نحن ومواقع التواصل الاجتماعى.. مَن يدفع لمن؟!
قالت إحصائية حديثة لسوق المنتجات الرقمية «الديجيتال» حول العالم، إن عدد مستخدمى الهواتف الذكية خلال عام ٢٠٢٣ بلغ نحو ٥.٤٤ مليار شخص من أصل ٨ مليارات هم إجمالى سكان الكرة الأرضية، بنسبة ٦٥٪ من عدد السكان، فيما بلغ عدد مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى ٤.٧٦ مليار شخص، بما يعادل ٦٠٪ من الرقم الإجمالى، بزيادة ٣٪ عن العام السابق.
الإحصائيات السابقة نشرها موقع «داتا ريبورتال» المتخصص فى تحليل بيانات الأسواق الرقمية حول العالم، موضحًا أنه فيما يخص مصر، فقد بلغ عدد خطوط الهواتف المحمولة النشطة فى مصر نحو ١٠٥ ملايين خط، من أصل ١١١ مليون مواطن، أى ما يعادل ٩٣.٩٪ من إجمالى عدد السكان، وبلغ عدد مستخدمى مواقع التواصل خلال شهر يناير ٢٠٢٣ نحو ٤٦.٢٥ مليون مصرى، أى ما يعادل ٤١.٤٪ من عموم المصريين.
التقرير قال إنه فى بداية عام ٢٠٢٣ كان ٤٣.١٪ من سكان مصر يعيشون فى المراكز الحضرية، بينما يعيش ٥٦.٩٪ فى المناطق الريفية، وإن متوسط عمر السكان هو ٢٤ عامًا، ينقسمون بحسب الفئات التالية، ١٠.٩٪ تقل أعمارهم عن ٤ سنوات، و٢٧.٣٪ تتراوح أعمارهم بين ٥ و١٧ عامًا، و٤٠.٨٪ بين ١٨ و٤٤ عامًا، و١٦.٢٪ بين ٤٥ و٦٤ عامًا، و٤.٩٪ يبلغون ٦٥ عامًا فما فوق.
وتشير البيانات المنشورة فى الموارد الإعلانية لشركة «ميتا» إلى أن عدد مستخدمى «فيسبوك» فى مصر بلغ ٤٢ مليون مستخدم مطلع عام ٢٠٢٣، وبلغ معدل وصول إعلانات «فيسبوك» فى مصر ما يعادل ٣٧.٦٪ من إجمالى السكان فى بداية عام ٢٠٢٣، ويحصر الموقع استخدام منصته على الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم ١٣ عامًا فما فوق، لذا كان معدل وصول إعلانات «فيسبوك» فى مصر يعادل ٥٢٪ من قاعدة مستخدمى الإنترنت المحليين «بغض النظر عن العمر» فى يناير ٢٠٢٣، وكان ٣٧.٨٪ من جمهور هذه الإعلانات فى مصر من الإناث، مقابل ٦٢.٢٪ من الذكور، وكان موقع «إنستجرام» لديه ١٥.٣٥ مليون مستخدم فى مصر فى نفس الفترة، وكانت نسبة وصول إعلانات الموقع فى مصر تعادل ١٣.٧٪ من إجمالى عدد السكان، ٤٦.٨٪ منهم من الإناث، مقابل ٥٣.٢٪ من الذكور.
وتشير تحديثات الموارد الإعلانية لشركة «جوجل» إلى أن موقع «يوتيوب» كان لديه ٤٥.٩٠ مليون مستخدم فى مصر فى أوائل عام ٢٠٢٣، ومع ذلك، تشير بيانات الشركة الخاصة إلى أن معدل وصول إعلانات الموقع فى أوائل ٢٠٢٣ كان يعادل ٤١٪ من إجمالى سكان مصر، ولوضع هذه الأرقام فى نصابها الصحيح، وصلت إعلانات «يوتيوب» إلى ٥٦.٨٪ من إجمالى قاعدة مستخدمى الإنترنت فى مصر «بغض النظر عن العمر» فى يناير ٢٠٢٣، وكان ٣٧.٣٪ من جمهور إعلانات «يوتيوب» فى مصر من الإناث، بينما كان ٦٢.٧٪ من الذكور.
أما شركة «بايت دانس»، المالكة لموقع وتطبيق «تيك توك»، فأشارت أرقامها إلى أن التطبيق كان لديه فى مصر فى أوائل عام ٢٠٢٣ نحو ٢٣.٧٣ مليون مستخدم تبلغ أعمارهم ١٨ عامًا فما فوق، وأن إعلاناته وصلت إلى ٣٤.٣٪ من جميع البالغين الذين تبلغ أعمارهم ١٨ عامًا فما فوق مع بداية العام، وكان ٣٩.٤٪ من جمهور هذه الإعلانات من الإناث، بينما كان ٦٠.٦٪ من الذكور.
أما عن «تويتر» الذى تحول إلى «إكس» بعد صدور التقرير، فكان لديه ٥.٨٠ مليون مستخدم فى مصر مطلع عام ٢٠٢٣، بنسبة وصول إعلانات تعادل ٥.٢٪ من إجمالى السكان، منهم ٢٨.١٪ من الإناث، و٧١.٩٪ من الذكور.
أما ما يهمنا فى ذلك التقرير، فهو ما يخص حركة البيع والشراء «أونلاين»، وحصيلة مواقع التواصل الاجتماعى منها، وهى الحصيلة التى بلغت ذروتها خلال جائحة «كوفيد- ١٩» عام ٢٠٢٠، ولم تتعرض للتراجع بعدها، بعد أن اكتسب الجمهور عادات شراء أكثر راحة، وقال التقرير فيما يخص تلك الجزئية إن مستخدمى الهواتف الذكية اشتروا ملابس «أونلاين» خلال ٢٠٢٢ بقيمة ٨٧١ مليار دولار، وإلكترونيات بقيمة ٧٥٦ مليار دولار، وألعابًا بنحو ٦٠١ مليار دولار، أما الأثاث فوصلت مبيعاته إلى ٣٨٧ مليار دولار، وتجاوزت مبيعات مستحضرات العناية الشخصية ما قيمته ٣٦٨ مليار دولار، فيما وصلت مبيعات الأغذية باستخدام الهواتف إلى ٢٤٤ مليار دولار، واقتربت مبيعات المشروبات من ٢٠٧ مليارات دولار، فيما بلغت عائدات الإعلانات على شبكة الإنترنت خلال تلك الفترة ما قيمته ٦٦٧ مليار دولار، تستحوذ مواقع التواصل الاجتماعى على النسبة الأكبر منها، ما يعنى ببساطة شديدة أن مستخدمى الهواتف الذكية، ومواقع التواصل الاجتماعى، هم المصدر الأصلى والأهم لكل هذه المليارات التى تتوزع على عدد محدود من الشركات المالكة للمواقع والتطبيقات، فخلف كل دولار يتم إنفاقه «أونلاين» هناك ٦ دولارات يتم دفعها «أوفلاين».. هنا يروق لى أن أسألك عزيزى المتضرر من تطبيقات «السوشيال ميديا» ومواقعها، مَن يدفع لمن؟! مَن صاحب المصلحة الأكبر فى كثافة التواجد على مواقع التواصل الاجتماعى؟! وماذا يحدث لهذه المواقع والتطبيقات إذا ما فكر هؤلاء المستخدمون فرض شروطهم، أو وضع معاييرهم الخاصة التى يُقبلون وفقًا لها على أى موقع أو تطبيق؟! مجرد سؤال، ربما يمكننا معًا الإجابة عنه، وتحويله إلى فعل فى وقت ما.