تفاجأت بعائلتى بين الشهداء.. طبيب فلسطينى يكشف لـ"الدستور" جرائم الاحتلال بحق المستشفيات
"تفاجأت بوجود والدي وشقيقي بين مئات الشهداء الذين وصلوا لمجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة أثناء عملي"، بهذه الكلمات بدأ الدكتور فادي الخضري، أخصائي القلب والقسطرة بمجمع الشفاء الطبي، حديثه لـ"الدستور".
وأكد "الخضري" انهيار القطاع الصحي بشكل كامل في القطاع، جراء العدوان المتواصل منذ 7 أكتوبر.
وقال إنه يعمل في مجمع الشفاء الطبي منذ عام 2009، كونه أكبر مجمع طبي داخل قطاع غزة يخدم الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني، نظرًا لتعدد أقسامه وتخصصاته، فهو يضم كافة التخصصات والأقسام؛ يضم قسما للأطفال، والعمليات الجراحية، وغسيل الكلي، والرعاية المركزة، والقسطرة وأمراض القلب، وغيرها.
وأضاف "الخضري" أنه لم يأخذ أي إجازة منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر الماضي، وحتى لحظة إغلاق المجمع واعتقال عدد من الكوادر الطبية والجرحى والنازحين.
ويوضح أنه أثناء تواجده على رأس عمله داخل المجمع تفاجأ بوصول شقيقه ووالده شهيدين بين المئات في طوارئ مجمع الشفاء عقب قصف منزلهم في مدينة غزة، متابعًا: "المشهد كان مهيبا وصعبا جدًا لم أتحمله ولم أصدق ما يحدث، أبي وشقيقي معا، ولكن هذه المرة شهيدان لن أراهما مجددًا".
الخضرى: دفنت والدى وشقيقى بالمقابر الجماعية
وأضاف "الخضري" أنه دفن شقيقه ووالده في المقابر الجماعية مع مئات وآلاف الشهداء في الشفاء بسبب حصار قوات الاحتلال الإسرائيلي للمجمع.
ويشير إلى أن الأوضاع الحالية سيئة جدًا، خاصة عقب إغلاق المستشفى وخروجه عن الخدمة بسبب قصف الاحتلال واستهدافه، قائلا: "لا توجد أي إمكانات لتشغيله عقب الدمار والخراب"، موضحًا أنه تم تحويل المرضى لمستشفيات أخرى بجنوب قطاع غزة، ومنهم من توفي أثناء نقله ومنهم من لم يأخذ حقه بالعلاج.
وحول وضع الأطفال الجرحي والمصابين، قال "الخضري" إن الأطفال أوضاعهم صعبة، خاصة أنه الآن لا يوجد مشافٍ ليتلقوا العلاج حتى لو نزحوا إلى الجنوب كالبقية، "فالمشافي هناك ما بتغطي حاجاتهم".
وأوضح أن مدير مجمع الشفاء الطبي، الدكتور محمد أبوسلمية، تم اعتقاله مع عدد من الكوادر الطبية أثناء النزوح إلى الجنوب على حاجز صلاح الدين لنقل المصابين.
وأضاف "الخضري" أنه حاليا نازح في مدينة غزة دون عمل، أو القيام بدوره كطبيب بسبب خروج غالبية المستشفيات في قطاع غزة عن العمل بسبب استمرار العدوان الإسرائيلي والقصف عليها.
وأوضح أن منطقة غزة والشمال لا توجد فيها مستشفيات، ولا يوجد وقود لتشغيلها، ولا يوجد غسيل للكلى، ومرضى السرطان منهم من توفي ومنهم من خرج خارج غزة سواء للقاهرة أو تركيا للعلاج، مشيرًا إلى أن مستشفيات الطوارئ خرجت أيضًا عن الخدمة.
وتابع الخضري: "دمار واسع وكبير في كل أرجاء غزة والشمال، تم تدمير البنية التحتية والشوارع، مشاهد كثيرة لا توصف ولا توجد كلمات تعبر عنها".
وأكد أن المساعدات التي تصل قطاع غزة لا تكفي سد آثار العدوان والدمار والخراب في غزة، والكميات قليلة جدا على حجم الكارثة التي حلّت بغزة.
ودعا "الخضري" كافة الأطراف المعنية للتوصل لحل فوري لوقف إطلاق النار وليس مجرد هدن مؤقتة، قائلا: "وقت الهدنة نكون على أعصابنا، ولا يوجد تغييرات بالأوضاع، ولكن مع وقف إطلاق النار وانتهاء الحرب نستطيع لملمة جروحنا وما تبقى لنا من غزة".