مسئولة الإعلام الدولى فى الهلال الأحمر لـ"الدستور": معبر رفح شريان الحياة لغزة
أشادت مي الصايغ، مسئولة الإعلام بالاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر بالشرق الأوسط، بالجهود التي تقوم بها الدولة المصرية في تقديم الدعم والمساعدات الإنسانية إلي الشعب الفلسطيني عبر معبر رفح المصري، والذي وصفته بشريان الحياة لغزة؛ نظرًا لكونه المنفذ الوحيد لعبور المساعدات المصرية والدولية المقدمة إلى المتضررين في غزة من النزاع المسلح بين الكيان المحتل والفصائل الفلسطينية المسلحة.
وقالت مسئولة الإعلام بالاتحاد الدولي للصليب الأحمر، في حوارها مع "الدستور" عبر الفيديو كونفرس، إن مصر تعد أكبر المانحين للأزمة الإنسانية في غزة، إذ إنها تبذل الجهود ليل نهار من أجل تيسير وصول المساعدات عبر الهلال الأحمر المصري إلى الهلال الأحمر الفلسطيني، مشيرة إلى حجم الجهود المبذولة من الهلال الأحمر المصري والمتطوعين من المنظمات والجمعيات والشعب المصري في تجهيز قوافل المساعدات والشاحنات تمهيدًا لإيصالها للشعب الفلسطيني في غزة.
◘ ماذا عن دور الهلال الأحمر المصري في تقديم المساعدات للمتضررين من الأزمة في فلسطين؟
دور الهلال الأحمر المصري والهلال الأحمر الفلسطيني محوري في تقديم المساعدات لأهل غزة، ولقد شاهدنا جميعًا أن معبر رفح هو شريان الحياة لغزة، واليوم نري الجهود التي يقوم بها الهلال الأحمر المصري برئاسة الوزيرة الدكتورة نيفين القباج والمدير التنفيذي د.رامي الناظر، وكل زملائنا بالهلال الأحمر المصري والمتطوعين، لقد شاهدنا جهودًا جبارة في إدارة كل المساعدات وفرزها وتجهيزها تمهيدًا لنقلها إلي الجانب الفلسطيني.
رصدنا جهود الهلال الأحمر المصري والتي عكست صورة لمواصلة العمل ليل نهار في ظل ظروف محيطة شديد الصعوبة، إذ لا يقتصر دورهم والجهود التي يقومون بها على تقديم الاستجابة الإنسانية للأزمة في فلسطين ولأهل غزة؛ بل كان لهم دور لا يقل أهمية في أزمة السودان، وتقديم المساعدات الإنسانية للفارين من النزاع المسلح في السودان، إضافة إلى تقديم الدعم النفسي والاجتماعي وهذا الأمر أيضًا؛ اليوم ينطبق على دور الهلال الأحمر المصري في استقبال الجرحي الفلسطينيين والمتضررين على الحدود، الذي لقوا كافة خدمات الدعم النفسي من الهلال الأحمر المصري.
◘ كيف تجري أوجه التعاون بين الهلال الأحمر المصري والفلسطيني في مساعدة المتصررين في غزة؟
يعد الهلال الأحمر الفلسطيني هو الوجهة المقابلة للهلال الأحمر المصري، إذ إن جميع الجهود التي يقوم بها الأخير يستقبلها الهلال الأحمر في فلسطين، ويقوم بكل الجهود لتأمين استلام المساعدات من مصر وتوزيعها على كل المتضررين في غزة.
واليوم؛ ونحن على نهاية اليوم السادس والأربعين نجد أن تقديم الاستجابة من قِبل الهلال الأحمر المصري والفلسطيني لهذه الكارثة الإنسانية مستمرة، وإن أعضاء الهلال الأحمر واقفون على الخطوط الأولى يقدمون الدعم النفسي وخدمات الإسعاف والطوارئ ونقل الجرحي إلى مستشفيات الهلال الأحمر مثل (القدس والأمل بخان يونس)، وهذه المستشفيات استقبلت العدد الأكبر من النازحين الذين حاول الهلال الأحمر في فلسطين أن يقدم لهم كل الدعم والمساعدات وحمايتهم من القصف لدعمهم في الصمود أمام هذه الأزمة.
ما حجم الفارق بين الأزمات السابقة والحالية في فلسطين مقارنة بمساعدات الهلال الأحمر في المنطقة؟
حجم الاحتياجات في غزة ضخم، مقارنة بحجم المساعدات التي كانت تقدم سابقًا، فإذا قلنا إن عدد الشاحنات التي كانت تدخل غزة في السابق قبل النزاع المسلح 400 شحنة يوميًا، اليوم يدخل 40 شاحنة، ورغم كل هذه الجهود والمساعدات التي تقدم من قبل الهلال الأحمر المصري وخاصة الدولة المصرية التي تعد من أكبر المانحين اليوم، وتقدم كل الدعم الذي يقدم إلى غزة، إلا أن كل هذه الجهود والمساعدات تمثل نقطة في محيط المساعدات الإنسانية الهائلة التي تحتاج إليها غزة.
إن هذه الـ40 شاحنة وإجمالي ما تم وصوله إلى غزة حتى اليوم لا يمثل 10% من حجم الاحتياجات الإنسانية الماسة على الأرض من ماء وغذاء ودواء ووقود، إضافة إلى أنه أصبح المطلوب هو وصول المساعدات إلى كل غزة، كما أن المطلوب الآن، هو دخول المساعدات الإنسانية لعودة الحياة وتقدر المستشفيات تمارس عملها، بعد أن شاهدنا خروج أكثر من 28 مستشفى عن الخدمة وأكثر من 55 مركزًا صحيًا وعدد من سيارات الإسعاف تعطلت بسبب نقص الوقود وعجزت عن القيام بدورها في نقل وإسعاف الجرحي. لذا؛ فإن الوقود هو أمر أساسي لمساعدة الهلال الأحمر الفلسطيني باستجابته لهذه الأزمة الإنسانية.
برأيك.. ما تقدير حجم الأزمة في غزة بالنسبة لقائمة الكوارث الإنسانية؟
نحن للأسف كاتحاد دولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر لم نشهد أزمة إنسانية مماثلة، حتى الكلمات تخوننا لنقدر نصف مأساوية الوضع بغزة، أو نصف الظروف التي فر فيها الناس تحت القصف، الصعاب والتحديات التي واجهوها من نقص الغذاء الحاد ونقص الدواء، ونقص المياه بعد أن اختلطت بها مياه الصرف الصحي وأصبحوا يشربون من مياه البحر.
ومن ضمن التحديات الأساسية الآن يواجه الفلسطينيون فصل الشتاء بعد أن دقت أبوابه منذ أيام، وهناك النازحون في الخيام غير المؤهلة لتقيهم من قساوة البرد ودخول الأمطار إلى خيامهم.
أكيد كل الجهود التي تقوم بها جميع جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر وكل المنظمات الدولية هي جهود مقدرة، ولكن المطلوب المزيد من الدعم، ودخول المزيد من المساعدات، والسماح بدخول ووصول قوافل المساعدات الإنسانية بشكل آمن، إلى كل أنحاء غزة، لتمكين الاستجابة لكل الاحتياجات الإنسانية ومساعدة الشعب الفلسطيني على التعافي.
ما موقف الاتحاد الدولي للصليب والهلال الأحمر من استهداف الصحفيين؟
التصعيد المسلح الذي حدث بجنوب لبنان أسفر عن استشهاد اثنين من الصحفيين، وبدلًا من أن ينقلوا الخبر أصبحوا هم الخبر.
وهؤلاء الصحفيون الشهداء ينضمون إلى كل شهداء الصحافة في فلسطين الذين خسروا حياتهم وهم يؤدون واجبهم المهني في تغطية النزاع المسلح ونقل معاناة الناس على الأرض.
بصفتي صحفية بشكل خاص تأثرت برحيل الشهداء الصحفيين بشكل أكثر من بقية الناس، لأني صحفية وأعرف قدر التحديات التي تواجه عمل الصحافة ومقدرة الجهد الذي يبذله الصحفي كي يصل إلى الحقيقة ويوصلها إلى الناس.
وأؤكد أننا كاتحاد دولي لجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر نعتبر الصحفيين مدنيين لا يجوز استهدافهم وقواعد القانون الدولي واضحة في هذا المجال.