سحب التأشيرات الأمريكية من الإسرائيليين ووقف الدعم.. تفاصيل ما حدث بين بلينكن ونتنياهو
أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أنه في ظل إشارات متزايدة على أن الولايات المتحدة مستعدة للنأي بنفسها علنًا عن بعض تصرفات الحكومة الإسرائيلية، أبلغ مسئولون أمريكيون أنه سيتم سحب التأشيرات الأمريكية في الأسابيع القليلة المقبلة من الإسرائيليين الذين يُعتقد أنهم متورطون في عنف المستوطنين في الضفة الغربية.
وأشارت الجارديان إلى أن هذا الإجراء هدد به الرئيس الأمريكي جو بايدن الشهر الماضي، كما طُلب من المسئولين فحص أي إعفاءات ضريبية تُمنح للمنظمات الأمريكية التي تمول الجماعات الإسرائيلية التي تدعم توسيع المستوطنات غير القانونية، حيث تم اتخاذ هذا القرار بعد الاشتباك بين وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن وحكومة الاحتلال الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتنياهو.
اجتماع صعب.. هل تتخلى الولايات المتحدة عن دعمها إسرائيل؟
وتابعت الصحيفة أنه في اجتماع صعب يوم الخميس، قبل انهيار وقف إطلاق النار صباح الجمعة، اشتبك أنتوني بلينكن مع الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو بشأن تكتيكاتها العسكرية ومستويات الدعم الدولي وخطط الحكم المستقبلي في غزة، وأصر وزير الخارجية الأمريكي على ضرورة خفض مستوى الخسائر في صفوف المدنيين في أي هجوم مستأنف، وعلى ضرورة مشاركة إسرائيل في أهدافها طويلة المدى في غزة مع الدول العربية وعلى رأسها مصر والأردن.
وأضافت أن الاجتماع انتهى دون اتفاق، وهو ما ظهر في شن إسرائيل أكثر من 200 غارة في مختلف أنحاء قطاع غزة أمس الجمعة، بما في ذلك في الجنوب المكتظ بالسكان، حيث فر العديد من المدنيين، وقالت وزارة الصحة في غزة إن 178 مدنيا قتلوا منذ انتهاء وقف إطلاق النار.
وأشارت إلى أن حجم القصف يكشف عن أن الخلاف بين الإدارة الأمريكية والإسرائيلية تصاعد بصورة كبيرة، حيث تعرض بلينكن خلال اجتماعه مع وزراء الخارجية العرب أمس الجمعة في دبي على هامش مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ، لضغوط لبذل المزيد من الجهود لإبعاد الولايات المتحدة عن إسرائيل، لكن بلينكن أوضح أن الإدارة الأمريكية لا تزال ملتزمة بتعهداتها مع إسرائيل على حماس، ولكن بلينكن عاد وقال في وقت لاحق من الاجتماع إن الولايات المتحدة ستولي اهتماما وثيقا للجهود الإسرائيلية للحد من الخسائر في صفوف المدنيين.
وتابعت الصحيفة أن بلينكن، الذي شعر بخسارة الدعم الدولي لتكتيكات إسرائيل، أخبر مجلس الوزراء الإسرائيلي بشكل خاص أنه من الخطأ الاعتقاد بأن الدعم السياسي الدولي للهجوم يمكن أن يستمر خلال الحملة العسكرية التي تستمر أشهر والتي تصورها البعض في الجيش الإسرائيلي.
وأضافت أن نتنياهو رفض تحذيرات بلينكن والخطة الأمريكية بشأن مستقبل قطاع غزة والخاصة بتوحيد الضفة الغربية وغزة تحت حكم السلطة الفلسطينية، ورد نتنياهو على هذه الخطة قائلًا: "السلطة الفلسطينية، التي تدعم وتعلم وتمول الإرهاب، لن يحكموا غزة في اليوم التالي لحماس".
وقد أبلغ مساعدو نتنياهو أن إسرائيل ستقيم منطقة عازلة داخل غزة لمنع المزيد من الهجمات من قبل حماس، وهي خطوة من شأنها تقليص الأراضي الفلسطينية وهو ما رفضته الدول العربية والإدارة الأمريكية بشكل قاطع.
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل حاولت خفض حدة الغضب الأمريكي، وأصدر جيش الاحتلال خريطة تفاعلية عبر الإنترنت تقسم غزة إلى 2376 منطقة مرقمة مختلفة، ويحتوي منشور أسقطته وزارة الدفاع الإسرائيلية على أجزاء من غزة على رمز الاستجابة السريعة الذي يسمح للسكان بالوصول إلى الخريطة، ويعتقد الإسرائيليون أنه يمكن بعد ذلك إصدار النصائح بوسيلة غير محددة للسكان لتجنب المناطق المرقمة إذا كانت إسرائيل تنوي تحويلها إلى منطقة قتال.