رحلة نادرة وأجندة حافلة.. سر زيارة بوتين إلى السعودية والإمارات
أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيزور المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة غدًا الأربعاء، في الوقت الذي تتودد فيه موسكو إلى حلفائها في الخارج على الرغم من عزلتها من قبل الغرب بسبب الصراع الأوكراني، وتأتي الزيارة في ظل الصدمة التي سببها القرار الروسي السعودي لأسواق النفط الدولية.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين، الثلاثاء، إن "الرئيس بوتين سيبدأ زيارة عمل إلى الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية غدا".
وتابع أن الزعيم الروسي سيناقش العلاقات الثنائية، والصراع بين إسرائيل وحماس، والسياسة الدولية، مضيفًا أن بوتين سيناقش أيضًا الوضع في أسواق النفط خلال الزيارة، بعد أن قالت روسيا، إحدى شركاء أوبك العشرة، إنها ستعمق تخفيضات الإمدادات الطوعية.
لماذا السعودية والإمارات فقط؟
وبحسب موقع "المونيتور" الأمريكي، فقد غاب بوتين عن العديد من التجمعات رفيعة المستوى في الخارج منذ أن شنت موسكو أعمالًا عدائية واسعة النطاق في أوكرانيا في فبراير 2022، وتغيب بوتين عن قمة البريكس في جنوب أفريقيا في أغسطس لتجنب التسبب في أزمة سياسية، كما غاب أيضًا عن قمة مجموعة العشرين الرئيسية في سبتمبر رغم أنه حضر اجتماعًا افتراضيًا لمجموعة العشرين في نوفمبر.
وتابع أنه منذ مارس، أصبح بوتين مطلوبًا من قبل المحكمة الجنائية الدولية، ومن المتوقع أن تفي الدول الأعضاء بمذكرة الاعتقال إذا دخل الزعيم الروسي بلادها، ولم توقع الإمارات ولا المملكة العربية السعودية على المعاهدة التأسيسية للمحكمة الجنائية الدولية، ما يعني أنهما لن يضطرا إلى اعتقاله.
بينما أكدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن زيارة بوتين النادرة إلى الخليج تأتي في أعقاب زيارته الأخيرة إلى الصين والتي كانت في شهر أكتوبر الماضي، كما قام مؤخرا بعدة رحلات إلى دول سوفيتية سابقة.
بينما أكدت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج بوست" الصينية، أن الزيارة تأتي بعد أن وافقت مجموعة أوبك + لمنتجي النفط، والتي تضم الدول الثلاث، يوم الخميس الماضي على تخفيضات طوعية في الإنتاج يبلغ إجماليها حوالي 2.2 مليون برميل يوميًا.
وتابعت أن رد فعل الأسواق كان متشككًا تجاه الصفقة بسبب الشكوك حول ما إذا كان سيتم تنفيذ التخفيضات الطوعية بالكامل، وانخفضت أسعار النفط بنسبة 2 في المائة الأسبوع الماضي بعد الإعلان، وتراجعت أكثر يوم الاثنين، وانخفض خام برنت نحو 0.6 بالمئة إلى 78.45 دولارا.