غضب من إيقاف منشور لاعب إسرائيلي لحظات وصمت أمام حذف ملايين تدعم فلسطين
فيما يعكس الازدواجية في المعايير التي يتبناها الكيان الصهيوني، وجميع حلفائه، غضب الاتحاد الإسرائيلي لكرة القدم مؤخرًا من إيقاف حساب اللاعب الإسرائيلي مانور سولومون على منصة التواصل الاجتماعي، وذلك لدعمه بلاده في حربها على غزة.
إذ قال الاتحاد للاعب في تغريدة له على حسابه الرسمي بمنصة "إكس"، "تويتر" سابقًا: "الحقيقة، الحقيقة الكاملة، ولا شيء غير الحقيقة، فليعينك الله"، وأرفق التغريدة بصورة لسولومون وعلى فمه شريط لاصق، مع رسالة تدعو إلى مقاطعة "إنستجرام".
وعلى الرغم من خروج "ميتا" ونفيها أن يكون حساب سولومون تم تعليقه نتيجة أي من منشوراته، إذ قال متحدث باسمها: "تم حذف الحساب عن طريق الخطأ وتمت استعادته بسرعة، لم يكن السبب أي محتوى شاركه"، إلا أن دعوات الاتحاد الإسرائيلي لمقاطعة "إنستجرام" مستمرة، فقد قال ممثل اللاعب الإسرائيلي لصحيفة "تلغراف": "إنه أمر سخيف، لم ينشر سولومون أي منشورات مناهضة لفلسطين، بل دعم بلاده فقط، أنه أمر سخيف واصفًا "إنستجرام" بأنه "مثير للسخرية".
وكان لاعب توتنهام الإسرائيلي قد كتب على حسابه في "إنستجرام"، عقب هجوم حماس يوم 7 أكتوبر الماضي: "بلدي وعائلتي وأصدقائي وشعبي الحبيب يعيشون الجحيم، حماس لا تفعل "ولم تفعل قط" أي شيء لصالح الشعب الفلسطيني، حماس منظمة إرهابية لها مهمة واحدة فقط هي محو اليهود من الكوكب"، وأضاف بقوله "دعمهم يعني دعم الإرهاب، تماما مثل دعم القاعدة وداعش وهجمات 11 سبتمبر، من حق إسرائيل أن تدافع عن نفسها".
تناقض واضح
وبينما غضب الاتحاد الإسرائيلي وقام ولم يقعد لمجرد توقيف حساب لاعبه لحظات، لم يغضب هذا الاتحاد الصهيوني وحلفاء دولته لتوقيف حسابات الملايين من الأشخاص الذين يدعمون الفلسطينيين وقضيتهم.
إذ سبق وأن لاحظ ملايين المؤيدين الفلسطينيين أن منصة ميتا تقيد وصول منشوراتهم الداعمة لفلسطين والمناهضة لما يحدث بها على يد الاحتلال، وأنه يجري حجبها أو إزالتها من فيسبوك وإنستجرام، حتى لو كانت الرسائل لا تنتهك قواعد المنصات.
وبحسب صحيفة “nytimes” الأمريكية، قال المستخدمون أن رسائل الدعم للمدنيين الفلسطينيين، الذين شرد العديد منهم أو أصيبوا أو قُتلوا بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية، تم إخفاؤها من المنصات.
كما أفاد بعض الأشخاص أيضًا أن فيسبوك قمع الحسابات التي دعت إلى احتجاجات سلمية في مدن في جميع أنحاء الولايات المتحدة، تضامنًا مع الفلسطنيين وتنديدًا بالإبادة الجماعية التي يتعرضون لها على يد الاحتلال الإسرائيلي.
فيما قال معهد هامبتون وهو مركز أبحاث أمريكي، في منشور على X، أن “انستجرام وفيسبوك يحظران بشكل نشط المنشورات حول التاريخ الفعلي لإسرائيل/فلسطين، ويخفيانه أحيانًا على أنها "صعوبة تقنية".
ذلك الأمر الذي جعل العديد من المؤيدين الفلسطينيين يتوافدون على منصات أخرى لنشر رسائلهم، بينما انتقدوا الإشراف على محتوى ميتا، وقد شهد موقع LinkedIn، الذي يستخدم بشكل أساسي للتواصل المهني، تدفقًا كبيرًا للمشاركات التي تنتقد رد فعل إسرائيل على حماس ودعم الضحايا المدنيين في غزة.
كذلك أظهرت منصة X أظهرت تبايناً واضحاً في تعاملها مع الروايات الفلسطينية للحرب، إذ كانت تلك هي المنصة الأكثر استفادةً من هذه الأحداث، وذلك بعد أن أصبحت أكثر منصة ينشر فيها المستخدمون محتواهم دون قيود متشددة.
يرجع ذلك إلى سياسات "إيلون ماسك" التي لم تتغير وذلك بوضعه خياراً على الفيديوهات والصور يتيح للمستخدمين المشاهدة من عدمها، من دون اتخاذ المنصة قرار الحذف السريع أو وقف الحسابات، وذلك تحت بند حرية الرأي والتعبير.
من جهتها خرجت شركة ميتا المالكة لشبكتي التواصل الاجتماعي فيسبوك وإنستجرام لتعلن أنها لم تحذف أو تخفي المنشورات الداعمة للفلسطينيين عن عمد بل تم إخفاؤها عن الأنظار بسبب خطأ عرضي في أنظمة الشركة، ولم يكن نتيجة أي سبب أخر.