رؤية مانديلا للسلام.. لماذا لم نصل لحلول ناجحة تحسم القضية الفلسطينية؟ (فيديو)
قالت الإعلامية نشوى الحوفي، إن رؤية مانديلا للسلام تمثلت في أنه ليس مجرد انعدام القتال، وإنما هو تهيئة بيئة يزدهر فيها الجميع بصرف النظر عن عرقهم أو لونهم أو معتقدهم الديني أو جنسهم أو الطبقة التي ينتموا إليها أو الطائفة أو السمة الاجتماعية المميزة، وبالتالي فإنه لا الدين ولا العرق ولا اللغة والممارسات الثقافية هي عناصر تغني الحضارة البشرية وتضيف إلى ثراء تنوعنا، فلماذا نسمح لها بأن تكون سببا للتفرقة أو العنف، ولماذا نحمل أعباء توقف إنسانيتنا المشتركة إن سمحنا بوجود خلافات على أساس هذه العناصر.
وأضافت “الحوفي” خلال تقيمها برنامج "روزنامة" عبر قناة الحياة، أن مانديلا قال إنه ما أسهل التخريب والتدمير، لكن الأبطال هم من يصنعون السلام ويشيدون الدول والمجتمعات، ومن هنا علينا أن نتوقف ونسأل لماذا لم نصل لحلول ناجحة في القضية الفلسطينية رغم أنها تقريبا من عمر قضية التمييز العنصري في جنوب أفريقيا، ولماذا تسبب أزمة متكررة بين الوقت والآخر يروح فيها آلاف الضحايا؟ لماذا لم تعرف قياداتها رغم السنين الطويلة يحلون القضية أو يجبرون أطرافها على االتفاوض الحقيقي معهم؟ ولماذا حماس كحركة مقاومة إسلامية لم تنجح في الجلوس على طاولة مفاوضات إلا من خلال وسطاء.
وأوضحت أن الإجابة على كل هذه الأسئلة تتمثل في روزنامة الأيام والمواقف على مدار تواريخ كثيرة تقول بأنه يوجد أطراف كثيرة ساهمت بدور فاعل في أن فلسطين تدخل في أزمة التيه، ليس لزمن واحد وإنما لأزمنة كثيرة، بدءا من سنين تم فيها شراء الأراضي الفلسطينية وتحديدا منذ عام 1870 من القرن الماضي مثل صفقة عائلة سرسق الذي اشترت من الدولة العثمانية، أراضي مرج ابن عامر الموجودة ما بين منطقة الجليل وجبال نابلس على مساحة 364كيلومتر مربع بمبلغ 20 ألف جنيه استرليني، ومن بعد ذلك باعتها لليهود، مرورا بإنشاء مدينة تل أبيب في فلسطين سنة 1909م والتي تم إنشاءها في أحضان مدينة يافا الفلسطينية تحت سمع وبصر الجميع قبل وعد بلفور بثمان سنوات.