"الأحب إلى قلبي".. فكري باشا أباظة وحكاياته مع نجمة السينما الإيطالية جريتا جاربو
يعد فكري باشا أباظة، والذي لقب بعدة ألقاب، من بينها الصحفي الرائد، وشيخ الصحفيين وغيرها، والذي انتخب نقيبا للصحفيين لأربع دورات متتالية، كما عرف عنه خفة ظله كما أنه لحن النشيد الوطني لثورة 1919.
فكري باشا أباظة: جريتا جاربو أحب الممثلات لقلبي
تبادل فكري باشا أباظة، الأدوار مع الفنانة ماجدة، وبدلا من أن يكون المحاور والصحفي الذي يلقي الأسئلة، كان في هذا اللقاء الذي نشرته مجلة الكواكب الفنية في عددها الـ 288، والمنشور بتاريخ 5 فبراير 1957، كان ضيفا على النجمة ماجدة التي كانت تطرح الأسئلة هذه المرة.
وفي بداية حوارها تسأل ماجدة فكري باشا أباظة، عن سر امتناعه عن ارتياد دور السينما فيقول: "والله أن جيتي للحق، لم أعد أتردد على دور السينما، ولم أعد أشاهد الأفلام السينمائية، وذلك والله "غصبن عني"، فلقد نصحني الأطباء بإراحة أعصاب عيني، وهكذا كما ترين، أن للسن حكمها، والله يرحم أيام زمان، كان الواحد منا لا يكفيه رؤية ثلاثة أفلام في اليوم الواحد. أما الأخبار الفنية، فهذه أسمعها من الأفواه ــ فقط ليس إلا ــ وأتذكر أن آخر فيلم شاهدته لك كان فيلم "مصطفى كامل"، لكن الكلام ده من كام سنة. لكن علي كل أنا برضة ماعنديش مانع أشوف لك أحد الأفلام قريبا إن شاء الله".
وعن دور ثورة يوليو 1952 وأثرها على النهضة العربية، تابع فكري باشا أباظة: “النهضة العربية، بلغت القمة والذروة بفضل الثورة المصرية، وبفضل الاتجاه إلى التدعيم العسكري في كل دولة، بعد ما عرفنا أن القوة هي الحق، ثم بلغت القمة والذروة من ناحية إدراك البلاد العربية أن في يدها أسلحة خطيرة، استطاعت لأول مرة أن تستعملها، فأشعرت العالم كله بوجودها وخطرها، هذه الأسلحة مثل: قناة السويس، أنابيب البترول، قطع العلاقات السياسية مع الدول المعادية، وقد كانت هذه الأسلحة حاسمة وهي التي كسبت المعركة وأدت إلى النصر والتي سيحسب الغرب والشرق حسابها في المستقبل القريب والبعيد، أما النهضات الاقتصادية والاجتماعية فهي تجري بطبيعة الحال مع النهضة الوطنية التحريرية”.
وفيما يخص الفن السينمائي ودوره في النهضة العربية يضيف فكري باشا أباظة: "بالطبع للسينما دور كبير في النهضة العربية وقد يفوق ــ إذا استغل استغلالا حسنا ــ جميع وسائل الدعاية.. فلا شك أن السينما سلاح قوي من أسلحة الدعاية، ولكن كما قلت وكررت مرارا، أن السينما المصرية رغم أنها صناعة قديمة "محلية"، لم تخترق الحدود اللهم إلا البلاد العربية فقط، فليس لنا فيلم يعرض في أوروبا أو في أمريكا، فعلي المشتغلين بهذه الصناعة، وعلى مجلس الفنون الأعلى أن يدرس هذا التقصير وأن يعرف أسبابه وأن يعالج الأعوجاج، فبلاد كثيرة بعثت برسلها السينمائية للدعاية في الخارج".
وعن أدوات النهضة السينمائىة وفي القلب منها الكتابة، قال فكري باشا أباظة: “لقد كنت سيئ الحظ في التأليف للمسرح وللشاشة، فقد وضعت رواية مسرحية سنة 1919 عند بدء إنشاء شركة التمثيل التابعة لبنك مصر. ولعلي كنت أول مؤلف وأول قابض لمبلع طيب، ولكن الفرقة لم تشأ إذ ذاك أن تخرجها لأنني لم أحضر بطلها ــ بطل لروايتي ــ فزهدت في الكتابة المسرحية، أو انكسرت نفسي، فلم أحاول المحاولة الثانية، ووضعت سيناريو سينما، وسافرت إلى أوروبا إذ ذاك، وفي أثناء غيابي أدخلت تعديلات جوهرية شاءها ذوق المتعاقد معي، فأفسد السيناريو، وفشل الفيلم، فزهدت في التأليف أيضا للسينما، ومن يومها لم أحاول الكتابة للمسرح ولا السينما”.
وعن نجماته المفضلات مصريا وعالميا، لفت فكرى باشا أباظة، رأيي قد يكون قديما، قد يغضب الكثيرات، وهذا لا يمنع أنني معجب بغير نفاق ولا محاباة بماجدة وفاتن حمامة ومديحة يسري، كما أنني من المعجبين بأمينة رزق في أدوارها التقليدية.
أما عن النجمات العالميات المفضلات له قال فكري باشا أباظة: أحب ممثلة سينمائية إلى قلبي كانت ولا تزال جريتا جاربو، وقد حدثت مشاجرات والتحامات عنيفة بيني وبين الكثيرين حولها، وهي ليست جميلة، ولكنها عندما تندمج في دورها، يضيف الله عليها جمالا علويا عجيبا، هو سر من أسرارها، وظلت هذه الشخصية غامضة للجميع، حتى اعتزلت السينما، ولكنها ظلت محتفظة بجلالها الفني الذي لم تصل إليه ممثلة أخرى".
وتابع: "عرفتها في جامعة باريس منذ سنين، كما عرفت أيضا الممثلة الكبيرة "نورما شيرر"، وعرفت "ماري بيكفورد"، كما أنني من المعجبين بالسباحة العالمية "أستر ويليامز"، وقد نشر لي حديث تليفوني معها بين مصر ونيويورك، وكذلك لن أنسي الممثلة الجميلة "أيفون دي كارلو"، هذه الممثلة التي حملتها على كتفي إلى كابينتها في ستديو فوكس في هوليوود، حين طلب منها المخرج أن يعيد تمثيل مشهد أكثر من 12 مرة، وكانت تخطئ في قفل الباب، فقط، حتى أغمي عليها، فحملتها إلى كابينتها في الاستديو".
وواصل: “ومن النجوم الرجال فأنني شديد الإعجاب بالممثل القدير حسين رياض وزكي رستم وأحمد علام ويوسف وهبي، وهؤلاء فطاحل المسرح”.