"المسافة صفر".. عندما جعلت المقاومة الفلسطينية للصفر قيمة
أثارت صورة نشرتها كتائب الشهيد عزالدين القسام إشادة عدد كبير من المتابعين وفخرهم بالمقاومة الفلسطينية، وهي صورة لمشاهد من التحام مجاهدي القسام بآليات العدو شرق حي الزيتون، وتدمير إحداها من مسافة صفر بعبوة العمل الفدائي وقذيفة "الياسين 105"، لينتشر بعدها وسم على وسائل التواصل باسم #المسافة_صفر، مُدعمًا قوة وبأس المقاومة التي التحمت بدبابات العدو الإسرائيلي المتطورة فدمرتها.
وترمز عبارة "المسافة صفر" إلى عدم وجود مسافة نهائيًا بين أفراد المقاومة الفلسطينية وأسلحتهم التي تعتبر بدائية بالنسبة لأسلحة العدو، وبين دبابات العدو وقواهم العسكرية على الرغم من تفوق تلك القوى، بل وتحقيق نصر هذه المقاومة على تلك الأسلحة بتدميرها نهائيًا.
وأظهرت المشاهد التي تم تداولها على نطاق واسع خروج أحد مقاومي القسام من النفق، ووضعه عبوة العمل الفدائي على الدبابة المتوغلة شرق حي الزيتون، ثم عودته بسلام.
ثم أظهرت المشاهد أيضًا عقب ذلك قيام مقاومى القسام بإطلاق قذيفة "الياسين 105" على الدبابة التي تدمرها تمامًا ثم يعود أفراد المقاومة وقد أصبحت بقايا الدبابة العسكرية حطامًا.
قذائف الياسين 105
وقذائف "الياسين 105" هي قذائف محلية الصنع ومضادة للدروع، وذلك بما فيها المدرعات والدبابات التي يستخدمها جيش الاحتلال، وتتميز تلك القذائف بقدرة تدميرية عالية، وهي نسخة مطورة عن قذيفة التاندوم الروسية، استخدمتها كتائب القسام في حربها على الاحتلال في معركة طوفان الأقصى، وقد أسفرت عن تدمير العديد من الدبابات الصهيونية فى العدوان البري الإسرائيلي على قطاع غزة.
وتعود تسمية قذائف "الياسين 105" بهذا الاسم إلى مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين، ولإطلاق قذيفة الياسين من عيار 105 الحالية، يُستخدم قاذف آر بي جي 7 أو آر بي جي 29.
متفاعلون: أطلقوا "المسافة صفر" على الشوارع
وتبادل متفاعلو وسائل التواصل الاجتماعي عبارة "المسافة صفر" بعبارات وتعبيرات الفخر والإعجاب والإشادة، إذ صوحبت عبارة "المسافة صفر" ببعض من آيات القرآن الكريم، مثل: "إذ يوحي ربك للملائكة أني معكم فثـبـتوا الذين آمـنوا"، في إشارة إلى بأس رجال المقاومة وشجاعتهم، كما أخذ البعض يذكر صفات دبابات العدو وقوتها في إشارة إلى حجم إنجاز المقاومة في تدمير هذه الآليات العسكرية المتطورة.
كما تناول البعض الأمر بسخرية من العدو الصهيوني وما فعلته فيه المقاومة بإثارة بعض النكات على موقف تدمير الدبابات والمسافة صفر، كذلك أوضح آخرون كيف أن رقم صفر ليس له قيمة، ولكنه أصبح على يد المقاومة الفلسطينية ذا قيمة خالدة.
بل بعضهم أيضًا طالب بتسمية بعض الشوارع العربية باسم المسافة صفر، وبـ7 أكتوبر؛ تخليدًا لهاتين الذكريين الخالدتين في تاريخ الأمة العربية.
وباستخدام أدوات التحليل في "الدستور" نرصد كيف تفاعل المواطنون مع صورة التحام مجاهدي القسام بآليات العدو.
إذ إنه باستخدام محرك البحث جوجل ترند تبين أن عبارة "المسافة صفر" سجلت ارتفاعًا ملحوظًا في مؤشرات البحث، إذ وصلت اليوم 3 نوفمبر إلى 75 عملية بحث في الدقيقة الواحدة.
ومحافظة الإسكندرية كانت أكثر المدن اهتمامًا بهذه العبارة، إذ جاءت بالمركز الأول، ثم تلتها محافظة الجيزة، وجاءت بعدها محافظة القاهرة.
وباستخدام أداة البحث social searcher تبين أنه تم تداول 27 منشورًا في الدقيقة يحمل عبارة "المسافة صفر".
وقال الناطق العسكري باسم كتائب القسام، أبوعبيدة، في وقت سابق: "دمرنا ما قوامه كتيبة دبابات وأكثر، وقتلنا وأصبنا عددا من جنود العدو، وأعداد القتلى أكبر بكثير مما تعلنه قيادة العدو".
وأضاف: "مجاهدونا يواصلون التصدي لقوات الاحتلال في محاور التوغل الصهيوني المختلفة، ودمرنا كتيبة دبابات، وقتلنا وأصبنا عددًا من جنود العدو".