كيف يمكنك إيجاد التسامح للدكتور جون جراي
الأسى على فقدان الحب يعني الحزن على ضياعه، ولتحرير ارتباطنا نحتاج لأن نشعر بأربع عواطف شفاء وهي الغضب والحزن والخوف والأسف، هذه العواطف الأربعة مهمة في إعادة تنظيم قلوبنا وتحريرها من الارتباط
الغضب: يسمح لنا الغضب اكتشاف ومعرفة ما حدث ولم نكن نريد حدوثه، والغضب اعتراف عاطفي بأننا لا نحصل على ما نريد الحصول عليه، ونتيجة الشعور بالغضب نستطيع تحرير أنفسنا من الاتصال بالماضي والبدء في الشعور بالرغبة في الارتباط
الحزن:يسمح لنا الحزن عاطفًيا استكشاف ومعرفة ما لم يحدث وكنا نود حدوثه، وهو اعتراف عاطفي بأن ما حدث لم نكن نود أن يحدث، الشعور بالحزن ثم التخلص منه يفتح قلوبنا للشعور بحلاوة الحب مرة أخرى والتمتع بما لدينا فعلًا
الخوف: يسمح الخوف لنا باستكشاف ما يمكن أن يحدث ولا نود أن يحدث، ونتيجة للخوف نستطيع تعديل احتياجاتنا وفقًا لما هو متوفر لنا بدلًا من الاستمرار في الشعور بحاجتنا لما لم يعد ملكنا
الأسف: يسمح لنا الأسف باستكشاف ما لا يمكن أن يحدث ونريده أن يحدث، وهو إدراك عاطفي بأن ما نوده أن يحدث لا يمكن ان يحدث، وهذا الإدراك حاسم لتخطي الارتباط ونسيانه
أحاسيس الشفاء الأربعة
يحتاج كل من الرجال والنساء إلى الشعور بأحاسيس الشفاء الأربعة ،وتلعب تلك العواطف الأربعة دورًا حاسمًا في عملية الشفاء من كسور القلب وبمعاناتنا لعواطف الشفاء الأربعة يتضاءل الألم ونستطيع في النهاية تحرير أنفسنا
عندما نتوقف عن الاعتماد على حب شريك حياتنا الذي لم يعد موجودًا نكون قادرين على الانفتاح لتلقي فيض الحب المتواجد ويجب أن يشفى القلب لكي نعدل توقعاتنا على المستوى العاطفي
عندما نفقد شخصًا نحبه في حادث مأساوي، من المهم أن نعلم أنه ليس من المفترض أن يستمر أسانا إلى الأبد وأن يدوم إلى ما لا نهاية، فالأكثر مأساوية من أي موت هو استمرار العيش بقلب منكسر
تطفو المشاعر المدفونة آليًا على السطح عندما يشاركك أحد ما نفس المشاعر التي تكبتها كما هو الحال عند رؤيتك فيلمًا محزنًا فإن دموعك تنهمر مع نهاية الفيلم، وسوف تشعر بالراحة هذه ليست دموع اليأس او الشفقة على الذات بل هي دموع جعلتك تشعر على نحو أفضل
خلال التأقلم مع التحديات وخيبات الأمل تصبح عواطفنا مخدرة، ولدعم عدم إحساسنا بالغضب أو الخزن أو الخوف أو الأسف فإننا نفقد في النهاية قدرتنا على الشعور بالحب والبهجة والسلام لذا علينا ألا نكبت عواطفنا السلبية لأننا إذا كبتناها فسنفقد تدريجيًا الشعور بمشاعرنا الإيجابية
تم تعليم النساء منذ أن كن صغارًا أن يكن مرغوبات لا أن يرغبن، ولما كانت المرأة غير قادرة على التنفيس عن ألمها ستميل المرأة إلى الكآبة وتصبح قاسية غير واثقة بأحد وإذا لم تشعر بالغضب وتتحرر منه سيكون ذلك أكبر عائق أمامها لإيجاد الحب مرة أخرى
عندما نكبت غضبنا يتحول حزننا إلى شفقة على أنفسنا،ومن الصعب أن نتعاطف مع الغير عندما نكون غاضبين أما إذا أخذنا الوقت الكافي للشعور بحزننا فيمكننا في النهاية التخلص من غضبنا ونسامح
كيفية إيجاد التسامح؟
ايجاد التسامح يعني ألا نعتبر الآخرين مسئولون عن الطريقة التي نشعر بها، وهذا يمهد الطريق لإيجاد حلول لمشاكلنا ويجعلنا أقل ميلًا للوم شركائنا في الحياة
- تستخدم النساء عادة تعابير اللوم للتعبير عن مشاعرهن بدلًا من توضيح آلامهن مما يحفز الرجال لاتخاذ موقف الدفاع ويجعلهم يقاومون التغيير
- عندما ننهي علاقة ما بوجود أطفال، يجب أن نعي جيدًا أن العلاقة لم تنته، لا نستطيع إنهاءها ولكن نستطيع تغييرها وعلى الرغم من أننا لم نعد شركاء حياة زوجية إلا أننا كوالدين نحتاج إلى التواصل بشكل لا يجعل شريك الحياة السابق يشعر دومًا بأنه ملام ولابد أن نتوقف عن الشعور بأننا ضحايا.
- تشبه العواطف السلبية السبعة – الغيظ والاستياء، اللوم، اللامبالاة، الذنب، عدم الأمان، فقدان الأمل - الرمال العاطفية المتحركة، كلما قاومناها أكثر كلما غرقنا فيها أكثر
- عندما نأخذ الوقت الكافي للحزن على الحب المفقود من المحتمل أن نتخلص من استيائنا ونتمنى لشريكنا أن يكون بحال أفضل.
معنى التسامح
- أحيانًا نكون غير قادرين على التسامح لأننا لا نعرف ما يعنيه التسامح ونشعر أننا إذا سامحنا شركاءنا فقد يكون علينا إعادة العلاقة معهم وهذا غير صحيح تمامًا،ولإيجاد التسامح يحتاج الرجل إلى اكتشاف مدى إسهامه في مشاكل علاقته السابقة
- عندما تفشل علاقة ما، غالبًا يلوم الرجال شريكاتهم بينما تلوم النساء أنفسهن.
- ستكون مسامحتنا لأنفسنا صعبة جدًا بنفس القدر إذا لم نتعلم أن نسامح الغير
- يمكن للانفصال إذا تم بطريقة متعقلة جدًا أن يغطي بسهولة على الحزن وخيبة الأمل طول الحياة
- عندما نستطيع أن نسامح اولئك الذين آذونا وسببوا لنا الألم نستطيع حينها أن نتسامح مع أنفسنا على إيلام غيرنا
- يعد الطلاق هو أكثر الخسائر صعوبة وأكثرها مأساوية فهو أكثر تعقيدًا من موت الزوج أو الزوجة
- يعتبر الشعور بالأذى علامة على أننا لم نبلغ بعد درجة نسيان حاجتنا إلى الدعم العاطفي لزوجنا أو زوجتنا السابقة، وطالما استمرينا في الاعتماد على شريكنا لتزويدنا بالدعم العاطفي فإننا نعمل على زيادة إيذائنا
- إذا ما أردنا التخلص من ألمنا يجب أن ندرك أننا لا نستطيع الاعتماد على شريك حياتنا، عندما تنتهي العلاقة علينا أن ندرك أنها انتهت، ولم يعد شريكنا مسئول عن ألمنا حصل ما كنا نحذره وحدثت الإصابة والأمر بيدك وليس بيده لتجعل الأمر يسير بشكل أفضل بالنسبة لك
- قد يكون تسبب بألمك إلا أننا مطالبين الآن بشفاء جرحنا وشعورنا، إننا نحن المسئولون عن شفاء قلبنا الجريح وليس هو
- لشفاء عظم مكسور يجب علينا الاعتراف أولًا أنه مكسور فعلًا وأن نحميه من الكسر مرة ثانية، وبالمثل لانستطيع إعادة ترتيب قلبنا من خلال التسامح والتفاهم والامتنان والثقة عندما نستمر باعتقادنا أننا لازلنا ضحايا كما كنا من قبل وإذا منحنا شركاءنا القوة لكسر قلوبنا مرة بعد مرة عند ذلك لن نشفى أبدًا