تسرده القاصة سمية عبد المنعم في أسباب رفضها لفكرة تهجير الفلسطينيين.
تقول سمية إنه بات واضحًا للعالم الهدف الأول والرئيس مما حدث بقطاع غزة منذ بدء الإبادة الجماعية في أكتوبر الماضي، أبدا لم تكن حماس هي الهدف، بل توطين الفلسطينيين في سيناء وإفراغ القطاع من سكانه الأصليين هو الهدف الحقيقي، وهو ما ظهر جليا بعد إجبار جيش الاحتلال مؤخرًا الآلاف من سكان غزة على النزوح نحو رفح بالقرب من الحدود المصرية، ليصير الوضع الآن اكثر خطورة وحساسية، فماذا تبقى للأخوة الفلسطينيين بعد ذلك سوى الدخول إلى سيناء هربا من الضغط العسكري الصهيوني؟
أضافت عبدالمنعم أن إسرائيل أدركت أن المدة الزمنية التي تتمتع بها في حربها آخذة في النفاد؛ لذا فهي تكثف اعتداءاتها لتدمير كل ما تبقى من شمال القطاع واستكمال تدمير جنوبه، وتحويل القطاع إلى ركام غير صالح للحياة، لتجبر مواطنيه بكل الوسائل على تركه، والنزوح الإجباري منه، وهو ما بدأت إرهاصاته بالفعل.
وأكدت أن ادعاءات إسرائيل بأن دعوات النزوح تهدف لتأمين الفلسطينين، إنما هي لتبييض وجهها القبيح إعلاميًا، فإن النازحين يتعرضون للقصف أثناء نزوحهم، وبمجرد مغادرتهم لمنازلهم يتم تدميرها تماما، ناهيك عن تعرضهم لنقص الغذاء والماء والدواء، بل والموت بردا في العراء، ولو أن في الأمر محاولة لتأمينهم، فلماذا رفح بالذات؟ لماذا لا يتم إجلاؤهم نحو صحراء النقب مثلا؟ وليس دفعهم دفعا نحو مصر.
وشددت سمية على أن الموقف المصري حكومة وشعبا واضح وتم إعلانه منذ بدء الأزمة، فمصر لن تكون عاملا مساعدا بأي حال في تفريغ قطاع غزة من سكانه وتسليمه على طبق من فضة للمحتل، فقد أكد الرئيس السيسي مرارًا أن حدود مصر خط أحمر، وحذار من غضبة جيش مصر وشعبها وقيادتها، مؤكدا في الوقت ذاته أن مصر لم ولن تغلق أبدًا معبر رفح الحدودي أمام المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.
واختتمت الكاتبة الصحفية حديثها بأنها تثق في حُسن تصرف القيادة السياسية المصرية، وأن لديها من الحلول ما يمنع النزوح نحو مصر وفي الوقت ذاته حماية الفلسطينيين واستمرار إمدادهم بالمساعدات، متسائلة باستنكار: "ألم يئن الأوان لأن يفيق المجتمع الدولي وينتفض لكبح هذا الغول الصهيوني الذي لم يبق على أخضر أو يابس؟