مساومة بالنار.. "الدستور" تتبّع السفينة الإسرائيلية المحتجزة لدى الحوثيين

على مدار أكثر من 47 يومًا، واصل العدوان الإسرائيلي ارتكاب مجازره وجرائمه ضد الإنسانية في غزة، رافضًا وقف إطلاق النار أو حتى الاتفاق على هدنة إنسانية مؤقتة، قبل أن تنجح وساطة مصر وقطر وأمريكا في التوصل لهدنة مؤقتة في غزة لمدة  4 أيام يبدأ سريانها في العاشرة من صباح غدٍ الخميس.

وخلال تلك الفترة ترمّلت النساء واستشهد الأطفال وأُصيب مَن أُصيب جراء ويلات الحرب التي شنتها إسرائيل على غزة، إذ ارتفع عدد شهداء هذه الحرب إلى 14532 بينهم نحو 6000 طفل في فلسطين، لكن كان لجماعة الحوثي في اليمن ردًا مختلفًا على هذه المجازر، إذ نظمت عملية اختطاف لسفينة "جالاكسي ليدر Galaxy leader"، من جنوب ساحل البحر الأحمر.

وأعلنت القوات البحرية للحوثيين عن أن عملياتها تستهدف السفن التي ترفع العلم الإسرائيلي أو تديرها شركات إسرائيلية أو يملكها إسرائيليون، مؤكدة أنها مستمرة في تنفيذ عملياتها العسكرية ضد السفن والمصالح الإسرائيلية حتى يتوقف العدوان على غزة.  

"الدستور" تتبّع في التقرير التالي المجرى الملاحي لسفينة جالاكسي ليدر Galaxy leader"، قبل الاستيلاء عليها من قبل الحوثيين الذين توجهوا بها لسواحل اليمن من خلال موقع متخصص في رصد ملاحة السفن على مستوى العالم عبر القمر الصناعي.

سفينة Galaxy leader انطلقت يوم 12 نوفمبر الجاري من مدينة كورفيز وهي بلدة ومقاطعة تقع في تركيا وهي تابعة لمحافظة قوجه إيلي في منطقة مرمرة.

أبحرت السفينة من تركيا وصولًا إلى مياه البحر الأحمر متجهة إلى "بيبافاف" في الهند، وهو ميناء على الساحل الغربي للهند للحاويات والبضائع السائبة والسائلة.

كان من المقرر أن تصل جالاكسي ليدر Galaxy leader إلى ميناء بيبافاف في الهند في 24 نوفمبر الجاري، إلا أنه جرى اختطافها في 18 من الشهر الجاري من قبل جماعة الحوثي في جنوب ساحل البحر الأحمر، وتحديدًا بالقرب من السواحل المطلة على مدينة جدة السعودية.

ليس سهلًا اختطاف سفينة

المهندس وائل قدور، نائب رئيس مجلس إدارة هيئة قناة السويس الأسبق، قال إن عملية اختطاف السفينة من مياه البحر الأحمر من قبل الحوثيين هى واقعة موجهة ضد إسرائيل؛ ردًا على الحرب والمجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال في غزة.

"ليس بالأمر السهل اختطاف سفينة".. يقول قدور لـ"الدستور"، مؤكدًا أن كبرى الدول تؤمّن سفنها من القرصنة، لا سيما في القرن الإفريقي عبر وحدات من الأسطول البحري.

سفينة جالاكسي ليدر (IMO: 9237307)، هى حاملة مركبات تم إنشاؤها في 2002 أي منذ 21 عامًا وتبحر تحت علم جزر البهاما وتبلغ قدرة السفينة الاستيعابية 17127 طنًا ساكنًا ويبلغ غاطسها الحالي 7.5 متر، فيما يصل طولها الإجمالي 189.2 متر وعرضها 32.29 مترًا.

"يتحمل خسائر السفن في مثل هذه الحالات شركات التأمين، فإن السفن والقاطرات البحرية يجرى التأمين عليها وهي التي تتكبد الخسائر حال غرقها، اختطافها أو سرقتها، وفي حال تكرار مثل هذه الوقائع فإن شركات التأمين تضاعف بوليصتها التأمينية"، بحسب نائب رئيس مجلس إدارة هيئة قناة السويس الأسبق.

فيما يرى نائب رئيس مجلس إدارة هيئة قناة السويس الأسبق أن الواقعة التي حدثت مع سفينة Galaxy leader هي دوافع سياسية، وهذا ما أكدته جماعة الحوثي في بياناتها التي نشرتها، ما جعل نحو سفينتين تغيران مجرى ملاحتهما حتى لا يتم استهدافهما أو اختطافهما مثلما حدث مع السفينة الدولية.

الإفراج دون قيد أو شرط

في الوقت الذي تقدم فيه الولايات المتحدة كامل الدعم إلى إسرائيل لشن حربها على غزة، استنكر البيت الأبيض عملية اختطاف السفينة وطالب جماعة الحوثيين بالإفراج عنها.

فيما قال المتحدث باسم البيت الأبيض جون كيربي: "يجب على الحوثيين إطلاق سراح السفينة وطاقمها في البحر الأحمر دون قيد أو شرط"، مؤكدًا أن احتجاز الحوثيين لسفينة في البحر الأحمر يعد انتهاكًا سافرًا للقانون الدولى.

وتساوم الولايات المتحدة، حسبما أكد المتحدث باسم البيت الأبيض مراجعة تصنيفات الكيانات التي تشكل خطرًا على الأمن القومي والعالمي بالإفراج عن السفينة المختطفة.

إذ إنه حال إدراج جماعة الحوثيين على قائمة الجماعات الخطرة بعد أن تم حذفها في عهد الرئيس الأمريكي جو بايدن 2021 فإن هذا سيمنع وصول المساعدات الإنسانية إلى اليمن.

وأخيرًا، تعهدت القوات البحرية التابعة لجماعة الحوثي، بالاستمرار في تنفيذ العمليات العسكرية ضد السفن والمصالح الإسرائيلية حتى يتوقف العدوان على غزة.