أيام مشهودة للمصريين في الخارج !
تنشط الذاكرة عندما تتكرر نفس المشاهد أو تتشابه مع أحداث أخرى في ذات أهميتها وتجددت الذاكرة اليوم ونحن نتابع وقائع اليوم الأول من بدء التصويت للإنتخابات الرئاسية " مصر 2024 "
عادت الذاكرة للوراء لنتذكر أبرز المشاركات التي شاركت فيها الجاليات المصرية في الخارج وأتسمت بالرقي والتحضر والإنتماء للوطن الغالي.
أول تلك المشاهد التي يتذكرها جيلي كان في مونديال كأس العالم 1990 الذي أقيم في إيطاليا ولعبت مصر ثلاث مباريات مع هولندا وأيرلندا وانجلترا وظهر خلال المباريات الثلاث الجمهور المصري وهو يرتدى زيًا موحدًا باللون الأبيض يشبه زى ضباط البحرية.
يومها شعرنا بالفخر لظهور جمهورنا بهذه الشياكة وهذا التحضر في أول مشاركة دولية لمصر بعد غيابها عن المونديال لمدة 56 عامًا.
تكرر الشعور بالفخر - رغم الحزن والغضب - مع الظهور الأول للجالية المصرية أمام السواحل الامريكية عقب سقوط الطائرة المصرية يوم 31 أكتوبر عام 1999 حين تحطمت الطائرة البوينج التابعة لشركة مصر للطيران أمام ساحل ماساتشوستس الأمريكي، يومها وقف أهالى الضحايا المصرين وممثلين عن الجالية المصرية في الولايات المتحدة بالورود التي ألقوها في مياه البحر على أرواح الضحايا في مشهد رغم ألمه كان يعكس العمق الحضاري لهذا الشعب العظيم .
وتوالى الحضور المشرف للمصريين في الخارج الذي وصل إلى درجة الإبهار مع تصاعد الخطر الإخواني على مصر حتى إنفجار ثورة 30 يونيو وإنحازت الجاليات المصرية لموقف الشعب المصري ونجحوا في إحباط مؤامرات عديدة لجماعة الشر الإخوانية في الخارج، وتجلى هذا الحضور مع أول زيارة خارجية للرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الولايات المتحدة، للمشاركة فى الجمعية العامة للأمم المتحدة، فى نيويورك، فكانت الجالية المصرية على قدر المسئولية، وأثبتت للعالم أن الطيور المهاجرة مهما أشغلتها دوامة الحياة فى بلاد المهجر، إلا أنها لا تنسى أبدًا واجبها الوطني تجاه بلدها.
و من جديد، تثبت الجاليات المصرية بالخارج، إنحيازها الدائم للوطن مع بداية الإستحقاق الرئاسي، وأكدت اليوم أنها أول حائط صد، فى مواجهة المؤامرات وكل ما يحاك ضد وطنهم العزيز الغالي.
اليوم شاهدنا المصريون يفرضون على شوارع أوربا وأمريكا والدول العربية عاداتهم وتقاليدهم بالسيارات التى تحمل الأعلام المصرية وهي تجوب الشوارع كعادة يمارسها المصريون للتعبير عن فرحتهم، واليوم وقف الناخبون المصريون منذ الصباح في طوابير للإدلاء بأصواتهم طواعية لا يدفعهم لذلك إلا الإنتماء الوطني وتقديرًا للمسؤلية
فتحول الإستحقاق الرئاسي الذي حاولت قوى الشر إستغلاله ضد الدولة المصرية شاهداَ على وعي هذا الشعب وتحضره وحرصه على مصلحة وطنه، وقوة وصلابة الجبهة الداخلية لمصر، وأن إحباط المؤامرات واجب وطني حتى لو كان بصوت إنتخابي لمواطن مصري يقيم بالخارج، فألف تحية لهذا الصوت الغالي.