مريم هرموش لـ"الدستور": رغم اختلاف ماهية اللغة "خلف الحجب" تجمع السرد بالتشكيل
كشفت الكاتبة الروائية مريم هرموش عن ملامح عملها السردي الأحدث رواية “خلف الحجب”، والصادرة حديثا عن دار بدائل للنشر والتوزيع.
وقالت هرموش لـ"الدستور" إن “خلف الحجب” تمثل نمطا إبداعيا جديدا، أقرب إلى فعل المثاقفة الإبداعية، حيث تفتح الرواية بأحداثها نوافذ سريالية لعالم ميتافيزيقي مهد للفنان التشكيلي الكبير أحمد الجنايني سبل الاشتباك معه تشكيليا في عمل إبداعي يشكل حالة تمنح السرد والتشكيل مساحة واحدة رغم اختلاف ماهية اللغة.
وأضافت: “(لا ندرك أننا نحلم إلا حين نستيقظ من النوم) عبر تلك الكلمات تفتح رواية خلف الحجب أبوابها لتطل على قارئها من قرية لا تنام، بيوتها تخاصم الليل وتحتضن الشمس التي لا تغيب عنها؛ قرية اتسعت شوارعها لأناس تتناقص أعمارهم جيلًا بعد جيل، أناس لا يعرفون الحلم، ولم يدركوا معنى النوم ولا كنه السبات، فشمسها التي لا تغيب تحجب الظلام عن القرية وتدفع بسكانها جميعهم في قطار يمضي بهم للفناء حيث تتناقص الأعمار في رحلة الحياة”.
وأضافت مريم هرموش: وحده "يونس" ـ المحتجب، يدفع بعقارب أزمنته في اتجاه مغاير، ويمتطي سحابًا يمطره زمنًا يمتد بامتداد عمر لا ندركه. يونس ذلك " المعمر" الذي هو أقرب إلى أسطورة تخرج من رحم أسطورة، ذلك المحتجب عن عيون القرية رجالها، شبابها، نسائها بكل ما يحملونه من خيالات الرؤى، فهو الأسطورة التي لا يُعرف من خيوط حقيقتها سوى ما تناقله الرواة عن الرواة عبر التاريخ، كأنهم قد استمسكوا بخيط السرد الذي لا يدركونه. وأنّى لهم أن يدركوا نهرًا عظيمًا يحول نساء قريتهم إلى حوريات جميلات يسكّن في قصور من المرجان بأمر الملك الذي لا يرد له أمر أو خيال. إنها الأسطورة وفانتازيا السرد المشبع بأبخرة السورياليين.
وشددت مريم هرموش علي: فوحده بطل الرواية الذي لا يحمل اسمًا طوال فصول الرواية، من استطاع الولوج إلى ذلك العالم الذي يسمى بعالم الأحلام مدفوعًا بغيبيات لا يدركها وليس لديه ما يتكئ عليه سوى ما تدفع به الأقدار نحوه، ليبدأ بذلك رحلة البحث عن حبيبته شمس التي اختفت يوم زفافهم من القرية وتركت في قلبه حزنًا عميقًا، ليجد نفسه داخل عوالم غريبة حيث اللامكان واللازمان، مطالبًا بالبحث عن الحقيقة دون ان يملك بيده سوى ذلك المفتاح الذي أعطاه له "المعمر" ذلك المفتاح الذي سيذيب تلال السحب ويشق بنورانيته الحجب.
ومما جاء في رواية "خلف الحجب"، للكاتبة مريم هرموش، نقرأ: "كانت تخيفني غرابتها في بعض الأحيان، وكنت أشعر أنها تبصر بعيون تختلف عن عيوننا، وتنفذ إلى ما لا يستطيع أن يراه بشر عادي. أحيانا حين تحدثني عن عوالم أخرى تحيط بنا، كنت أبتسم لسعة خيالها، وثراء فكرها بالرغم من يقيني أنها تصف شيئا تراه رؤية العين أمامها، ولا تستحضره من محض خياله، وما إن تلمح الدهشة في عيني حتى تبتسم ابتسامتها العذبة المطمئنة وتقول لي: لم يحن الأوان بعد لتطلع على ما خلف الحجب...!"
مريم هرموش، روائية لبنانية تقيم في مصر، عضو اتحاد كتاب مصر، صدر لها العديد من المؤلفات، من بينها كتاب “هرتلات نسائية”، بالإضافة إلى روايات: “شىء مني، أكبر من عشق، وذلك الغريب”.