شارك في الانتخابات.. احمِ حقك|قصص حقيقية تحث على المشاركة الفعالة في استحقاق 2024
في الأيام القليلة الماضية، شهدنا انتخابات المصريين في الخارج للتصويت على رئيس مصر القادم، حيث تم عقدها في أيام 1و2و3 ديسمبر الجاري، على أن يتم إجرائها في الداخل في أيام 10و11 و12 ديسمبر الجاري، حيث يتم تقديم كل وسائل التسهيل على المواطنين للوصول إلى لجانهم الانتخابية، أيضًا امتداد وقت التصويت من التاسعة صباحًا وحتى التاسعة مساء، لإتاحة الوقت الكافي للجميع للذهاب إلى لجنته الانتخابية والإدلاء بصوته.
وكان مجلس إدارة الهيئة الوطنية للانتخابات، قد أعلن عن قبول طلبات الترشح في الانتخابات الرئاسية المقدمة من 4 مرشحين، وهم: "عبد الفتاح سعيد حسين خليل السيسي، ومحمد فريد سعد زهران، وعبد السند حسن محمد يمامة، وحازم محمد سليمان محمد عمر".
لم تكتفِ الهيئة العليا للانتخابات بهذه التسهيلات، إنما عرضت عدد من الإعلانات التلفزيونية للحث على الحفاظ على الحق الانتخابي والتصويت لصالح المرشح الذي تراه مناسبًا لهذا المنصب، وذلك تحت عنوان "شارك في الانتخابات.. احمي حقك" والتي اعتمدت على حكايات واقعية من كل الفئات، فوجدنا قصة "مي" التي تعيش خارج مصر، وأرادت العزوف عن المشاركة، لكن نصحها مديرها بالمشاركة من خلال الذهاب إلى السفارة المصرية وإبراز جواز السفر للتأكد من بياناتها ثم تذهب للمكان المخصص لوضع علامة أمام اسم المرشح الذي تريده.
ورأينا قصة الشاب الكفيف الذي قرر عدم المشاركة لأن "الانتخابات دي مش معمولة للي زينا"، ليرد صاحبه الذي رافقه أن هذا الأمر لم يعد موجودًا، فيمكنه الاتصال برقم 140 وإخبارهم بالرقم القومي أو الدخول إلى الموقع الرسمي للانتخابات وكتابة الرقم القومي، ما يمكنه من معرفة لجنته الانتخابية التي ستكون في أقرب مكان له وفي الطابق الأرضي تسهيلًا لهم، وله أن يستعين بأحد أفراد اللجنة لمساعدته على الاختيار ووضع العلامة بدلًا منه.
أيضًا قصة الشاب متدرب كرة القدم الذي اعتقد أنه ليس لديه صوت انتخابي لأنه في الثامنة عشر من عمره، إلا أن مدربه أخبره بأن بداية سريان الحق الانتخابي من 18 عامًا، وأنه الآن مؤهل للتصويت على المرشح المناسب له ولأفكاره، وأن لديه أكثر من طريقة لمعرفة لجنته الانتخابية.
ولم تغفل تلك الإعلانات أهلنا من الفلاحين، فظهر 3 أصدقاء يشربون الشاي وقت العصاري، يتحدثون عن الانتخابات وأنه يجب عليهم المشاركة، فيقول واحد منهم أنه لا فرق فقد أبدى رأيه وصوته وسط أهله والجميع يعرف رأيه، ليرد عليه صديقه أن تلك الآراء دون تكليلها بالتصويت ليست لها أهمية لأنه بذلك يضيع حقه في التصويت، وقد يصل مرشحه لمنصب رئيس الجمهورية إذا لم يتكاسل الناس بحجة "النتيجة معروفة".
وتشابه هذا الإعلان مع آخر يظهر فيه تجمع عائلي، فيرى أحدهم أن رأيه قد أفصح عنه من خلال منشورات "فيسبوك"، وأن تصويته لن يغير نتيجة الانتخابات، ليرد عليه أحدهم أن تلك المنشورات التي يحصل من خلالها على تفاعل كبير من أصدقائه لن تغير النتيجة إنما مشاركته وتصويته في الصندوق الانتخابي هو ما سيحدث فرقًا في النتيجة.
وبعدما رأينا تلك الحملة الإعلانية التي شملت كل فئات الشعب المصري تقريبًا، تواصلنا مع خبراء في مجال الإعلام، الذين تحدثوا عن مدى تأثير تلك الإعلانات على المصريين، وما إذا كانت ستساعدهم بالفعل في المشاركة أم أنها لن تكون مجدية وسنجد أعداد المشاركين ليست كبيرة.
أستاذ بـ"الإعلام": الحملات الإعلانية مأخوذة من أرض الواقع
بداية كان حديثنا مع الدكتورة سارة فوزي، مدرس الإذاعة والتلفزيون بكلية الإعلام جامعة القاهرة، قالت: الإعلانات التي تم عرضها في الأيام الماضية مأخوذة من قصص من أرض الواقع، أيضًا الحوار الذي يخرج من مؤدي الإعلان يدور في كثير من أذهان المواطنيين بكل فئاتها، لكن كنت أتمنى أن تستخدم عنصر المؤثرين بشكل أكبر، فالحملة حتى الوقت الحالي تقتصر فقط على فيديوهات لكن كنت أتمنى أن تمتد لموشن جراف وانفوجراف، لتكون حملة متكاملة، وتستخدم المؤثرين على الانستجرام والتيك توك لإكمال تلك الحملة في خطوات تالية، وأعتقد أن تأثيرها سيكون على الفئة التي تتخطى الثلاثين عامًا لأنها تعبر عنهم بشكل كبير وعما يدور في الشارع المصري.
أوضحت "فوزي"، لـ"الدستور": الشباب الأصغر من 25 عامًا يُفضل المؤثرين وحملات من نوع مختلف، وأن تكون حملات شعبية تساعده على تقليل عزوفه السياسي، لكن أتوقع أن تكون مشاركة الشباب هذه الدورة أعلى من ذي قبل، لأنهم أصبح لديهم نوع من الثقة السياسية في الرئيس، ترجع إلى استراتيجية تمكين الشباب، حيث طرح البرنامج الرئاسي للتأهيل والقيادة، أيضًا رفع تمثيل الشباب النيابي في مجلس النواب، وكذلك عمل مؤتمرات الشباب وسماع الشباب وتحويل مقترحاتهم إلى مشروعات تدخل حيز التنفيذ ويكون المسئول عنها شباب أيضًا، كما شاهدنا شباب في مناصب معاونيين محافظين ووزراء، وهي تعتبر نقاط قوة كبيرة تجعل الشباب يقبلون على المشاركة.
خبير إعلامي: الإعلانات استخدمت أسلوبًا مبتكرًا وجذابًا
واستكملنا حديثنا مع د.علي الكاشف، خبير إعلامي، قال إن الهيئة الوطنية للانتخابات بدأت حملة إعلانية واسعة عبر وسائل الإعلام المختلفة، وخاصة التلفزيون، لتشجيع المواطنين على المشاركة في الانتخابات الرئاسية القادمة، وتركز هذه الإعلانات بشكل خاص على تشجيع الشباب من عمر 18 عامًا للمشاركة في التصويت لأول مرة، حيث تعتبر هذه الفئة العمود الفقري لصناعة التغيير في أي مجتمع.
أوضح "الكاشف" لـ"الدستور"، أن الإعلانات استخدمت أسلوبًا مبتكرًا وجذابًا، من خلال الاستعانة بأشخاص حقيقيين يحاولون التكاسل عن أداء حقهم الانتخابي، فيظهر الصوت الذي يدلهم على سهولة الأمر باتباع عدد من الخطوات لمعرفة مكان اللجنة الانتخابية، وأن ذلك حق يكفله الدستور لكل مواطن.
ويرى أن هذه الإعلانات تؤكد على أهمية ممارسة المواطنين لحقهم الدستوري في اختيار ممثليهم والمشاركة في صنع القرار السياسي في بلادهم، كما تسلط الضوء على الدور الحيوي الذي يمكن أن يلعبه صوت الشاب في تغيير مستقبل بلده عبر صندوق الانتخاب.