آراء الخبراء في مدى قدرة نظام البوكليت على مكافحة الغش الإلكتروني
وجهت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، مديريات التربية والتعليم، بإعلان نظام عقد الاختبارات للشهادة الإعدادية، لتجهيز الميزانية المحددة للامتحانات، سواء بشكلها التقليدي المتعارف عليه، أو بنظام البوكليت، للحد من تسريب الامتحانات.
وقامت "الدستور" برصد آراء الخبراء في مدى قدرة نظام البوكليت على مكافحة الغش الإلكتروني في امتحانات الشهادة الإعدادية وتحقيق التكافؤ بين الطلاب.
من جانبه، قال تامر شوقي، الخبير التربوي، إن وزارة التربية والتعليم تسعى بشكل مستمر إلى تطوير نظم الامتحانات والتقويم في جميع المراحل الدراسية، وخاصة في المرحلة الإعدادية. وتشمل هذه التطويرات الجوانب الشكلية والمضمونية للامتحانات. فمن الناحية الشكلية، يتم تحديد ما إذا كانت الأسئلة ستأتي في صورة ورقة امتحان تحتوي على كراسة إجابة منفصلة (النظام العادي)، أم في صورة كراسة مختصرة أو مصغرة تجمع بين الأسئلة والإجابات عليها (نظام البوكليت).
وأكد الخبير التربوي أن التطوير المطلوب يشمل أيضًا المضمون الذي يتعلق بالأسئلة. فعلى سبيل المثال، يجب رفع مستوى قياس المعرفة من مجرد حفظ وتذكر المعلومات إلى قياس المستويات العليا مثل الفهم والتطبيق والتحليل والتركيب والتقويم والإبداع.
أهمية نظام البوكليت
وأضاف الخبير التربوي، أنه في ظل نظم الامتحانات العادية التي تتضمن ورقة اسئلة وكراسة اجابة منفصلتين حدثت العديد من المشكلات والسلبيات متضمنة سهولة الغش وسهولة تسريب ورقة الأسئلة أثناء الامتحانات وخاصةً إنها غالباً ما تكون ورقة واحدة أو ورقتين مما يسهل تصويرها وتسريبها إلكترونياً وبالتالي إمكانية الغش بسهولة، وتابع أنه على الرغم مما لهذا النظام من عيوب إلا أنه يتميز بتوفير نفقات الورق والطباعة، وفي ضوء ما تتسم به الامتحانات العادية من عيوب صارت هناك حاجة إلى تطبيق نظام البوكليت والذي يتميز بالعديد من المميزات كالآتي (تقليل القدرة على الغش وتسريب أسئلة الامتحانات في ضوء توزيعها على أكثر من ورقة قد تصل إلى أكثر من سبع ورقات، تزداد صعوبة الغش والتسريب مع تضمين الامتحانات أسئلة ذات ترتيب مختلف، كما يتيح البوكليت للطالب الإجابة على الأسئلة في نفس الورقة مما يوفر عليه عناء ووقت نقل الأسئلة إلى كراسة الإجابة، تقليل الأخطاء التي قد تحدث عندما ينقل الطالب أسئلة بشكل خاطئ إلى كراسة الإجابة.
وشدد شوقي، أن البوكليت يجعل الطالب لا يسرف في الإجابة بشكل زائد عن المطلوب على الأسئلة المختلفة في ضوء اتاحة مساحة معينة من البوكليت للإجابة على كل سؤال، كما يحرر البوكليت.
وأشار الخبير التربوي إلى ضرورة عدم وضع الأسئلة في ورقة واحدة بحجم كبير، حيث يمكن توزيع الأسئلة على عدة ورقات، خاصة إذا كانت الأسئلة تحتوي على صور وخرائط تحتاج إلى مساحة أكبر. كما يجب على الطلاب كتابة الإجابات بخط واضح لتجنب الخلط بين أوراق الإجابات. ويجب اختيار مراقبين كفؤين لضبط اللجان وتقليل الظروف التي قد تساعد على الغش، مثل استخدام الهواتف المحمولة خلال الامتحانات وضغوط الأهالي على المراقبين في بعض المناطق. وختم الخبير التربوي بأنه لا جدوى من أي تغيير في شكل الامتحانات لتقليل الغش ما لم يتم اتخاذ هذه الإجراءات.
ومن جانبه، قال الدكتور عاصم حجازي، الخبير التربوي، إنه في ظل وجود تخوفات من تسريب وتداول بعض الامتحانات أو محاولات الغش داخل اللجان، فإن اللجوء إلى الطرق التقليدية لإجراء الاختبارات يعد مجازفة غير مفضلة في الوقت الحالي. كما أنها تمثل خروجًا عن الإطار العام لنظام التقويم المعمول به في النظام التعليمي الجديد.
وأكد حجازي أن استخدام البوكليت كوسيلة لتقويم الطلاب يقلل إلى حد كبير من المخاوف والمحاذير المتعلقة بالغش والتداول والتسريب. هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى، فإنه ينسجم مع فلسفة وأهداف وطرق التقويم المتبعة، ويمثل تدريبًا للطلاب وأحد عوامل تكوين الانتماء بينهم وبين نظام التقويم، وتجهيزًا لهم لاستخدام البابل شيت فيما بعد.
واختتم الخبير التربوي بأن استخدام البوكليت أفضل من العودة للنظام التقليدي، وأكثر فائدة بالنسبة للطلاب ولعملية التقويم ككل.