بين غزة والاستحقاق الرئاسى.. تحية واجبة
برغم كوني واحدًا منهم- ومؤكد لا أختلف عنهم- إلا أن لدىّ شعورًا بالامتنان لشعب مصر العظيم، امتنانًا يسابق الفخر بأنى مصرى ينتمى لهذا الشعب العظيم.
الشعب الذي لم يصدق يومًا كذبة حاولت خداعه تدّعى "أن ما بيننا وبين العدو الصهيونى مجرد حاجز نفسى"، وهى خدعة رفض شعب مصر تصديقها، وأصر أن ما بيننا وبين العدو دم وشهداء وعداء أبدى طالما ظل هذا العدو السافل محتلًا لأرضنا العربية في فلسطين والجولان وجنوب لبنان.
التحية واجبة لشعب مصر الذى خرج يهتف للزعيم جمال عبدالناصر يومى 9 و10 يوينو 1967، معلنًا رفضه قبول الهزيمة، ومستعدًا لبذل كل غالٍ من أجل تحرير الأرض ورد الاعتبار، ولم يعط لنفسه فرصة لينهزم نفسيًا كما لم يعط لعدوه وقتًا ليهنأ بانتصاره، اعتزاز شعب مصر بنفسه وثقته فيها سبق أى شعور بالانكسار، عاد الجندي المصري لجبهة القتال ولم يعد منها إلا منتصرًا وما زال يحافظ على انتصاره وأرضه واعتزازه بنفسه.
التحية واجبة لهذا الشعب الذى اعتبر الصلح الدبلوماسي مع العدو ما هو إلا علاقة رسمية بين الحكومات فقط، ولم يثمر هذا الصلح طوال 44 عامًا إلا عن بضع أسماء تعد على أصابع اليد الواحدة، هي فقط من قبلت التعامل مع عناصر هذا الكيان المجرم، بعضها ندم وبعضها تراجع والأغلبية منهم نبذهم شعب مصر ولم يتقبلهم المجتمع.
تحية واجبة لكل جمعية وطنية بادرت بجمع التبرعات وتوفير المساعدات للأشقاء فى غزة منذ اليوم الأول للعدوان، التحالف الوطنى للعمل الأهلى بما يضم من أسماء لشركات مصرية وطنية، ومؤسسة حياة كريمة التي تصدرت مبادرات مساعدة شعب غزة، وتحية لكل من بادر وتبرع بماله أو وقته أو دمه لنصرة شعبنا في فلسطين.
تحية لكل من ساهم في تحويل شوارع ومحلات وسيارات شعب مصر إلى وسيلة لفضح العدوان وبتعليق العلم الفلسطيني بجوار العلم المصري نصرة للأشقاء، فتزينت شوارعنا بالعلمين المصري والفلسطيني وتجوارهما علامات النصر.
تحية لمن بادر بإعلان مقاطعة منتجات الشركات الداعمة للعدو الصهيونى والدول الداعمة له من المواطنين الشرفاء ومن موظفين وطلبة سيدات بيوت وبسطاء.
تحية للإعلام المصري بكل وسائله وقنواته، التليفزيونية والصحفية ومواقعه الإلكترونية، والذى نجح فى إدارة معركة الوعي، واستطاع التعبير عن موقف الشعب المصري من العدوان الهمجي، ونجحت قنواته فى تغطية وقائع الإجرام لحظة بلحظة، وتصدرت قنواتنا كل القنوات، وفي مقدمتها قناة القاهرة الإخبارية الدولية التى قدمت شهيدًا من مصوريها لينضم لـ60 صحفيًا ارتقوا شهداء في هذه المعركة.
وتحية واجبة لموقف ومجهود وحرفية الشركة المتحدة التي دعمت شعب غزة بالمساعدات العينية والمادية، وبالموقف الإعلامي واستطاعت بحرفية توثيق موقف الشعب المصري تجاه العدو والعدوان.
تحية لشعب نسى مشاكله وألغى مؤتمراته ومهرجاناته، وتحولت اهتماماته للدفاع عن شعب عربى جريح يتعرض لحرب إبادة، شعب مصر الذي لا تسمع في حواراته إلا الدعاء للأشقاء بالنصر والسلامة وتمنى التضحية من أجله.
تحية لكل أب وأم علموا أولادهم وأطفالهم أن شعب فلسطين هو شعب عربي شقيق، وأن أرضه المغتصبة هي أرض عربية ولم تكن يومًا يهودية ولا صهيونية، فهتف أطفالنا في المدارس وشبابنا وشيوخنا في الشوارع والمساجد والجامعات بالنصر لفلسطين والهزيمة للعدو، ليعطونا الأمل في مستقبل يحمل معهم النصر والعزة للأمة كلها.
وتحية للدولة المصرية برئيسنا الشجاع وبوزارة خارجيتنا ومؤسساتنا العسكرية والأمنية والمخابراتية التي اتخذت المواقف والتدابيرالصحيحة وفقًا لأمننا القومي وانتمائنا العربي.
وتحية أخيرة واجبة لكل فرد، حزب وجماعة دعت- رغم انشغالنا بالعدوان- للمشاركة فى أهم استحقاق دستورى بانتخاب رئيس جمهورية لفترة انتخابية جديدة، والتي ستبدأ فعالياتها خلال أيام بداية من 1 و2 و3 ديسمبر 2023 للمصريين في الخارج، وأيام 10 و11 و12 للمصريين في الداخل، وتحية لكل من دعا الشعب المصري لضرورة المشاركة، ووجب علينا جميعًا الاستجابة.