مصر تتحدث عن نفسها
استمرار تكثيف جهود الدولة المصرية من أجل القضية الفلسطينية، ودعم الشعب الفلسطيني والذي ظهر جليًا في حشود المصريين الذين تجمعوا في مشهد مهيب للتاريخ في ستاد القاهرة معلنين دعمهم الكامل والأكيد لفلسطين وأهلنا في غرة، وأكد رئيس البلاد وشدد على ثوابت مصر الوطنية التي لا تتزعزع مرارًا وتكرارًا وبشكل حازم وحاسم بأنه لا تهجير للفلسطينيين ولا تصفيةً للقضية وأن المخطط الصهيوني الآثم لن ينطلي ولن يجد لنفسه صدى لدى الإدارة المصرية أو الشعب المصري.
هذا إلى جانب نجاح الدولة المصرية في قيادة الجهود العالمية من أجل توفير وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة بالكامل بعد مفاوضات معقدة، إلى أن وصلت معدلات تمرير المساعدات؛ من ۲۰ شاحنة يوم ٢١ أكتوبر إلى أكثر من ۲۰۰ شاحنة في اليوم في الوقت الحالي "قابلة للزيادة"، ونجاحها أيضًا في إدخال الوقود الذي كانت إسرائيل ترفض تمامًا إدخاله وذلك يعد إنجازًا وانتصارًا ليس فقط للقيادة المصرية الرشيدة بل انتصار للإنسانية كلها ضد شريعة الغاب، وأن هنالك عالم ومنظمات وقانون دولي لابد أن يقف بالمرصاد لجرائم الاحتلال ومجازرهم ضد الإنسانية وأن يجبر الاحتلال على المثول لرغباته وما يتطلبه الوضع الصعب اللاإنساني الذي يعيشه سكان قطاع غزة.. وفتحت مصر مستشفياتها لاستقبال الأطفال والمصابين في العريش وفي عمق الداخل المصري فالمستشفيات المجهزة بالقاهرة استقبلت الضحايا والاطفال جوًا بالطائرات وبرًا عبر المعبر لتنقذهم من القصف الوحشي الصهيوني الذي لا عهد له.. فبعدما تم الاتفاق عليه من هدنة إنسانية خرقها وقصف الاحتلال الغاشم مرة أخرى مستشفيات ومدارس في القطاع ضاربًا عرض الحائط بكل المواثيق والمعاهدات والقوانين الدولية التي تحرم وتجرم قصف المستشفيات والمرضى والأطقم الطبية، بل وأجبر الاحتلال المرضى والأطباء على النزوح من مستشفى الشفاء!! وقصفوا مستشفى الإندونيسي وصار ما يفعلونه جهارًا نهارًا وفي الليل واضحًا للعيان ولم يعودوا ينفوه أو يتهموا فصائل المقاومة بأنها الفاعلة.. بل صار قصف المستشفيات والمدارس روتينا يوميا معلنا لقوات الاحتلال، التي لا تعرف معنى الشرف ولا تعرف شيئا عن أخلاقيات وعهود ومواثيق الحروب، بل تقترف كل ما هو محرم مجرم بمنتهى الوحشية والتبجح.
وكانت جهود المتطوعين المصريين واصطفافهم من كل الأطياف لتقديم يد العون باسم الشعب المصري من أجل إيصال المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني في غزة شيئًا مشرفًا، وشارك فيه جميع قطاعات الشعب وذهب وتوافد إعلاميون ونقابيون لمعبر رفح لإعلان تضامنهم مع أهلنا في غزة وضرورة إدخال المعونات لهم وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من مصابين في هذا القطاع المرابض.
هذا إلى جانب تكثيف تداول ونجاح الوساطة المصرية القطرية في التوصل لهدنة بين الجانبين سرعان ما خرقها الصهاينة! فضلًا عن نجاح التفاوض على ارتفاع أعداد شاحنات المساعدات التي يتم تمريرها يوميًا عبر معبر رفح، حيث تم الاتفاق أخيرًا على تمرير ۳۰۰ شاحنة مساعدات يوميًا بينها شاحنات الوقود "قابلة للزيادة".
فموقف مصر هو الموقف الثابت والراسخ، والذي لا يتزعزع، ويتمثل في ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة ومتواصلة الأطراف على حدود ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية وأن حل الدولتين هو الحل الأمثل والشامل لهذه القضية على أن يتم الاتفاق على كل التفاصيل من خلال المفاوضات لاحقًا.. تلك هي ثوابت مصر التي لا تتغير ولا تتزعزع ولا تفاوض مصر على دونها ولا تفرط في حق الشعب الفلسطيني في أرضه وبقائه على أرضه ولا تفرط في شبر واحد من أرض سيناء الغالية التي رويت بالدم وتم استردادها أيضًا بالتفاوض دون أي تفريط أو انبطاح ولم تخضع مصر في تاريخها لأي مساومات ولم تتنازل أو تتخاذل، بل تقف دائمًا في صف الحق.. والحق أحق أن يتبع.
عاشت مصر وعاشت فلسطين وعاش نضال الشعب الفلسطيني الصامد والصابر منذ سنين من أجل أرضه.
وتحيا مصر كبيرةً وعصيةً على الانهزام بإرادة قيادتها وشعبها الذي يحنو دومًا ويتضامن ولا يتخاذل أو يفرط تمامًا كقيادته فالشعب والقيادة والجيش يد واحدة.. يد تتكاتف وتتضامن وتدعم ولا تتخاذل أو تفرط.