الانتخابات الرئاسية.. تفاصيل أول سباق انتخابى بعد عملية الإصلاح السياسى
تنطلق عملية تصويت المصريين داخل مصر في الانتخابات الرئاسية، أيام الأحد والإثنين والثلاثاء المقبلة أيام 10 و11 و12 ديسمبر الجاري، حيث تعقد الانتخابات من الساعة 9 صباحا وحتى الساعة 9 مساء على مدار الثلاثة أيام.
وتنتهى عملية الفرز وتسليم المحاضر للجان العامة وقرارات اللجان العامة بشأن الاعتراضات وجميع المسائل المتعلقة بعملية الاقتراع وإعلان الحصر العددى للأصوات الأربعاء 13 ديسمبر 2023، ويتم تلقى الهيئة الطعون فى قرارات اللجان العامة الخميس 14 ديسمبر 2023، والبت فى الطعون المقدمة فى قرارات اللجان العام يومى الجمعة والسبت 15 و16 ديسمبر 2023.
وتعلن نتيجة انتخابات الرئاسة المصرية القادمة وتنشر فى الجريدة الرسمية 18 ديسمبر 2023، وحددت الهيئة يومى 19 و20 ديسمبر لتقديم الطعون وقيدها بجدول المحكمة الإدارية العليا، ومدة الفصل فى الطعون أمام المحكمة الإدارية العليا لمدة 10 أيام تبدأ من يوم 21 ديسمبر وحتى يوم 30 ديسمبر.
أول انتخابات رئاسية بعد عملية الإصلاح السياسى
وتأتي الانتخابات الرئاسية هذه المرة في توقيت هام، خاصة بعد أن بدأت الدولة المصرية عملية الإصلاح السياسي، والتي صاحبتها إجراءات هامة منها الدعوة للحوار الوطني وإعادة تفعيل لجنة العفو الرئاسي والإفراج عن عدد كبير من المحبوسين احتياطيًا الذين لم تتلوث أياديهم بالدماء ولم يشاركوا في أعمال عنف وإرهاب.
وشهدت الفترة الماضية، خطوات هامة اتبعتها الدولة المصرية في عملية الإصلاح السياسي، من خلال دعوة كافة الأحزاب والقوى السياسية والشبابية والمجتمعية للمشاركة في الحوار الوطني لتحديد أولويات العمل الوطني، وهو ما صاحبته عقد الجلسات المختلفة لمناقشة 3 محاور رئيسية وهى المحور السياسي والاقتصادي والمجتمعي والذين ضموا العديد من مختلف القضايا الفرعية المندرجة تحت كل محور.
حيث شاهدنا صدور مجموعة من التوصيات المهمة في نهاية المرحلة الأولى للحوار الوطني، وهو ما تبعها استجابة رئاسية لكافة التوصيات التي صدرت من جانب الحوار الوطني، وهو ما سيساهم بكل تأكيد في تحقيق واقعًا اجتماعيًا وسياسيًا يضخ الحيوية في المجال العام ويضمن مشاركة الجميع.
ونجحت الدولة المصرية على مدار السنوات الماضية في تحقيق عملية إصلاح شاملة في مختلف المجالات، حيث رصد تقرير «الرؤية والإنجاز.. حكاية وطن» عملية الإصلاح السياسي في الدولة المصرية على مدار الفترة الماضية.
وأشار التقرير إلى أن الدولــة أدركت ضــرورة تحقيــق إصــلاح سياســي يضمــن انفتاحًا سياســيًا وحريــة فــي ممارســة العمــل السياســي علــى النحــو الــذي ينظمــه الدســتور والقانــون، بعـد أن نجحـت الجهـود فـي تثبيـت ركائـز الدولـة، والتغلـب علـى التحديـات الأمنيـة.
وحرصــت الدولــة علــى أن تكــون المجالــس النيابيــة ممثلــة لكل الفئــات الاجتماعيــة، فنــص قانــون 140 لســنة 2020 علــى أن يخصــص للمــرأة مــا لا يقــل عــن 25 % مــن مقاعــد مجلــس النــواب، التزامـًـا بالمـادة 10 مـن الدسـتور.
وحـدد القانـون أن تتضمـن كل قائمـة انتخابيـة عـددًا مـن الصفـات يجـب أن تتوافـر بمرشـحي القوائـم، وذلـك التزامـًا بالمادتيـن 243 و244 مـن الدسـتور، واللتيـن أكدتـا علـى أن الدولـة يجـب أن تعمـل علـى تمثيـل الشــباب والمسيحيين والأشــخاص ذوي الإعاقــة والمصرييــن المقيميــن فــي الخــارج تمثيـلًا ملائمـًـا فــي مجلــس النــواب.
وأكـدت التجـارب الســابقة أهميــة وجــود غرفــة ثانيــة للســلطة التشــريعية تعــاون مجلــس النـواب لإنجـاز العمليـة التشـريعية وسـن القوانيـن بطريقـة تضمـن الشـفافية والاسـتفادة مـن الخبـرات الوطنيـة؛ ولتحقيـق هـذا الغـرض، أصـدر الرئيـس عبـدالفتــاح السيســي فــي يوليــو 2020 قانــون تنظيــم مجلــس الشــيوخ رقــم 141 لسنة 2020، والذى جاء إعمالًا للتعديــلات الدســتورية التــي وافــق عليهــا الشــعب فــي 2019.
وضمــن مجلــس الشــيوخ زيــادة التمثيــل المجتمعــي وتوســيع المشــاركة وســماع أكبــر قــدر مــن الأصــوات والآراء، ويســهم فــي تطويــر السياســات العامــة للدولــة وبرامجهــا الاقتصاديــة والاجتماعيــة، مــن خـلال المسـاعدة فـي إنجـاز التشـريعات وسـن القوانيـن بطريقـة أفضـل تضمن حســن الدراســة والمناقشــة، والاســتفادة القصــوى مــن الخبــرات المختلفــة.
3 رؤساء أحزاب ينافسون مرشح مستقل
وتشهد الانتخابات الرئاسية تطورًا مهمًا هذه المرة، يتمثل فى وجود ٣ مرشحين حزبيين، هم رؤساء أحزاب يمثلون مختلف التوجهات السياسية والفكرية، مثل الليبرالية كـ«الوفد» و«المصرى الديمقراطى الاجتماعى»، ويسار الوسط ممثلًا فى «الشعب الجمهورى»، إلى جانب المرشح المستقل عبدالفتاح السيسى.
وشهدت الفترة الماضية تحركات مكثفة من جانب المرشحين الأربعة، وعقد العديد من المؤتمرات الانتخابية الجماهيرية مع المواطنين فى مختلف محافظات الجمهورية، إلى جانب لقاءات مع أحزاب وقوى سياسية متنوعة.
وأشاد ممثلو أحزاب سياسية مختلفة بالمشهد الانتخابى، مؤكدين أن المشهد العام للانتخابات الرئاسية مختلف تمامًا عن أى انتخابات سابقة، فهى قائمة على التعددية الحزبية، من خلال ترشح ٣ رؤساء أحزاب يمثلون مختلف الأيديولوجيات، وكذلك فإنها تمثل رسالة للعالم أجمع بأنها ستكون نزيهة وشريفة يحكمها القانون والدستور، فى ظل هذه التعددية.
الانتخابات الرئاسية.. فرصة ذهبية للأحزاب السياسية
كما تمثل تلك الانتخابات فرصة هامة لكافة المرشحين من رؤساء الأحزاب السياسية، حيث عملوا خلال الفترة الماضية على نشر برامجهم الانتخابية ورؤى أحزابهم، وهو ما يجب البناء عليه خلال الفترة المقبلة، حتى إن لم يحالفهم الحظ في السباق الانتخابي.
كما تمثل الانتخابات الرئاسية المقبلة، فرصة كذلك لمرشحي الأحزاب السياسية لقياس مدى الانتشار الخاص بأحزابهم السياسية في الشارع وعلى مستوى الجمهورية، والعمل على اكتساب عضويات جديدة داخل أحزابهم وممارسة دور بشكل أكثر فعالية في المجتمع خلال الفترة المقبلة.