أعادت ذكرى "بحر البقر".. مجزرة "الفاخورة" على يد الاحتلال الإسرائيلي والتلاميذ "لمّوا الكراريس"
عادت إلى الأذهان اليوم مجزرة صبرا وشاتيلا التي اُرتكبت في مصر على يد الاحتلال الإسرائيلي وتحديدًا في “مدرسة بحر البقر”، إذ كررت اليوم بارتكاب الاحتلال نفسه منذ قليل مجزرة أخرى في مدرسة الفاخورة بشمال غزة، وكان ضحاياها بالأساس الأطفال ثم النساء.
إذ أفادت التقارير الإعلامية اليوم بوقوع الفاجعة الجديدة في مدرسة الفاخورة التابعة للأونروا، والتي تؤوي المئات من النازحين، والنتائج الأولية للضحايا أشارت حسب مصادر فلسطينية إلى أن هناك نحو 200 قتيل وجريح إثر القصف.
ذكرى بحر البقر حضرت
وقد ربط المتفاعلون على وسائل التواصل الاجتماعي بين ما حدث في مجزرة مدرسة بحر البقر التي وقعت عام في 8 أبريل عام 1970 في محافظة الشرقية بمصر، وبين تلك المجزرة نظرًا لتشابهما في الكثير من الأوجه، فهما الاثنتين قد استهدفتا المدراس والأطفال وكانوا هؤلاء الأبرياء هم الضحية فبدلًا من أن يُلقنوا الدروس في الحصة التعليمية قطع عليهم "الموت" تلك الحصة إلى الأبد دون مجرد الكذب ادعاءًا بعودتها أو الاستئذان حتى قبل قطعها.
وقد اُرتكبت مجزرة مدرسة بحر البقر في مصر على يد الاحتلال الإسرائيلي لتعتبر واحدة من المجازر التي ارتكبها ذلك المحتل الغاشم ضد العرب يوم 8 أبريل من سنة 1970، وقد خُلدت هذه المجزرة في التاريخ لبشاعتها وبراءة ضحيتها، فهم ملائكة الرحمن "الأطفال".
ارتكبت تلك الجريمة الخالية من أي معان لفطرة الكائنات الحية جميعها في الساعة التاسعة والثلث تحديدًا من صباح يوم الأربعاء وذلك بعد أن قامت 5 طائرات إسرائيلية من طراز إف-4 فانتوم، تزن "1000 رطل" بقصف المدرسة وتدميرها على أجسامهم الصغيرة، ونتج عن تلك المذبحة أن خلد أسماء الكثير من الأطفال الشهداء فى تاريخ مصر إلى الآن.
وقد قٌتل خلال مجزرة مدرسة بحر البقر ثلاثين طفلا دفعة واحدة، كما أصيب أكثر من خمسين طفل بجروح وإصابات بالغة، وكان قد جاء القصف حينها ضمن تصعيد الغارات الإسرائيلية على مصر للقبول بإنهاء حرب الاستنزاف وقبول مبادرة روجرز، وكعادة إسرائيل أكدت أنها قصفت أهدافا عسكرية وليست مدرسة، فقد جاء القصف بالتزامن مع مساع دولية لوقف حرب الاستنزاف.
لمّوا الكراريس
ووصل الأمر من بشاعة تلك المجزرة أن تأليف أغنية خصيصًا تُجسدها عبرت فيها الفنانة الراحلة شادية بصوت حزين عن مشاعر الحزن والحسرة والألم على هؤلاء الأطفال ضحايا الغدر والخسة جاءت في كلماتها "الدرس أنتهي لموا الكراريس.. بالدم اللي على ورقهم سال"، من كلمات الشاعر "صلاح جاهين"، وألحان سيد مكاوي.
أما عن المجزرة الجديدة فهي لم تختلف الكثير إذ أنه وعلى الرغم من مرور سنوات كثيرة فإن الاحتلال الإسرائيلي لم يتغير إذ أنه أعاد ارتكابها مرة أخرى لتضاف إلى سلسة غير متناهية من مجازره ضد العرب التي لا تعبر عن وجود فطرة حية، فهو يرتكب أفعال يرفض ارتكابها الحيوان وليس الانسان فقط.
يُذكر أنه من ناحيته قال الجناح العسكري لحركة حماس أن القوات الإسرائيلية قد ارتكبت مجزرة الفاخورة موضحًا على حساب "تلجرام" أن الجيش الإسرائيلي استهدف النازحين في هذه المدرسة.