«بنك القلق».. قضايا المجتمع فى قالب كوميدى على طريقة توفيق الحكيم
«بنك القلق» لتوفيق الحكيم هى جنس أدبى استحدثه توفيق الحكيم، وأطلق عليه وقتها «مسرواية»، على اعتبار أنه لون من الأدب يدمج المسرح والرواية، يدمج السرد والحوار، يدمج الطابع المسرحى المكثف بالطابع السردى المسترسل.
ويمكن تصنيف «بنك القلق» تحت ما يسمى بـ«الكوميديا السوداء»، فهى مضحكة ومبكية وعميقة فى آن واحد، يعبر فيها توفيق الحكيم عن حال المجتمع وقلقه فى فترة الستينيات، وذلك من خلال أحداث حول الصديقين «شعبان» و«أدهم».
يجد «شعبان» و«أدهم» أن القلق أصبح شائعًا ورائجًا فى هذه الفترة، فيبدآن الشروع فى مشروع من نوع خاص، وهو بنك تكون العملة المستخدمة فيه هى «القلق» بدلًا من المال، ليستعرض «الحكيم» فئات مختلفة من المجتمع، كل منها يعبر عن قلقه.
ومن هذا المنطلق قدمها طلاب قسم «المسرح» بالجامعة الأمريكية، على خشبة مسرح «الفلكى»، لكن برؤية مختلفة ومعاصرة للدكتورة دينا أمين، وبطولة كل من: عمر جمعة وكريم حمد وزينة قنديل وحنين الدمرداش ومريم أشرف زكى ورولا خليل وهنا إسكندر وسيف الله بحيرى والسيد هجرس وملك النجار وسيف عبدالنبى وفرح هلال وأحمد قنديل وملك الليثى وزينة عمر وعبدالوهاب الديان.
وقالت الدكتورة دينا أمين، مخرجة العرض، إن «بنك القلق» تلقى الضوء على العديد من المشكلات الاجتماعية التى لم تتغير منذ ستينيات القرن الماضى، مشيرة إلى أن النص الذى كتبه توفيق الحكيم يواكب كل الأزمنة، ويعكس مشاكل الحاضر التى كانت مشكلات الماضى، ولم تُحل بعد، ولا تزال الفئات المختلفة من المجتمع تواجهها حتى هذه اللحظة.
وأضافت: «جذبتنى إلى النص الأنماط المجتمعية المختلفة التى تتضمنه، واستعراض قضية اختلاف الأجيال، وكذلك عبثية الفكرة فى إقامة بنك للقلق، فالمجتمع لن يصبح أبدًا بلا هموم، فضلًا عما طرحه من أيديولوجيات أخرى، مثل الذكورية التى لا تزال تتحكم فى المجتمع».
واختتمت مخرجة «بنك القلق» بقولها: «كما أن الكاتب توفيق الحكيم قامة كبيرة، وأدخل المسرح الحديث المكتوب إلى مصر، وتيماته التى يقدمها مرتبطة بمجتمعه، ولذلك أنجذب إليه بقدر انجذابى للقصص الاجتماعية».
وبسؤالهم عن الصعوبات والتحديات التى واجهتهم، اتفق الفنانون المشاركون فى العرض على أن «بنك القلق» تعد «من أصعب المسرحيات»، فى ظل أن فريق العمل مكون من ١٥ ممثلًا، وكان عليهم تقديم قالب كوميدى فى إطار الطرح العبثى للكاتب، مشيرين إلى أن هذا أمر ليس باليسير.
وأضافوا أن دخول وخروج الممثلين على خشبة المسرح مثّل تحديًا كبيرًا لمساعدى الإخراج، فى ظل الحاجة لفعل ذلك بطريقة سلسة، لذا كان عليهم إقامة عدة «بروفات» لدخول وخروج الممثلين وتغيير الديكورات، ما جعل هذه «البروفات» تستمر لمدة شهرين.
ويقدم طلاب قسم «المسرح» فى الجامعة الأمريكية هذا العرض لأول مرة، واختص جزء من «البروفات» بتدريبهم على التمثيل والإخراج، فى ظل أن النص مجال تطبيقى لتعليمهم بطريقة عملية كيفية تقديم المسرحيات، وكذلك آداب المسرح، إلى جانب مواجهة الجمهور، ومساعدتهم على الانتقال من الهواية إلى الاحتراف.
وإلى جانب المخرجة والممثلين يضم فريق العمل العديد من الأسماء على النحو التالى: إعداد أدهم سيد، «دراماتورج» نور القبطان، مدير خشبة المسرح ماهى أبوزيد، مساعد مدير خشبة المسرح مريم توموم، المدير التقنى محمد طلعت، مصمم الديكور والإضاءة جون هواى، الأزياء نور عفيفى، تأليف الموسيقى عبدالوهاب الديان، الصوت آسر درة، ومشرف الصوت والإضاءة شريف الدالى، وفنى الصوت عمرو طه، والمشرف ومنفذ الديكور سامح حلمى، وفنى الديكور أيمن عادل، ومدير الإنتاج مى رشدان، ومدير التسويق شريهان عزازى.