تعود للحياة في الشتاء.. "محمية جبل علبة" جبال خضراء في قلب الصحراء (صور)
في أقصى جنوب محافظة البحر الأحمر يمكن لهواة الطبيعة أن يروا ما لا تراه أعينهم في أي مكان آخر، حيث الطبيعة النادرة، والهدوء المختلط بجمال الطبيعة، في محمية جبل علبة التي تُعد أحد أهم المحميات الطبيعية المفتوحة فيها تجد ما لم تجده في أي مكان آخر.
على بُعد 800 كيلو متر جنوب مدينة الغردقة وتحديدًا في منطقة حلايب تقع «محمية جبل علبة» أحد أكبر المحميات الطبيعية في مصر، وتقع في جنوب محافظة البحر الأحمر، بمساحه تُقدر بحوالي 35 ألف كيلو متر مربع، حيث تتميز بتنوعها الطبيعي البيئي، الغني بالأشجار النادرة والطيور والكائنات التي لا يوجد لها مثيل في أي منطقة أخرى، لتتحول في فصل الشتاء خاصة إلى لوحة فنية خضراء في قلب الصحراء.
قال الدكتور أحمد غلاب الباحث البيئي، إن محمية جبل علبة واحدة من أكبر وأهم المحميات الطبيعية في مصر، والتي تم إعلانها محمية طبيعية في 1986، مؤكدًا أن المحمية تضم العديد من المميزات التي لا يمكن لمكان آخر أن يحتوي عليها، بتنوع بيئي وثقافي وبيولوجي مميز، بجانب جبالها الشاهقة بها، والطيور النادرة وأشجارها الأكثر نُدرة في العالم، مؤكدًا أن منطقة جبل علبة الواقعة في النطاق الجغرافى لمدينة حلايب تُعد الأغنى من حيث رصد الحيوانات البرية المختلفة بها.
قمم جبلية شاهقة.. ما لا تعرفه عن محمية جبل علبة جنوب البحر الأحمر
وأضاف غلاب لـ«الدستور»، أن محمية جبل علبة تشمل ثلاثة قطاعات، وهى قطاع أبرق والذى يقع شمال مدينة شلاتين، وهو القطاع الذي يحتوي على نقوش أثرية من العصور الفرعونية والرومانية، وما قبل ذلك امتدادًا لعصور ما قبل التاريخ، مشيرًا إلى أن منطقة إبرق سُميت بذلك نسبةً إلى بئر إبرق الشهير بالمنطقة، وثانيًا منطقة الدئيب وهى المنطقة الوسطى، والتي يوجد بها نباتات نادرة وحشائش بحرية وطيور نادرة، وهى أحد أهم مخرات السيول التي تتجمع في أحد وديان المنطقة، وثالثًا وأخيرًا قطاع منطقة علبة وهي المنطقة الواقعة في النطاق الجغرافي لمدينة حلايب وهى أشهر وأكثر المناطق احتواءًا للحيوانات البرية والنباتات النادرة، وتحتوي علي أعلي قمم جبلية بارتفاع يصل إلى 1500 مترًا تقريبًا.
واستطرد غلاب، أن منطقة جبل علبة تتحول للوحة فنية طوال فصل الشتاء، وذلك تزامنًا مع هطول الأمطار على المنطقة، التي تتحول جبالها للون الأخضر عقب ظهور النباتات التي تغطي جبالها ووديانها، لتتحول لجنة خضراء، مؤكدًا أن أبرز سكان المنطقة من قبائل حلايب وشلاتين هم من البشارية والعبابدة والذين يعملون في مهنة الرعي، وهي المهنة الأساسية لسكان القبائل هناك حيث المراعي الخضراء التي تنشأ مع هطول مياه الأمطار والآبار والعيون الطبيعية.