"كارنيجي": مصر تستطيع قيادة مبادرة سلام عربية جديدة لحل القضية الفلسطينية
قال عمرو حمزاوي، مدير برنامج الشرق الأوسط في كارنيجي، في مقال له عبر مركز كارنيجي، إن مصر لاعبا مهما في القضية الفلسطينية وأن تعاونها مع قطر لإحلال الهدنة في غزة يعد إنجازا دبلوماسيا كبيرا، مشيرا إلى أن مصر تستطيع قيادة مبادرة سلام عربية جديدة لحل القضية الفلسطينية.
الدور المصري في القضية الفلسطينية
وقال مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز كارنيجي، لقد كانت مصر دائمًا لاعبًا رئيسيًا في تشكيل الحقائق على الأرض في القطاع، وجهود الوساطة بين إسرائيل وحماس ليست استثناءً، ووفي المواجهات السابقة في غزة، كانت مصر هي الوسيط الرئيسي وقادت دائمًا مفاوضات ناجحة لاستعادة الهدوء.
وتابع، مصلحة مصر الوطنية تتلخص دائمًا في تجنب عدم الاستقرار في غزة وأي تهجير قسري للفلسطينيين من غزة إلى مصر، ومنذ أن فرضت إسرائيل حصارا على غزة في عام 2007، أصبح معبر رفح الحدودي بين مصر وغزة فعالا في تأمين المرور الآمن للسلع الأساسية لأكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في ظل ظروف قاسية.
كما استضافت مصر أيضًا عدة جولات من محادثات المصالحة الفلسطينية، والمصممة لإنهاء الصراع بين السلطة الفلسطينية في رام الله وحماس وحلفائها في غزة.
التعاون المصري القطري
وقال "حمزاوي"، إن حقيقة تعاون مصر وقطر للتوسط في الهدنة التي استمرت لعدة أيام تعد أيضًا إنجازًا رائعًا، وتشهد جهودهما المشتركة على التحسن الكبير في العلاقات الثنائية، فضلا عن التقارب الدبلوماسي والاقتصادي والسياسي بين البلدين.
الجهود الدبلوماسية واتفاق الهدنة
وقال حمزاوي: على المدى القصير، تصدرت جهود الدبلوماسية والوساطة عناوين الأخبار للمرة الأولى منذ 7 أكتوبر، بعد خمسين يومًا من الحرب و صور الرهائن الإسرائيليين والسجناء الفلسطينيين المفرج عنهم، وزيادة المساعدات الإنسانية الموجهة إلى غزة، بما في ذلك الوقود الذي تشتد الحاجة إليه؛ وحقيقة عودة عدد قليل من المستشفيات إلى العمل مرة أخرى، خلقت الآمال بإنهاء الحرب.
ولكن خلال الأيام القليلة الماضية، استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية، وتجاوز عدد القتلى الفلسطينيين 15 ألف شخص، وواصلت مصر الضغط من أجل العودة إلى الهدنة في غزة، في حين استأنف المفاوضون القطريون المحادثات في إسرائيل، وفقا لتقارير إعلامية.
وعلى المدى الطويل، سوف تخلق المفاوضات زخمًا للنظر في سبل ربط مستقبل غزة بمستقبل الأراضي المحتلة في الضفة الغربية والقدس الشرقية، سواء في المرحلة الانتقالية بعد الحرب أو في جهود حل الصراع على المدى الطويل.
ومن الممكن أن تولد مثل هذه الآمال تدريجيًا مبادرة سلام عربية جديدة، ومثل هذه المبادرة سوف تقوم على حل الدولتين، ومبدأ الأرض مقابل السلام، ويمكن لكل من مصر وقطر أن تقود هذه الجهود.
ولكن لكي تظهر مثل هذه المبادرة، يحتاج القادة الإسرائيليون والفلسطينيون إلى الالتزام من جديد بالتسوية السلمية للصراع والابتعاد عن الأحزاب والحركات المتطرفة - من خلال الانتخابات في إسرائيل ومن خلال الرفض الشعبي لاستخدام العنف ضد المدنيين والسكان.