مصر تسير بخطي ثابتة للتحول إلى مجتمع مصرفي رقمي
حرص الإعلامي أسامة كمال، في بداية جلسة الابتكار في الخدمات المالية الرقمية والانتقال إلى مجتمع أقل نقدًا، والتي أدارها على هامش فعاليات معرض القاهرة الدولي للتكنولوجيا بالشرق الأوسط وأفريقيا Cairo ICT 2023، أن يتوجه بخالص الشكر للبنك المركزي لدعمه لمؤتمر بافكس، والذي يحتفل بمرور 10 سنوات على انطلاقته، والذي يستهدف ضم كافة الأطراف في المنظومة المالية والعمل على التشابك والترابط فيما بينها، ويقدم الحلول والأنظمة التي تساعد في ريادة نمو القطاع المالي.
كما أشاد رئيس مجلس إدارة شركة تريدفيرز انترناشونال المنظمة للمعرض بدور البنك المركزي والبنوك، في تبني واحتواء المبتكرين من مقدمي الحلول المالية الرقمية، والتي تمثل نقلة نوعية في هذا الاتجاه.
ولفت "كمال"، إلى أن القطاع المصرفي تطور سريعا خلال السنوات الماضية بشكل فاق قطاعات أخرى، مشيرا إلى أن الابتكار خلق قنوات جديدة للتعاملات المالية والمصرفية، ما أدى إلى تقليل استخدام الأوراق، مضيفًا: قطعنا شوطا كبيرًا في نمو قطاع المدفوعات الرقمية، ولكن لا يزال المشوار طويلاً.
ولفت المهندس إيهاب نصر، وكيل محافظ البنك المركزي المساعد بقطاع العمليات المصرفية ونظم الدفع، إلى أن نجاح تجربة إنستاباي الكبير ليس وليد الصدفة، وإنما نتاج لمجهود كبير وتجارب كثيرة، سواء من البنك المركزي أو من كافة الأطراف في المنظومة، وهو يمثل حجر الأساس لبناء منظومة قوية تعتمد على التكنولوجيا الحديثة، تنعكس على مستوى الخدمات المقدمة للمواطن، معتمدة على بنية تحتية صلبة.
وأشار إلى أن أولي هذه المجهودات كانت في إعداد البنية التحتية اللازمة، بالإضافة إلى تطبيق منظومة بطاقات ميزة، والتي كانت واحدة من استراتيجياتنا لتحقيق الشمول المالي، مضيفًا: بدأنا في منظومة المحافظ الخاصة بالهواتف المحمولة كأول نماذج من التكنولوجيا المالية اللحظية.
وأوضح أنه جرى تحديد بعض التحديات والتي عملت إنستاباي على حلها؛ فمثلا تبين أن المواطنين لا يحفظون رقم حساباتهم، ما دعا للتفكير بربط العمليات والحسابات بالهواتف، فضلا عن أن عمليات التحويل البنكية كانت لابد وأن تتم عن طريق قنوات البنك الرسمية بالمواعيد الرسمية، وهذا كان تحديا آخر، بدأ العمل على مواجهته عبر تحديد احتياجات المواطن والعمل على تلبيتها، حيث أن الاحتياج هو العنصر الأساسي الذي أدى إلى نجاح هذه المنظومة، مع كيفية بناء تلك المنظومة وتكون مؤمنة، والأخذ في الاعتبار الاستفادة من التجارب الدولية الأخرى.
وأشار إلى إتاحة المعاملات مجانية خلال الفترة الأولى من مشروع تطبيق إنستاباي وذلك لتشجيع المواطن على استخدامه، مؤكدا أن هناك 6.2 مليون عميل حتى الآن، وبلغت قيمة المعاملات المالية عبر التطبيق 300 مليار جنيه حتى الآن، ومن المتوقع أن تصل قيمة المعاملات بنهاية العام الجاري 2023 إلى 800 مليار جنيه.
وشدد: على أهمية التكامل بين جميع الأطراف، وهذا ما نعمل عليه حاليا، فضلا عن أن الثقة هي أهم عنصر من عناصر نجاح المنظومة، وإذا فقد العميل هذه الثقة لن يقوم باستخدامها مجددا، حيث يحق للعميل أن يقوم بالرجوع في عملية التحويل إذا شعر أن هناك فروضا عليه.
وقال نصر إن نجاح هذه المنظومة سوف ينعكس على القطاعات الأخرى، مثل قطاع التجارة الإلكترونية، بالإضافة إلى ضرورة وضع القواعد والضوابط التي تنظم سير المنظومة بالشكل المرجو، مشيرا إلى أن إجمالي المعاملات المالية الإلكترونية خلال عام 2021 بلغ 6.5 ترليون جنيه، ومن المتوقع أن يبلغ إجمالي المعاملات الإلكترونية بنهاية هذا العام 2023 حوالي 13 ترليون جنيه، وهو ما يثبت أننا الاتجاه يسير بخطى تصاعدية، ويدل على ثقة المواطن في التعامل إلكترونيا، مؤكدا على العمل على زيادة الوعي لدى المواطن.
وأوضحت ملاك البابا، المدير الإقليمي لشركة VISA، أن الابتكار مرتبط بحاجة العميل، خاصة وأن المنظومة تغيرت كثيرًا خلال السنوات القليلة الماضية، والتي ظهرت خلالها أهمية دور الأدوات التكنولوجية.
وأشارت إلى أن القطاع التجاري استفاد كثيرًا من هذا التطور، خاصة وأن الشركات الصغيرة ومتناهية الصغر تمثل حوالي 85٪ من الاقتصاد المصري.
وأكدت أن شركة فيزا تعد من أوائل الشركات التي استخدمت أدوات الذكاء الاصطناعي، سواء داخليًا بين موظفيها أو خارجيًا مع عملائها.
وأضافت أن فترة جائحة كورونا أوضحت لشرائح كثيرة في المجتمع أهمية الاعتماد على الابتكار، خاصة الشركات الصغيرة، والذي يفتح آفاقًا كبيرة جدًا لنمو أي قطاع.
وأشارت إلى أن اللاعبين الرئيسيين في المنظومة، مثل فيزا وماستر كارد، لا ينتهي دورهم بهذا التطور وظهور أدوات عديدة أخرى، مضيفة: رؤيتنا دائمًا هي ضرورة التشابك والتعاون مع الجهات المعنية المختلفة، سواء الحكومة أو القطاع الخاص.
وأكدت أن عنصر التأمين يعد من القواعد الأساسية لنجاح هذه المنظومة، مشيرة إلى أن هناك توجهًا حديثًا وهو تحويل الكارت البنكي إلى كارت رقمي عبر الهواتف المحمولة.
أما إيهاب درة، رئيس الخدمات المصرفية للأفراد والمدفوعات الرقمية في بنك مصر، فقد أكد على ضرورة الأخذ في الاعتبار اختلاف الشرائح المختلفة من العملاء، والتي تتعامل بطرق مختلفة، والوقوف على احتياجات كل هذه الشرائح وعدم إغفال أي شريحة منهم.
وأوضح أن الابتكار يعد جزءًا لابد من الاعتماد عليه لاستهداف كافة الشرائح.
وأضاف أن العميل أصبح يستخدم الأدوات المختلفة التي تتيحها التكنولوجيا، مما يتطلب ضرورة تأهيله وتدريبه على طرق الاستخدام الصحيحة لهذه الأدوات.
وأضاف أن الابتكار هو تغيير الطريقة التي نعمل بها لتقديم الخدمات التي يحتاجها العميل بصورة مبتكرة، الأمر الذي يتطلب على المؤسسات والجهات الاستعداد الجيد والعمل على تغيير الثقافة، فضلا عن إتاحة الفرص للشركات الناشئة للاستفادة من ابتكاراتها.
وأوضح أن العميل، خاصة أصحاب المعاشات، يحتاج دائمًا إلى مستشارين ماليين، لذلك يقوم بالتوجه إلى البنك، وهو ما يتم العمل عليه حاليًا بنقل كافة الخدمات غير الاستشارية خارج الفروع، وتحويل فروع البنك إلى مكاتب استشارات مالية.
وعلى الرغم من أن 98٪ من التحويلات تتم عن طريق القنوات الإلكترونية، والمسحوبات النقدية التي تتم داخل البنوك لا تتجاوز 10٪ من عمليات السحب النقدي، إلا أنه أكد على ضرورة وجود قواعد منظمة لعمليات تحديث بيانات العملاء، والتي ستطرح قريبا لمواكبة عصر التحول الرقمي.
وأوضح محمد ثروت، رئيس القطاع المصرفي للأفراد ببنك القاهرة، أن هناك تطورًا كبيرًا على مستوى البنية التحتية والقوانين المنظمة لهذا السوق، وكل مرحلة من مراحل التطور تخلق توجهات جديدة.
وتابع: نسير بشكل سريع وفي الاتجاه الصحيح، بفضل الجهود التي تبذل سواء من البنك المركزي والبنوك والقطاع الخاص، وكذلك المواطن، الذي أصبح لديه الوعي بأهمية التقنيات الحديثة والاعتماد عليها لتوفير الوقت والجهد والتكلفة.